«الطاقة الشمسية» الحل المثالى لمواجهة نار الفواتير
الطاقة الشمسية
بدأ مواطنون اللجوء لاستخدام الطاقة الشمسية لمواجهة رفع وزارة الكهرباء جميع شرائح الكهرباء التى سيتم حساب المواطنين عليها، سواء للقطاع المنزلى أو التجارى، ابتداءً من الشهر الحالى، وذلك بعد طول إهمال لهذا المصدر المتجدّد من الطاقة فى بلد يسطع فيه الشمس تسع ساعات يومياً.
هذا الاتجاه الجديد يتوسع، مدعوماً بتصريحات المسئولين فى وزارة الكهرباء والطاقة المتجدّدة عن أنه يمكن استغلال الطاقة الشمسية فى مجالات عديدة عن طريق تحويلها إلى أشكال أخرى من الطاقة، مثل الطاقة الحرارية والكهربائية، فضلاً عن أنه إذا تم استغلال الطاقة الشمسية بالشكل الجيد فإنها ستكون قادرة على تلبية جميع الاحتياجات المستقبلية، باعتبارها من مصادر الطاقة المتجددة وغير الملوّثة للبيئة، على عكس الوقود الأحفورى والفحم والبترول والغاز الطبيعى. ولا تتوقف المزايا عند هذا الحد، إذ تشمل إنتاج طاقة كهربائية آمنة وصديقة للبيئة، وكذلك مصدر كهربى مستقل وعمر تشغيل طويل، بالإضافة إلى أنه لا ينتج عنها مخاطر الانفجار والحرائق الكيماوية، ولا تحتاج إلى مصاريف أثناء عمر التشغيل، كما أن مصاريف صيانتها منخفضة، ويمكن استخدامها بالأماكن النائية غير المرتبطة بالشبكة العامة للكهرباء ويتم تركيبها على أسطح المبانى، وعلى مساحات من الأرض، وفى حالة زيادة الأحمال، يمكن إضافة خلايا شمسية جديدة. ووفقاً للمسئولين، فإنه يمكن استرداد تكلفة إنشاء المحطات الشمسية المنزلية خلال 7 سنوات على الأكثر، من خلال خصمها من قيمة فاتورة الاستهلاك الشهرى للكهرباء، بعدها تتحول الخصومات فى الفاتورة إلى مكاسب، وفى نهاية العام إذا كان حجم المنتج من الكهرباء من الطاقة الشمسية أكبر من المورد من الشبكة القومية، يحصل المواطن على الفارق، الذى يكون معفياً من الضرائب.
مستخدمو «النظيفة»: نوفر 30% من قيمة الاستهلاك.. وتعويض التكلفة خلال 7 سنوات
اعتبر المستخدمون لمشروعات الطاقة الشمسية، سواء للاستعمال المنزلى أو التجارى والشركات، أن المستقبل للطاقة المتجددة، وأن التكلفة المرتفعة فى بدء عمل مشروع الخلايا، يمكن تعويضها خلال 7 سنوات فقط، وخلال باقى مدة الـ«25» عاماً، التى يستمر خلالها التعاقد مع شركات توزيع الكهرباء، سيتم خصم قيمة الطاقة المنتجة من إجمالى قيمة الفاتورة الشهرية للكهرباء، مطالبين الدولة والشركات الكبرى بتقديم قروض ميسرة تسهم بالتوسع فى إنشاء المحطات.
وقال سمير البحراوى إنه أقام مصنعاً كبيراً فى مدينة العبور الجديدة واستخدم الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية، لأن المصنع يستهلك طاقة كهربائية كبيرة، ولجأ لعمل محطة لإنتاج الطاقة، لأنها توفر له 30% من إجمالى الفاتورة، لافتاً إلى أنه حتى لو كانت التكلفة مرتفعة فى بدء المشروع، فإنه سيعوضها خلال 6 أو 7 سنوات، وسيستفيد بعد ذلك من الطاقة الشمسية المنتجة باقى مدة التعاقد البالغة 25 سنة. وأكد «البحراوى» أن مصر من الدول ذات المعدلات المرتفعة فى الإشعاع الشمسى على مستوى العالم، لكن الطاقة الشمسية فيها غير مستغلة بالدرجة الكافية، فعلى سبيل المثال «ألمانيا» الشمس فيها تسطع ساعتين، ومع ذلك فإن 75% من المصانع والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة فيها تعمل بالطاقة الشمسية، بينما تسطع الشمس فى مصر على الأقل 9 ساعات يومياً، ورغم ذلك فإننا غير مستفيدين بها، ولا نستغلها الاستغلال الأمثل.
