«نقص أدوية الأنسولين» وارتفاع أسعارها يثير غضب المرضى.. والصيادلة: أدوية «السكر» صعب استبدالها
صورة أرشيفية
شكا عدد من المواطنين الذين يعانون من مرض السكر، من اختفاء أنواع عديدة من دواء الأنسولين «نوفو رابيد، ونوفو ميكس، وفيكتوزا، واكترابيد، وتريسيبا» الخاصة بمرضى السكر، وهو ما أكده صيادلة التقتهم «الوطن» خلال جولة على عدد من الصيدليات بمناطق مختلفة من القاهرة والجيزة.
وقال هاشم عبدالراضى، يسكن بمنطقة وسط البلد، إنه يعانى من أجل شراء «نوفو رابيد» بسبب نقصه الدائم من الصيدليات. ويضيف: «ابنى عبدالرحمن مريض سكر من وهو عنده 3 سنين، وهو دلوقتى عنده 9 سنين، وبقالى أكتر من شهر، كل ما أروح أجيب الدواء بتاعه ألاقيه مش موجود، ويقعدوا يؤجلونى لأيام، وأحياناً أسابيع».
وتابع: «بالف القاهرة كلها علشان ألاقى الدوا، وباجيبه حتى لو بضعف سعره، يعنى سعر الدواء 95 جنيه، أحياناً باجيبه بـ150، علشان ماينفعش أستنى، لأن ده أنسولين، لو الطفل ماخدهوش هتحصل له مضاعفات».
نداءات واستغاثات أطلقتها إسراء محمد، مريضة سكر، عمرها 25 عاماً، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل «فيس بوك»، ناشدت من خلالها متابعيها بمساعدتها للوصول إلى صيدلية توفر «أنسولين النوفو رابيد». وتقول «إسراء»: «أنا مريضة سكر بقالى 5 سنين، وباجيب الأنسولين ده كل أسبوعين، وبقالى شهر تقريباً كل ما أروح صيدلية يقولوا لى الدواء ناقص أو استنى أربع أيام وهييجى».
«هشام»: بالف القاهرة كلها علشان ألاقى الأنسولين وباجيبه بضعف السعر.. و«إسراء»: لو اتأخرت فى أخد الجرعة ممكن أدخل «غيبوبة»
وتضيف «إسراء» بنبرة غاضبة: «مريض السكر لازم ياخد كل جرعة فى ميعادها وماينفعش يأخرها، مش يستنى بالأيام»، موضحة أن «مضاعفات تأخير الجرعة خطيرة جداً، والمريض ممكن يروح فى غيبوبة، ولو ما اتلحقش ممكن يفقد حياته».
ورصدت «الوطن» خلال جولة على الصيدليات فى محافظتى القاهرة والجيزة، نقص هذه الأنواع. ويقول أحمد عبدالمنعم، طبيب صيدلى، بإحدى صيدليات منطقة القاهرة الجديدة، وتحديداً فى التجمع الأول: إن الصيدلية التى يعمل بها تشهد نقصاً حاداً فى «نوفو رابيد» و«نوفو ميكس» منذ يونيو الماضى. ويضيف: «فيه كتير من مرضى السكر بييجوا يطلبوا النوعين دول، بناءً على الروشتة اللى الدكتور كاتبها، والنقص ده ممكن يعمل لهم مضاعفات وتيجى لهم غيبوبة سكر وتؤثر عليهم سلباً».
داخل إحدى الصيدليات بشارع التحرير بمنطقة الدقى، قام محمد عادل، صيدلى، بعمل قائمة لحصر أنواع الأنسولين الناقصة، ويقول: «النقص ده بقاله شهر ونص تقريباً، واحنا متعودين على ده، يعنى مثلاً الدواء أياً كان نوعه بينقص وبعدين يرجع تانى للسوق بسعر أعلى». ويضيف عادل: «ماقدرش أصرف للمريض، خصوصاً مريض السكر أى بديل غير لما يرجع للدكتور المعالج، اللى فى الغالب مش بيغير النوع، وساعتها المريض بيضطر يلف مصر كلها علشان يلاقى الدواء».
ويقول عبدالله عمر، طبيب صيدلى بإحدى صيدليات منطقة مدينة نصر: إن الدولة ألغت الأنسولين الميكس المدعم الذى كانت تطرحه فى الصيدليات بسعر 6 جنيهات، بينما كان يباع بسعره العادى الذى يبلغ 31 جنيهاً، وفى الزيادات الأخيرة لأسعار الدواء منذ ثلاثة أشهر ارتفع سعره ليصل إلى 55 جنيهاً للعلبة. ويضيف الصيدلى العشرينى: «الأنسولين الميكس بقاله شهر تقريباً كميته محدودة جداً فى السوق وداخل على النقص، ولو نقص هتبقى كارثة كبيرة، لأن ده أكتر نوع تقريباً الدكاترة بتصرفه لمرضى السكر».
التحذيرات التى أطلقها مرضى السكر من نقص أنواع معينة من الأنسولين على مواقع التواصل جعلت مريض السكر الثلاثينى محمد صلاح يشترى كميات كبيرة من «نوفو رابيد» و«فيكتوزا»، لضمان توافر الدواء لمدة تصل إلى شهر فقط، على حد تعبيره: «ما استنيتش أن الدواء يختفى من السوق، وأول ما سمعت أن فيه نقص، أمنت نفسى، واشتريت كميات تكفينى شهر من أكتر من مكان، علشان ده دواء سكر، وماينفعش مايكونش متوفر».