لماذا صدر قرار تجريد راهب "أبو مقار" بخط يد البابا تواضروس؟
البابا تواضروس الثاني
أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بيانا باعتماد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إعلان تجريد راهب بدير أبو مقار بوادي النطرون وعودته لاسمه العلماني، لـ"ارتكابه مخالفات لنذر الرهبنة".
وكُتب البيان بخط يد البابا شخصيا، على غير المعتاد، وجاء بعد يوم من تسريب بيان لجنة الرهبنة والأديرة بالمجمع المقدس، بتجريد راهبين أحدهما من جرده البابا، اليوم، ونفت الكنيسة صحة البيان، أمس.
وأوضح مصادر كنسية لـ"الوطن"، أنه "طبقا للقانون الكنسي الخاص بالرهبنة الصادر عام 2013، لا يُجرد أي راهب إلا بموافقة البابا أو رئيس الدير، وحالة الراهب أشعياء المكاري الذي جُرد من الرهبنة وعاد إلى اسمه الطبيعي وائل سعد فإن رئيس ديره هو الأسقف المقتول الأحد الماضي، باستلزام ذلك صدوره بتوقيع البابا.
وأضافت المصادر أن صدرو البيان بخط يده يحمل رغبة في ضبط المصطلحات والتوجه الكنسي حول القضية وعدم تركها لأي أحد داخل الكنيسة لتولي المهة؛ نظرا لحساسية الحدث الاستثنائي الذي تمر به الكنيسة وهو مقتل رئيس الدير.
وبحسب قانون الرهبنة الصادر عام 2013 من المجمع المقدس، "تمر محاكمة الرهبان بثلاث مراحل الأولى الإنذار على يد رئيس الدير، والثاني التحويل للجنة الانضباط الرهباني بالدير، ويتم إنذار الراهب المخالف ثلاث مرات، فإن لم يتوب عن أخطائه يتم تحويله للجنة الرهبنة بالمجمع المقدس، وفي حالة تجريد الراهب من رهبنته وعودته لصفته المسيحية كأي شخص عادي، لا بد وأن يوقع البيان البابا أو رئيس الدير"، وهو ما لم يتم في البيان المسرب، أمس.
وبحسب القانون الكنسي "لا يتم تجريد راهب إلا بخروجه عن الإيمان الأرثوذكسي أو ارتكاب مخالفة لنذوره الرهبانية، وهي الطاعة والفقر الاختياري والتبتل".
وأشارت المصادر إلى أن الكنيسة في حالة هذا الراهب استفد هذه المرحل، حتى وصلت إلى التجريد.
والراهب المُجرد ارتكب بحسب قرار التجريد، تصرفات صدرت عنه لا تليق بالسلوك الرهباني والحياة الديرية والالتزام بمبادئ ونذور الرهبنة من الفقر الاختياري والطاعة والعفة، فيما أكدت مصادر أن "الراهب في موضع اشتباه حول جريمة القتل، ولا توجد إدانة فعلية له، وأن التحقيقات ما زالت مستمرة"، والراهب المجرد حدثت خلافات بينه وبين رئيس الدير القتيل، منذ فبراير الماضي، وتم إرسال شكاوى ضده للبابا.
وعقب قرار البابا أرسلت الكنيسة اسم وصورة الراهب المذكور إلى جميع الأديرة للتحذير، وعدم التسلل إليها مرة أخرى في حالة عدم إدانته بجريمة القتل.
وتعد تلك ثاني قرارات البابا تواضروس بشلح رهبان، إذ سبق وجرد عدد من رهبان دير وادي الريان من الرهبنة، بسبب مشاكلهم مع الدولة، وعدم خضوعهم للكنيسة.