لوحة فنية لتركي آل الشيخ بمناسبة زيارته روسيا
أثناء حضوره كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018، حصل تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالسعودية، على لوحة فنية بمناسبة قدومه إلى روسيا.
أهداه اللوحة الرسام العالمي الروسي بوريس بونوماريوف، والذي أجرت وكالة سبوتنيك حوار يروي فيه تفاصيل رسم اللوحة والتقنية التي استخدمها في إنجازها.
ولد بوريس بونوماريوف، 29 عامًا، في مدينة كالوغا الروسية التي تعتبر مهد رواد الفضاء، تعمل والدته مدرسة رسم للأطفال، ووالده مهندس إلكترونيات.
قال بونوماريوف، إنه بدأ بممارسة هواية الرسم منذ نعومة أظافره، بمساعدة أمه والتي كانت دائما تشجعه، وتابع: خلال سنوات دراستي التحقت بمدرسة متخصصة لتعليم الرسم بالإضافة إلى المدرسة العادية التي تدرس المواد كالجغرافيا والرياضيات والتاريخ، كما سجلت في مدرسة متخصصة بتعليم الموسيقى.
شارك الرسام الروسي، في العديد من مسابقات الرسم والتي ركزت على مواضيع تتعلق بالفضاء، وكان دائما يفوز بالمركز الأول، استكمل حديثه: هذه المسابقات ولدت في داخلي رغبة أن أصبح رائد فضاء، ولكن بعد انهاء المرحلة الثانوية شاءت الظروف أن التحق بمعهد موسكو الاقتصادي الحكومي وهناك درست سنة ونصف السنة، ولكن حبي للرسم كان أقوى لذلك التحقت بكلية الفنون ودرست اختصاص التصميم البيئي. ردًا على سؤال ما هو نمط الرسم الذي تفضله في أعمالك الفنية؟، قال بوريس، لا أتبع نمطا محددا في أعمالي، أفضل أن استخدم أنماطا مختلفة لأخلق أسلوبا خاصا بهي.
ولكن الألوان الفسفورية هي المفضلة لدي، وغالبا استخدمها في لوحاتي. وأضاف: شاركت في العديد من المعارض الفنية المحلية والعالمية، وحصلت على مجموعة كبيرة من الجوائز العالمية، كما قمت برسم أول لوحة وصلت إلى الفضاء عام 2000.
أرجع سبب اختياره لـ آل الشيخ، أنه أعجب بشخصية المستشار من صديقه المقرب السعودي والذي شرح له عن شخصيته وإنجازاته، لذللك رغب في تقديم هدية والتي تمثلت بلوحة فنية مضيئة، بمناسبة زيارته إلى روسيا لحضور المباراة الافتتاحية التي جمعت المنتخب السعودي مع نظيره الروسي، في بطولة كأس العالم 2018، ليعبر من خلالها عن ما يتمتع به الشعب الروسي من حفاوة وحسن الضيافة، وتسليمها لمساعد المستشار.
تم انجاز العمل الفني خلال شهر واحد فقط وهو رقم قياسي، فعمل كهذا يتطلب عامًا كاملًا، "ولكن بسبب ضيق الوقت اضطررت لإنجازه خلال شهر واحد فقط في مايو الماضي، وسأكون صريحًا لست راضيًا عن اللوحة لعدم جاهزيتها الكاملة، وهذه اللوحة مستوحاة من خيال الفنان الإيطالي ليوناردو داڤينشي"، استخدم فيها الأحجار الكريمة مثل: الياقوت والكهرمان والجرانيت الطبيعي، وزينت اللوحة بإطار خشبي أسود محفور يدويًا من الخشب الأسود الإيبوني المطعم بأحجار من العاج الطبيعي الهندي.
وأهم ما يميز اللوحة ظهورها بحالات مختلفة حسب نوعية الإضاءة المسلطة عليها، وللحصول على هذا التأثير، استخدمت إضافة إلى الأحجار الكريمة، الألوان الفسفورية التي تتوهج في الأشعة فوق البنفسجية.
في النهار ينعكس ضوء الشمس على الأحجار الكريمة وتظهر اللوحة بحالة أولى، وفي الليل تنعكس الإضاءة الزهرية الموجود داخل إطار اللوحة لتنعكس على الألوان الفسفورية والأحجار الكريمة فتظهر اللوحة بشكل جديد. الفنان هو شخص مفعم بالخيال يحاول دائما أن يعكس عالمه الداخلي من خلال أعماله وابتكار شيء جديد وجميل.
عندما التقيت بمساعد آل شيخ وقدمت له الهدية، شكرني وقدم لي دعوة شخصية لزيارة المملكة العربية السعودية، لحضور كأس السوبر الإيطالي المقام خلال فصل الشتاء، كذلك زيارة معرض عالمي يقام في مارس المقبل، وسعدت جدًا بهذه الدعوة لأنني أرغب في التعرف على ثقافة وحضارة المملكة بالإضافة إلى الفن التشكيلي السعودي.
قال الرسام الروسي، إنه لديه الكثير من الخطط و"على رأسها رسم لوحتي الأخيرة من ثم الاعتكاف عن الرسم، لأنني أشعر بأنني قدمت كل ما أملك في هذا المجال ولا أرى أي معنى لإضافة شيء جديد في الرسم، وقد يكون المكان الذي سأرسم فيه لوحتي الأخيرة هو الفضاء".
العديد من الأشخاص عبر التاريخ غيروا مسار حياتهم بشكل جذري، فمثلًا هناك أشخاص قرروا امتهان الرسم بعدما أمضوا حياتهم في الأعمال والتجارة أمثال بول سيزان، وكلود مونيه، وأنا اعتبر بأنه لدي ما يكفي من الأعمال الفنية التي تتناسب مع مستوى الفنانين العظماء.
وتابع الرسام الروسي: أحب الفضاء وأرغب في دخول المجال بطريقة ما ولكن ليس لدي ادنى فكرة عن ذلك بعد، أرى الكون وكل شئ من حولي كلوحة جميلة، وبرأي الحياة هي لوحة ونحن نرسمها بالطريقة التي تناسبنا.
واختتم الرسام الروسي: "قد أبدأ بتعليم الأطفال نوعا جديدا من الرسم باستخدام تكنولوجيا جديدة واذا سنحت لي الفرصة قد انتقل للعيش في المملكة وأعمل هناك".
تعليقات الفيسبوك