الشركات تستغل اشتعال «الفواتير» لترويج مبيعاتها من «الشمسية»
يستطيع المشترك بالطاقة الشمسية تعويض ما يدفعه خلال 6 سنوات
بدأت شركات الطاقة الشمسية فى تكثيف نشاطها، بهدف الاستفادة من الخطوات المتتابعة لرفع الدعم عن الكهرباء والزيادة الجديدة فى أسعار «الشرائح»، التى تم الإعلان عنها مؤخراً، ودفع المستهلكين لتركيب محطات الطاقة الشمسية لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل فى توفير الكهرباء بأسعار ثابتة.
وأكد مسئولون بشركات الطاقة الشمسية أن المحطة الشمسية التى تشغل مسطح 30 متراً، تنتج 5 كيلووات، وتوفر 12 ألف جنيه من استهلاك الكهرباء سنوياً، وتبلغ تكلفتها 110 آلاف جنيه، ويستطيع المستهلك تعويض القيمة التى استثمرها خلال 6 سنوات، وهناك 200 شركة مؤهلة فى مصر تستطيع أن تعمل فى مجال استخدامات الطاقة الشمسية للاستعمال المنزلى.
وأشاروا إلى أن قرار رفع الدعم عن الكهرباء يعزّز حجم أعمالهم بالسوق المحلية، وسيأتى الوقت الذى يكون فيه سعر كيلووات الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية أرخص من المصادر التقليدية، بعد رفع الدعم عن الكهرباء بالكامل ونهائياً.
وقال المهندس يحيى الحملاوى، مدير شركة «كارنا» للطاقة: إن الشركة تنفذ مشروعات الطاقة الشمسية بدءاً من التركيب والصيانة حتى الربط مع الشبكة، لافتاً إلى أنها بدأت عملها منذ عام 2016 فى الاستخدام المنزلى لبعض المشروعات فى محافظتى القاهرة والبحيرة، وبعض الاستخدامات الأخرى خارج الشبكة.
«الحملاوى»: محطة الاستخدام المنزلى تنتج 5 كيلووات وتوفر 12 ألف جنيه استهلاكاً سنوياً وتكلفتها 110 آلاف جنيه
وأشار «الحملاوى» إلى أن تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية فى العقارات به صعوبة، لأن سطح العقار يكون ملكاً للعديد من السكان ويصعب توفير المساحة المطلوبة لكى تغطى استهلاك الطاقة للوحدة السكنية الواحدة، أما إذا كان العقار ملكاً لشخص واحد، فإننا نحتاج إلى مساحة من 5 إلى 7 أمتار، لكى تغطى إنتاج طاقة لكل كيلووات الذى يكفى لاستخدام الوحدة، لافتاً إلى أنه إذا كان متوسط استهلاك الوحدة السكنية 1000 «كيلووات» شهرياً، فإنها لكى تغطى إنتاج 60% من الطاقة، تحتاج من 5 إلى 6 كيلو تكلفتها 22 ألف جنيه للكيلو الواحد، بإجمالى 110 آلاف جنيه للمساحة المطلوبة.
وأكد «الحملاوى» أن الكيلو يُنتج 1600 «ك. و. س» سنوياً، وهو يوفر من 50 إلى 60% من استهلاك فاتورة الكهرباء للمشترك، لافتاً إلى أن المستهلك بالنظام الجديد الذى يتم تطبيقه حالياً يبيع الطاقة الشمسية المنتجة بنفس سعر شرائح الكهرباء الجديدة، التى أعلنت عنها وزارة الكهرباء مؤخراً، ويتم التطبيق على فواتير الشهر المقبل بسعر 145 قرشاً للكيلو، ومعنى ذلك أن الاستثمارات التى يضعها المشترك بالطاقة الشمسية يستطيع تعويضها خلال 6 سنوات، وباقى إنتاج الطاقة الشمسية لمدة الـ«25» سنة المتعاقد عليها المشترك منذ بدء الاستخدام تكون لحسابه الشخصى.
فعلى سبيل المثال، إذا كان متوسط استهلاك الوحدة السكنية شهرياً 2000 جنيه، فإن المشترك الذى قام بعمل محطة فى حدود 5 كيلووات يوفر أولاً نصف الطاقة الكهربائية التى يستخدمها، ويدفع 30% من استهلاكه أى ما يقرب من 600 جنيه للمنزلى، لمحاسبته بنظام الشرائح، والمشترك فى هذه الحالة استثمر رقماً مالياً لكى يوفر إنتاج طاقة شمسية بنسبة 70% لمدة 25 سنة، وهى تقدّر باستهلاك من 5 إلى 6 سنوات.