وقال على الغمرى، من قاطنى منطقة التجمع الخامس، إنه يسكن هو وأولاده الثلاثة فى منزل واحد مساحته تقدر بـ400 متر، واستخدموا الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، رغم ما كان يسمعه قبل ذلك عن التكلفة الكبيرة لمحطة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (بطاقة 5 كليووات) التى تصل إلى نحو 100 ألف جنيه، إلا أنه اكتشف بعد تنفيذه للمشروع إمكانية تعويض ما تم إنفاقه فى بداية المشروع، خلال فترة تتراوح من 6 إلى 7 سنوات. وأشار «الغمرى» إلى أن اللوح الشمسى فى الاستخدامات الفردية بالمنازل، لا يكلف كثيراً، مقارنة باستهلاكات الطاقة الأخرى التى تمثل نزيفاً لدخل الفرد والأسرة، ولا يحتاج سوى صيانة مرة واحدة أسبوعياً، لضمان الأداء بنسبة 100%.
وقال محمد السعيد، من قاطنى منطقة فيصل، إنه اتفق مع سكان العقار المقيم فيه على تركيب ألواح شمسية لعمل محطة لإنتاج الطاقة على سطح المنزل لمواجهة ارتفاع فواتير الكهرباء، إلا أنهم اختلفوا فى الرأى بعدما استعانوا ببعض الشركات لتركيب المحطة، واتضح لهم أن الطاقة المنتجة ستكون قيمتها صغيرة فى حال توزيعها على السكان لكثرة عددهم.
«رفعت»: صيانة المحطة بسيطة وغير مكلفة.. و«الغمرى»: لا تكلف كثيراً مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.. ولا تحتاج سوى صيانة مرة واحدة أسبوعياً
وأشار «السعيد» إلى أنه سيقوم بتركيب محطة لإنتاج الطاقة الشمسية على سطح المنزل الخاص بعائلته بمسقط رأسه فى محافظة بنى سويف، لاتساع مساحة السطح هناك، وهو ما يساعد فى إنتاج طاقة أكثر تكفى الاستخدام، وتعوضه عن الارتفاع الكبير فى فواتير الكهرباء.
وقال مصطفى رفعت إنه يمتلك مزرعة على طريق قليوب، وقام بإنشاء محطة لإنتاج الطاقة بالخلايا الشمسية ووفرت له 40% من الطاقة المنتجة، وخفّضت 35% من فاتورة استهلاكه للكهرباء الشهرية، نتيجة الفارق بين الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية التى سيقوم ببيعها للشركة، واستهلاكه من فاتورة الكهرباء الشهرية.
وأشار إلى أنه لجأ إلى استخدام الطاقة الشمسية لأنها مصدر صديق للبيئة ولسطوع الشمس بشكل كبير، بالإضافة إلى أن عمليات صيانة المحطة الشمسية بسيطة وغير مكلفة.
من جهته، قال سيد الإبراهيمى، من قاطنى منطقة باسوس بمحافظة القليوبية، إنه فوجئ عند تقدمه إلى فرع شركة توزيع الكهرباء التابع له، بأن التقديم لتوصيل التيار للمناطق العشوائية أغلق نهاية الشهر الماضى، فقرر اللجوء إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية فوق السطح لإنارة منزله الذى يتكون من دورين بمساحة 60 متراً، لارتفاع تكلفة توصيل الكهرباء من شركة التوزيع، بالإضافة إلى الفاتورة الشهرية التى تصل إلى 300 جنيه شهرياً بعد تطبيق أسعار الشرائح الجديدة بدءاً من الشهر الحالى.
وأشار «الإبراهيمى» إلى أن المشكلة التى تواجهة حالياً هى ارتفاع ثمن محولات تخزين الطاقة المتولدة لتخزين الكهرباء، لأن محطة الإنتاج المزمع إنشاؤها صغيرة، لافتاً إلى أن الدول الأوروبية تقوم بشراء الطاقة الشمسية من المواطنين مقابل توصيل الكهرباء مجاناً، وتمنحهم أيضاً دعماً مالياً لشراء ألواح الطاقة الشمسية، وهو ما يجب تطبيقه فى مصر، لتوصيل الطاقة النظيفة إلى المدن الجديدة.