«الإسكندرية»: المشاكل بالجملة.. والحلول لـ«الحبايب والمحاسيب»
الشكاوى الخدمية تتصدر مطالب أهالى الإسكندرية
«قاعات واسعة مكيفة الهواء.. مقاعد وترابيزات فاخرة.. موظفون يرتدون البدل الأنيقة ومن أصحاب الياقات البيضاء» مشهد جميل ترسمه الأجهزة المحلية فى الإسكندرية، سواء كانت أحياء أو مديريات أو شركات مرافق لمراكز شكاوى المواطنين، لكن «الحلو مايكملش»، لأن انتقادات الأهالى لا تتوقف، بسبب سوء الخدمات المقدمة، ويرون أن هذا المشهد أقرب للديكور فقط دون تفعيل على أرض الواقع.
«الطلبات بالجملة، والتنفيذ للحبايب والمحاسيب».. جملة قالها حسن فريد، أحد مقدمى الشكاوى فى مركز شكاوى حى المنتزه أول، لـ«الوطن»، مؤكداً أنه تقدم بشكوى عن احتلال الباعة الجائلين للشارع أسفل منزله، إلا أن الحى لم يرد عليه ولم يتخذ أى إجراءات ضدهم.
وتابع: «تقدمت بالشكوى الرابعة على التوالى خلال 6 أشهر، بدون أى إجراء رسمى من جانب الحى، الأمر الذى اضطرنى، ومعى الجيران، للاحتكاك بالباعة والتشاجر معهم بشكل يومى، إلا أنهم يتحرشون بنا، ما يُنذر باشتباكات عنيفة يمكن أن تؤدى إلى كارثة».
وقالت «أم حنان»، إحدى المتقدمات بالشكاوى إلى مركز شكاوى حى غرب الإسكندرية، إنها تقدمت بشكوى إلى مركز شكاوى الحى، بخصوص بناء مخالف مواجه لبيتها، واستجاب الحى بشكل سريع وأرسل حملة لوقف البناء، إلا أنه بعد انصراف الحملة استكمل المقاول البناء بشكل طبيعى، مضيفة: «ذهبت لأشتكى مرة ثانية وثالثة ورابعة لكن دون جدوى، وكلما تقدمت بشكوى يقولون لى يكفى أننا أرسلنا حملة لوقف البناء المخالف».
أهالى حى الجمرك وجهوا انتقادات لاذعة لما وصفوه ببطء الاستجابة إلى الشكاوى التى يتقدمون بها إلى مركز الشكاوى فى الحى، حيث قال محمد سالم، أحد الأهالى، إن الحى لا ينظر لأى شكوى إلا إذا كانت جماعية من أهالى شارع أو منطقة، لكن كلما ذهب مواطن لتقديم شكوى بشكل منفرد لا يُنظر إليها، وتابع: «أجد اهتماماً كبيراً وترحيباً عندما أذهب إلى موظف الشكاوى فى الحى، ويستمع منى ويركز معى بشكل جيد للغاية، ما يُشعرنى أن المشكلة التى تقدمت بها ستُحل بمجرد خروجى من باب المكتب، لكن ما يحدث واقعياً مخالف تماماً لما تخيلته، فتمر الأيام والأسابيع والشهور دون أى استجابة لأى مشكلة». وأوضح: «اشتكينا من وجود مقهى غير مرخص مواجه لمنزلنا، يتسبب فى ضيق شديد للأهالى بسبب الأصوات المرتفعة واحتكار الرصيف، وأدخنة الشيشة والفحم، وغيره، فقال لى الموظف إن المقهى سيُغلق خلال أيام، لكن ذلك لم يحدث على مدار 3 سنوات تقدمنا خلالها بأكثر من 5 شكاوى»، مؤكداً أن الاستجابة للشكاوى لا تكون إلا للحبايب والمحاسيب، وإذا لم يكن للمواطن معرفة داخل الحى لا يستجيب إليه أحد.
مواطنون: الشكاوى لا يُنظر لها إلا إذا كانت جماعية من أهالى المنطقة.. وننتظر الحل بالشهور دون جدوى
من جانبه قال اللواء خالد حسن مرسى، رئيس حى أول المنتزه بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إنه يستقبل المواطنين بالمركز التكنولوجى لخدمة المواطنين بالحى بنفسه، للتعرف على أهم الشكاوى والمعوقات التى تقابلهم بمنتهى الدقة، ويتابع حل بعض الشكاوى أثناء وجوده بالمركز.
وتابع: «أكلف الموظفين بالتواصل مع المواطنين وتيسير الإجراءات ومتابعة الشكاوى وحلها على الفور لخدمة المواطنين بنطاق الحى للوقوف على الإيجابيات والسلبيات التى تواجهنا لتفادى نقاط الضعف والاستفادة من الإيجابيات، ونستقبل كماً كبيراً من المشكلات نحل أغلبها».
وقالت محروسة محمود، معاون رئيس حى وسط الإسكندرية، إن أبرز الشكاوى التى تصل للحى يكون موضوعها التضرر من أبنية مخالفة أو حفر بدون ترخيص أو إشغالات طرق أو وجود محال ضارة بالبيئة وغير مرخصة، أو بسبب حفر شركات المرافق فى الكهرباء والمياه والغاز للطريق وعدم إصلاح الطريق مرة أخرى وإعادة الشىء إلى أصله.
وأضافت لـ«الوطن»: «كل شكوى تصل إلى الحى نتابعها بشكل منفصل ونعمل على حلها فيما لا يزيد على 24 ساعة من لحظة استقبالها، ونرسل حملات لوقف أى تعديات من أبنية مخالفة أو إشغالات أو احتكار للطرق تضر المواطن بشكل فورى وحازم، وبدون أى تراخ».
وتابعت: «النوع الوحيد من الشكاوى التى نعجز عن حلها للمواطن هو الشكوى من حفر المرافق للطرق وعدم إعادة الأمر إلى أصله مرة أخرى، حيث تتشعب الأزمة وتتشابك بين أكثر من جهة، فالمرافق تحفر وتُنهى أعمالها، ولا ترسل «شيك» بتكلفة الإصلاح إلى مديرية الطرق والكبارى، وبدورها لا تستطيع المديرية إنهاء العمل على نفقتها، فترسل للحى جواباً بعدم إمكانية ذلك».