يعيش وسطها مع أسرته ومصدر رزقه «كوباية شاى بـ2 جنيه» للزوار
المواطن مجدى فهمى يبيع الشاى داخل مقابر التونسى
أمام غلاية مياه وأكواب زجاجية فوق إحدى الصوانى البلاستيكية، فى مقابر «التونسى» بمنطقة السيدة عائشة، يقف «مجدى فهمى»، 52 عاماً، برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة الذين يعيشون داخل عشتين أقامهما بجوار أحد الأحواش على الطريق ليوزع من خلالهما أكواب الشاى للزوار والمترددين على سوق الخردة هناك، مؤكداً أنه مصدر دخله الوحيد الذى يصرف منه على زوجته وأبنائه: «شوية الشاى اللى بعملهم هنا دول وسعر الكوباية بـ2 جنيه، هما اللى معيشينا وبيصرفوا علينا».
وُلد «فهمى» داخل أحد الأحواش بعدما عاش والداه بين المقابر، وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء أيضاً فى مقابر التونسى، حسبما أكد «الرجل الخمسينى»، مضيفاً: «كنا الأول أحسن من دلوقتى، وبعدما سوق الخردة ده ظهر علينا، ناس كتيرة دخلت علينا ومش عارفين هما مين على عكس الأول كنا بنلاقى الناس كلها هنا عارفة بعضها».
وعن الحياة داخل المقابر والأحواش يوضح «مجدى» أن الجميع يعيش فى قلق لأن صاحب الحوش يستطيع طردهم فى أى وقت حسبما يشاء، وأنه تعرض لمثل تلك المواقف أكثر من مرة من قبل، مضيفاً بنبرة حزينة: «كذا مرة أكون قاعد فى حوش وييجى صاحبه ويخرّجنى منه، وده بيحصل قدام مراتى وعيالى وساعتها ببقى عايز الأرض تنشق وتبلعنى ولا إنى أتحط فى الموقف ده قدامهم، على الرغم من أنه بردو بصراحة عنده حق؛ ده الحوش بتاعه وملكه، وتلاقيه بيقول لك هو انت هتورثنى، بس الواحد مش بإيده حاجة يعملها».
«فهمى»: «إحنا الأحق بشقق المدن الجديدة خاصة بعد ما العيال كبرت على العشتين»
أما عن الهروب من العيش داخل المقابر والبحث عن سكن بديل فيقول «صاحب فرشة الشاى»: «حاولت قبل كده إنى أخرج بعيالى بره المقابر خالص، وفعلاً سكنت بره بس إيجار السكن كان غالى أوى، والواحد مكانش عارف هيدفع إيجار الشقة ولا الكهرباء ولا المياه منين، ومقدرتش أستمر فى السكن بره لأن إمكانياتى محدودة، ورجعت على المقابر تانى ومن ساعتها وانا ببيع الشاى هنا عشان أقدر أصرف على عيالى وأكبرهم». يصمت «الرجل الخمسينى» برهة ثم يستكمل حديثه قائلاً: «آخر ما زهقت عملت عشتين فى ضهر الحوش عشان أقعد فيهم مع مراتى وعيالى، من غير ما حد ييجى ويطردنى».
يحلم «مجدى» بشقة يعيش بها مع أسرته بعيداً عن الحياة داخل المقابر، قائلاً: «إحنا الأحق بشقق المدن الجديدة، لأن كله عارف وضعنا عامل إزاى ومحدش بيسأل فينا، ولا حد بيعبرنا، ومفيش حد بينزل يعمل بحث ويشوف مين اللى محتاج فعلاً شقق».