الإسكندرية.. أطلال العقارات المنهارة تتحول إلى أوكار فى كرموز.. والحى: ليس لنا حق التدخل
حطام العقار المنهار يبحث عن حل
لم يقتصر خطر انهيار العقارات، المتكرر، فى محافظة الإسكندرية على تشرد الأسر أو فقدان الأرواح تحت الأنقاض، فلا يمر يوم دون حدوث انهيار لعقار أو أكثر، بعضها يتحول إلى قبور لسكانها، وتتم إزالة أنقاضه، والآخر يُترك مهجوراً ليتحول إلى «خرابة»، ومرتع لمتعاطى المخدرات.
محمود السيد محمد، من سكان منطقة كرموز، قال إن «استمرار بقاء أطلال تلك المنازل يشكل خطورة كبيرة، ويمثل تهديداً مستمراً لأرواح سكان المنطقة، ويستوجب التدخل المباشر من المسئولين للقضاء على ظاهرة تعاطى مخدرات بها، وجرائم تثبيت المواطنين ليلاً»، وأوضح أن تلك المنازل تقع فى طرق عامة يستخدمها المواطنون ولابد من تأمينها بدلاً من تركها كمصدر للخطر، وأضاف أن أغلب عقارات المنطقة صدرت لها قرارات إزالة ولم تنفذ، وبعضها تم إخلاؤه من السكان، دون هدمها أو ترميمها أو وضع حراسة عليها، وأصبحت مهجورة ومجرد مبنى يسكنه الأشباح والقوارض المسببة لذعر وخوف الأهالى من المرور بجانبها نهاراً، ووكراً لمتعاطى المخدرات والمدمنين ليلاً.
ويؤكد محمد عبدالظاهر، من سكان منطقة «كوم الشقافة»، أن مسئولى الحى يتقاعسون عن المتابعة الدورية لحالة العقارات القديمة الآيلة للسقوط والتى تم إخلاؤها دون اتخاذ إجراء تجاهها، وتركها لتصبح مصدراً يهدد حياة الأهالى، لافتاً إلى أن أهالى المنطقة تقدموا بالعديد من الطلبات والشكاوى إلى الحى لبحث مشكلة تلك العقارات ودائماً ما كان يأتى الرد «هنتابع ونرجع لكم»، وأوضح «عبدالظاهر» أن هناك عدداً من سكان العقارات التى تم إخلاؤها تنفيذاً لقرارات الإزالة، قاموا ببيعها وتأجيرها من الباطن تحت سمع وبصر مسئولى الحى الذين لم يتحركوا لمواجهة هؤلاء السكان ودرء الخطر عن المشترين والمستأجرين الجدد.
الأهالى: الخطر يحاصرنا إما بانهيار العقارات أو التثبيت على أيدى البلطجية والمجرمين
وأشار «إبراهيم مصطفى» من أهالى كوم الشقافة، إلى أن المنطقة تضم كثيراً من الفقراء يعيشون فى منازل أجدادهم وآبائهم القديمة والمتهالكة والمهددة بالانهيار، لعدم استطاعتهم شراء منازل أخرى، وعادة ما تتسبب قرارات الإخلاء التى يصدرها الحى فى تشردهم، دون أن ينظر الحى إلى حال تلك الأسر فيما بعد، ويترك العقار على حاله دون هدم أو ترميم، ليتحول إلى مكان مهجور لتعاطى المخدرات ومصدر لتهديد أهالى المنطقة من قبل البلطجية والمدمنين، وتابع: «المسئولون ينتظرون انهيار العقارات ليتحركوا، رغم أن حياة الإنسان لا تعوض بكنوز الدنيا»، مؤكداً أن أهالى المنطقة لو نجوا من انهيار تلك المنازل عليهم أثناء مرورهم، فإنهم يموتون خوفاً مما يحدث بداخلها.
اللواء يسرى خضر، مساعد محافظ الإسكندرية للإزالات، أكد لـ«الوطن»، أن المحافظة ليس لها الحق قانوناً فى التدخل بشأن أطلال العقارات، فصاحب العقار له الحق فى بنائه أو ترك الأرض وما عليها من ركام، طالما لا يؤثر على الطريق العام، وأضاف «يُسرى» أن ارتكاب أى جرائم أو مخالفات فى الطريق العام يواجه بشدة وحزم من جانب الجهات الأمنية سواء كان ذلك فى خرابات أو غيرها، مطالباً المواطنين بالتمتع بالحس الوطنى فى عدم السكوت على تلك المظاهر والإبلاغ عنها بشكل فورى حتى يتسنى مواجهتها بكل قوة وحزم.