سنه الكبيرة لم تمنعه من قيادة دراجته فى الصباح الباكر لإنهاء مشاويره، برشاقة شديدة يمر حنفى محمود إبراهيم، بين السيارات، يتوقف كل فترة بناءً على طلبات المارة الذين يستوقفونه خلال رحلته للاستفسار منه عن الصندوق الخشبى الذى يضعه خلف دراجته، واضعاً عليه صوراً مختلفة لزعماء وقيادات وطنية.
بخفة، يستطيع ركن الدراجة على أحد جانبى الطريق، ليُدير حواراً مطوّلاً بينه وبين المارة، عن الزمن الذى تغيّر واختلاف الأحداث والزعماء، بالترتيب تظهر صورة الملك فؤاد الأول على دراجة «حنفى»، ثم الملك فاروق الأول، واللواء محمد نجيب، جمال عبدالناصر، محمد أنور السادات، محمد حسنى مبارك، عبدالفتاح السيسى، وغيرهم، مردداً: «بحبهم كلهم».
تخطى «حنفى» عمر الـ75 عاماً، عاش أحداثاً مختلفة من تاريخ مصر، عاصر رؤساء وزعماء: «حضرت الملك فاروق، كنت صغير وباشوفه معدى بعربية حمرا، ونشاور له فى ميدان رمسيس، وشُفت أيام ناصر اللى كان قلبه على الشعب، والسادات كنت باحبه، وكتر خيره قوى».
كان والده رجلاً بسيطاً، يعمل فى محل للأدوات الصحية فى الفجالة. يتذكر «حنفى»، الذى خرج على المعاش بعد أن كان موظفاً بوزارة الزراعة، تلك الأيام جيداً: «كانت الفلوس قليلة، بس كانت أيام خير، الشوارع كانت نضيفة، والدنيا كانت هادية جداً، هاحكى إيه ولّا إيه، فيه شوارع كانت روعة».
عن الفارق بين الماضى والحاضر يقول: «كل وقت وله أدان.. فيه الحلو وفيه الوحش»، كل ما يتمناه هو حياة أفضل لأولاده الأربعة.
تعليقات الفيسبوك