حكاية عرض شركة أمريكية للعبور بقناة السويس قبل 149 سنة
قناة السويس
تعد قناة السويس واحدة من أهم المشروعات في تاريخ مصر الحديث، حيث جاءت البداية الجادة عنما نجح المهندس الفرنسي فرديناند مارى دى ليسبس في إقناع نائب الوالي، سعيد باشا، بتنفيذ المشروع عام 1854، وقضى المصريين نحو عشر سنوات من الشقاء في حفرة القناة، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أغسطس 2014، ليقرر حفر قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلومترا، وأفتتحت في 5 أغسطس 2015، ليصبح المجرى الملاحي للقناة صالحًا للعبور في الاتجاهين بدون توقف.
واليوم مع احتفال مصر بالذكرى الثالثة لحفر قناة السويس الجديدة، تستعرض "الوطن"، خطابا مرسلا من مدير شركة قناة السويس عام 1869، لإحدى شركات الملاحة في الولايات المتحدة الأمريكية، تعرض عليها تجربة الإبحار عبر قناة السويس.
وتهتم الصحف العالمية بقناة السويس ومتابعة أحداثها كونها وأحدة من أهم الممرات الملاحية في العالم، حيث اهتمت صحيفة "دايلي آلت الأمريكية The Daily Alta Californi"، بأخبار قناة السويس حتي قبل أن يتم افتتاحها، وظهر عددها الأول في 9 يناير 1847، وهي أول جريدة يومية في مدينة كاليفورنيا، إلا أنها توقفت عن العمل في الصحافة وتحولت إلي دار نشر في عام 1891.
ونشرت "Daily Alta"، الأمريكية في عددها رقم 7067 بتاريخ 26 يوليوعام 1869، أي قبل افتتاح القناة بما يقرب من خمسة أشهر، بنشر مقتطف نص خطاب صادر من رئيس هيئة قناة السويس إلى شركة ملاحية في الولايات المتحدة، تدعو فيها الشركة إلى تجربة الإبحار في قناة السويس لما فيه من اختصار للوقت الملاحي.
وجاء في نص الخطاب "أبلغت بتنظيم شركتكم بهدف إنشاء خط بواخر بين نورفولك ومرفأ جنوبي آخر، فالبحر الأبيض المتوسط الآن يربط مع خط آخر إلى الهند، وسيتم افتتاح قناة السويس، في 17 نوفمبر المقبل، ويبلغ طول القناة 162 كيلومترا، وسيكون عرض خط المياه 100 متر أي 325 قدما، باستثناء ثلاثة ممرات ستبلغ هذه الممرات 60 مترا أي 195 قدما، وتم تحديد رسوم السفن التي تمر عبر القناة بموجب قانون الامتياز".
ويتابع الخطاب: "وفيما يلي أجزاء من الامتيازات التي قدمها سعيد باشا، نائب الملك المصري، إلى الشركة، ومنح حق المرور، وهي 1- أن تدفع جميع السفن نفس الحجم من دون أي استثناء أو امتيازات خاصة، 2- أن يتم نشر التعرفة والرسوم بعد ثلاثة أشهر من تشغيل القناة بالكامل، في العواصم والموانئ التجارية الرئيسية للبلدان المهتمة بملاحة هذه القناة، 3- ألا تتجاوز الرسوم الخاصة بتوجيه القناة الحد الأقصى البالغ 10 فرنكات (1.8 دولار) لكل طن شحن على متن السفن".
واختتم الخطاب بتوضيح المنشآت والخدمات التي تقدمها القناة، حيث يوجد أبراج مناسبة للسفن، مؤكدا: "تم فحص قناة السويس مؤخرا من قبل بعض المسؤولين في مدينة "بوسطن"، وكتبوا تقريرا جيدا عن القناة والاستعدادت والإمكانيات الموجودة بها".