وأوضح «الحملاوى» أن الشركة تعقد لقاءات مع المواطنين فى كل المحافظات توضح لهم فوائد استخدامات الطاقة الشمسية للمنازل، لافتاً إلى أن أهم المشكلات التى يواجهها راغبو استخدام الطاقة الشمسية للاستهلاك المنزلى هى التمويل، لأن رقم الاستثمار فى بدء المشروع كبير، وأغلب المشتركين فى هذا النظام من أصحاب الدخول والاستهلاك المرتفع.
ونوه «الحملاوى» بأن استخدام الطاقة الشمسية من فوائده نظافة البيئة والتخفيف عن عاتق الدولة فى بناء محطات جديدة، لأن كل مستهلك أصبح فرداً منتجاً، لافتاً إلى أن ألمانيا دولة تنتج 50 ألف ميجاوات من المحطات الشمسية، و70% من المحطات يملكها أفراد، والباقى تملكه الدولة.
من جانبه، قال المهندس محمد الشيخ، مدير إدارة الكهرباء والطاقة المتجددة فى شركة «أيمكو»: إن الشركة بدأت نشاطها فى مصر منذ عام 1979 بمجالات متعددة، وبدأت العمل فى مجال الطاقة الشمسية عام 2012، وهى الموزع الوحيد لشركة «شنايدر» العالمية لمحولات التيار للطاقة الشمسية.
وأشار «الشيخ» إلى أن الشركة لديها مشروعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، منها قدرتها 2٫5 ميجا «2500» كيلووات طاقة شمسية، وهناك 18 مشروعاً لشركات فى أنحاء الجمهورية، فى الإسكندرية وأسوان والأقصر والصعيد والتجمع الخامس و6 أكتوبر.
وفى ما يتعلق بالمشروعات المتوسطة تحديداً، حسبما يضيف «الشيخ»: «قمنا بتشغيل وعمل اختبارات لمحطة قدرتها 5 ميجاوات بشرم الشيخ، وبالنسبة للمشروعات الكبرى شاركنا فى محطة بنبان بأسوان، إضافة إلى عمل تركيبات وتشغيل المدينة الشبابية بشرم الشيخ، بقدرة 0٫5 ميجاوات، والمدرسة الإنجليزية الحديثة بالتجمع الخامس، ومبنى كريدى أجريكول على الدائرى، فنحن نورد ونركب محولات التيار للطاقة الشمسية.
ولفت إلى أن كل كيلووات/ ساعة يتم إنتاجه، ينتج من خلال مساحة 8 أمتار مربعة، وتبلغ تكلفة «الكيلو» من إنتاج الطاقة الشمسية من 18 إلى 19 ألف جنيه، ويمكن للمشترك أن يسترد قيمة استثماراته فى الطاقة الشمسية خلال 7 سنوات.
وأكد أن المشتركين يقبلون عادة خلال هذه الأيام على استخدام الطاقة الشمسية فى ظل ارتفاع شرائح محاسبة الطاقة الكهربائية التى سيتم تطبيقها من الشهر الحالى، لافتاً إلى أن الشركة تمنح المشترك ضمان تشغيل للمحطة 25 سنة، فيما هناك محطات فى ألمانيا عمرها الافتراضى يصل إلى 40 عاماً.
ونوه «الشيخ» إلى أن شركات توزيع الكهرباء ألغت تعريفة التغذية التى كان يتم الحساب بها سابقاً، وقامت بتركيب عداد تبادلى يحتسب الإنتاج من الطاقة الشمسية والمستهلك من الطاقة الكهربائية بنفس التكلفة، وهى فائدة كبيرة تعود بالنفع على المستهلك، فعلى سبيل المثال إذا كان إجمالى فاتورة استهلاك الشركة 3 آلاف جنيه، سيوفر منتج الطاقة الشمسية ألف جنيه، أى 30% من إجمالى الاستهلاك. وأكد أنه بعد زيادة شرائح الكهرباء الأخيرة، زاد الطلب على تركيب الطاقة الشمسية من المصانع، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن الطاقة الشمسية لا يمكن الاعتماد عليها بنسبة 100%، لأنها طاقة مكملة.