خال الشهيد: «محمد» كلمنى قبل اغتياله بساعة وكأنه كان يودعنى
بصوت حزين ملىء بالحسرة ودموع لا تتوقف، أعرب اللواء أحمد رشدى، مساعد مدير أمن قنا السابق، خال المقدم محمد مبروك، عن حزنه لاغتيال الضابط الراحل، وقال: «أنا خاله وأبوه، الله يرحمه وهب عمره فداء لمصر، محمد ابنى اللى كنت برتاح له أكتر من أولادى اللى من صُلبى».
وعن آخر مرة تواصل فيها مع الضابط الفقيد، قال: «محمد كلمنى قبل وفاته بيوم لمدة ساعة، وأنا كنت فى عربيتى، وفجأة قررت أركن وقعدنا نتكلم لمدة ساعة، مكنتش أعرف إنه بيودعنى، سألته عن شغله عامل إيه يا محمد يا ابنى طمّنى عليك، فقال لى: أنا فرحان ومبسوط ورؤسائى بيحبونى وإن شاء الله قريب هتسمعوا كل خير عنى». ويضيف خال الشهيد: «ما كناش نعرف إنه مستهدف أو إنه وصله تهديد من قبل، محمد كان كتوم وشغله هو رقم واحد فى حياته، لأنه كان بيحب شغله بجنون ولا يستطيع التركيز فى أى شىء سوى عمله، وكان وحيد أبوه وأمه، لا أخ ولا أخت له، وكان يُراعى مصالحهم فى كل شىء، أبوه وأمه ملهمش غيره وانهاروا بعد علمهم بخبر وفاته بهذه الصورة البشعة، وقالوا لى: عوضنا على الله».
ويتابع خال الشهيد: «إحنا مش معترضين على حكم ربنا، احتسبناه عند ربنا شهيد بقدر حبه لشغله وإخلاصه له، ربنا يصبرنا على فراقه ويصبر ولاده، أبوه عنده شلل نصفى من سنين وأمه مريضة ضغط وسكر وكانسر، وهو الوحيد اللى بيراعى مصالحهم، ويهتم بعلاجهم. ورغم انشغاله فى عمله فإنه لا يستطيع تحمل آلامهم أو التقصير معهم، وكان لازم يتصل يومياً بأمه يطمئن عليها ويطلب منها الدعاء، لأنه مكنش بيحب ياخد إجازات ولا راحات رغم أشغاله وكل أسرته كانت مقدرة حبه لعمله وزوجته كانت تتصل تشتكيه لىّ وتقول لى: إحنا مبنشفش محمد ولا فى الأعياد، وأولاده التلاتة نادراً لما يقعدوا معاه، ويومياً يدخل بيته الساعة 3 صباحاً ويخرج من البيت 7 صباحاً».
ويكمل اللواء رشدى: «محمد كان بيضغط على نفسه وأسرته علشان شغله إلى جانب أنه لا يمكن لأحد منا الوصول لأى معلومة عن شغله وأسراره وحاولت كتير أسأله لكنه كان حريص على الحفاظ على أسرار الشغل، رغم إنه كان بيعتبرنى أبوه مش خاله وكل حاجة كان بيتكلم معايا فيها حتى حياته الشخصية وكان لازم ياخد رأيى فيها وأنا كنت برتاح معاه، كل حاجة كانت بتتعبنى كنت بلجأ له».
ويختتم خال الشهيد حديثه بالقول: «أنا فقدت ابن من أبنائى واحتسبته عند ربنا شهيد، حرام يموت بالطريقة دى، كان يحب شغله ومخلص فيه على حساب نفسه وأسرته وأبنائه، حسبى الله ونعم الوكيل، أنا مقدرتش أروح أشوفه بعد الخبر ده، كنت عاوز صورته الحلوة فى عنيّا تكون آخر صورة له تفضل فى ذهنى، وأنا أتهم قيادات الإخوان بقتله لأنهم المستفيدون الوحيدون من موته، وكان ماسك الملف بتاعهم وشاهد فى القضية المتهم فيها محمد مرسى، مصر امبارح ردت له الجميل وهو فى حفل زفافه وعرسه للجنة، وإن شاء الله حقه هيرجع».