"عذراء مسطرد" تواصل الاحتفال رغم محاولة تفجير.. المسيح هنا لا للإرهاب
عذراء مسطرد
في 7 أغسطس، الموافق أول مسرى في التقويم القبطي، من كل عام تتهلل الكنائس بمدائح السيدة العذراء مريم بالتزامن مع الصيام، في انتظار عيدها الموافق 21 من الشهر نفسه، فتنصب الموالد في العديد من كنائسها بالجمهورية، ويتوافد المسيحيون ومعهم مسلمون لحضور الاحتفالات، فالعذراء مريم هي الأقرب لقلوب كثر في مصر والعالم، وتعد كنيسة العذراء بمسطرد من أبرز الكنائس التي تجذب الزوار خصوصًا في هذا الوقت من العام.
أحبطت أجهزة الأمن في محافظة القليوبية محاولة تفجير كنيسة العذراء في منطقة مسطرد.
وقالت مصاد أمنية، لـ"الوطن"، إنه جرى التعامل مع الإرهابي، على بعد 200 متر من الكنيسة. وأضافت أن الأجهزة الأمنية انتقلت إلى محيط الواقعة، وتم فرض كردونا أمنيا في محيط الحادث، وانتقل خبراء المفرقعات، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
"المسيح مر من هنا"، فكنيسة العذراء بمسطرد، هي أحد محطات العائلة المقدسة في مصر، لكن اليوم السبت بعد 5 أيام من الصيام، كادت تكون محطة إرهابية لولا تدخل الأمن الذي أحبط مرور الإرهاب، فتصدى لعملية انتحارية على بعد 200 مترا من الكنيسة التي تحتضن "المحمة" حيث لجأت إليها العائلة المقدسة لتحتمي بها بعد رحلة طويلة أصابتهم بالعطش فمد الطفل يده الصغيرة وبارك المكان وانبع فيه بئر ماء فاستراحت الأسرة، فشربوا وأقدمت العذراء مريم على حموم ابنها وغسلت ثيابه.
آلاف الزوار يخططون لزيارة الكنيسة للتبارك بها في هذا الوقت من العام، وتقول "ميرفت"، كنت أخطط لحضور "عيد العدرا" في كنيسة العذراء في مسطرد، فكل عام نحضر العيد في كنيسة من كنايسها "بعد ما بنزور الكنائس القريبة طول أيام الصيام"، مؤكدة أنها لن تتراجع عن زيارة العدرا بسبب التفجير قائلا: "دي بركة بنستناها من السنة للسنة".
"ويا ريت يكون في تفجير واستشهد" هكذا أكدت "ميرفت" عدم تراجعها عن زيارة الكنيسة مشيرة إلى أن "رغم منع الموالد والخروج بالزفة برا الكنيسة زي ما كان بيحصل زمان لكن لسة الكنيسة عمّرانا، ولسة الناس بتيجي من كل حتة وهيفضلوا يجوا".
حَامَ الإرهابي حول الكنيسة العامرة، والتي يقصدها المصريون مسيحيون ومسلمون للاحتفال بمولد العذراء المقام في كل عام محيط الكنيسة؛ حاملًا طابعًا مصريًا خاصًا، فرغم اقتصار التسابيح على داخل الكنيسة وعدم الخروج بـ"الزفة" خارجها طاعة لقرار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فلا يزال الزحام يحيط بها ولا تزال عامرة بالمصليين، والمحتفلين.
وتقول غادة عزيز، التي اعتادت زيارة مولد كنيسة العذراء بمسطرد، إنها لم تكن تخطط لزيارة كنيسة مسطرد هذا العام لصعوبة الطريق وكان ستحتفل بالعيد في كنيسة العذراء بالمعادي، لكن بعد الحادث الإرهابي أكدت أنها ستحتفل في مسطرد "أنا عن نفسي كنت هروح عدرا المعادي، بس هروح مسطرد بالعند فيهم".
وتابعت "عزيز"، في حديثها لـ"الوطن"، "الصيام ده بالذات حتى اللي مش بيروح الكنيسة بيروح صايم وفرحان والكنايس كلها بتكون مليانة، مش هيمنعونا نصلي ولا هيمنعونا نحتفل بالعدرا".
والكنيسة لها مبنى أساسي على الطراز البيزنطي ذو القباب ويتميز بالحوائط السميكة وفيه صحن الكنيسة الذي يضم الهياكل والمغارة والبئر، وتضم الكنيسة ثلاثة هياكل، الأوسط برسم العذراء وله حامل أيقونات أثرية، ويعلوه أربع صور لأربعة ملائكة تتوسطهم العذراء، وهي تحمل الطفل يسوع، وأربع صور للإنجيليين، والهيكل القبلي برسم مارجرجس، والبحري برسم يوحنا المعمدان، مع حامل أيقونات على كل منهما ويعلوها مجموعة من الصور.