زوجة شهيد كرداسة: «طلبت منه يسيب مكانه قال لى: مش عامر اللى يخاف من شوية إرهابيين»
أسرة شهيد كرداسة تحتفظ بصوره داخل المنزل
قدم نموذجاً يُحتذى فى الشجاعة، ولم يخشَ الرصاص ولا وحشية المُعتدين، ووقف فى كرداسة حتى آخر لحظة فى حياته بصحبة زملائه فى مواجهة الهجوم المسلح لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابى تزامناً مع فض اعتصام رابعة، هو الشهيد العميد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور قسم شرطة كرداسة، الذى استشهد برصاص الإخوان، دفاعاً عن القسم وزملائه وأهالى القرية.
«أسوأ يوم مر علىّ فى حياتى، 14 أغسطس، وهو التاريخ الأسوأ بالنسبة لى، لأنى فقدت فيه أعز حاجة فى حياتى، ضهرى وسندى وصديقى»، هذا ما يقوله أحمد، نجل الشهيد «عامر»، موضحاً أن العلاقة التى جمعته بوالده كانت علاقة خاصة تقوم على الصداقة والحب والتقدير، وليست علاقة أبوية تقوم على التوجيه والطاعة فقط، مضيفاً: «أنا وهو كنا أصحاب جداً. كان أعز صاحب ليا».
بعيداً عن «البدلة الميرى»، جوانب إنسانية عديدة سيطرت على حياة بطل موقعة كرداسة، فالشهيد عامر كان لاعباً لكرة القدم على مدار نحو 13 سنة قضاها فى نادى الترسانة بين عامى 1980 و1993، كما أنه تميّز بعلاقات جيدة مع جميع زملائه وجيرانه وأقاربه، يقول «أحمد»: «ما كانش ضابط شرطة بالمعنى التقليدى اللى معروف عند الناس، سمات ضابط الشرطة التقليدية واللى دايماً بيتم تصديرها فى الأفلام والمسلسلات زى الشدة والحزم والقسوة أحياناً ما كانتش موجودة فيه نهائياً أثناء تعاملاته مع الناس، بالعكس كان كوميدى بيحب الهزار وروحه حلوة وحنين والناس كلها سواء جيرانه أو زملاءه أو أقاربه كانوا بيحبوه»، مشيراً إلى أنه يفخر بوالده، سواء ببطولته فى مواجهة الإرهاب حتى اسشتهد، أو بعلاقاته الطيبة بين الناس، متابعاً: «هو فى مكان أحسن دلوقتى بكل تأكيد بين الشهداء والصديقين والأنبياء، وأنا على المستوى الشخصى بشعر إنه لسه موجود بينا إلى الآن».
نجل الشهيد: «والدى كان أعز صاحب لى.. والناس كلها أحبّته.. وفخور ببطولته»
نجل الشهيد «عامر» وجّه رسالة إلى الجماعات الإرهابية سواء داخل مصر أو فى أى مكان فى العالم بعد 5 سنوات من رحيل والده، قائلاً: «أقول لهم حسبى الله ونعم الوكيل. أنتم إلى مزبلة التاريخ. الناس كرهتكم وهم أعداؤكم وليس الرئيس أو الحكومة أو حتى الجيش. كم أُم حرمتموها من أولادها، وكم أب حرمتموه من أولاده، أنتم تجار دم ولا تمثلون الدين»، وأشاد «أحمد» بالخطوات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبيل إعادة الاستقرار والأمن، ومحاربة الجماعات الإرهابية، فضلاً عن إطلاق العديد من مشروعات التنمية، قائلاً: «الشعب واقف مع الريس والجيش والشرطة وعايز الدنيا تمشى لقدام، ولن نعود إلى ما قبل 30 يونيو مهما فعل الإرهاب».
عند نشوب المواجهات فى محيط قسم كرداسة، ووصول الأنباء إلى السيدة نجلاء سامى، زوجة الشهيد، سارعت بالاتصال به تليفونياً لتطلب منه الانصراف من موقع الأحداث خوفاً على حياته، لكنها فوجئت برده قائلاً: «مش عامر عبدالمقصود اللى يمشى ويسيب مكانه. إحنا مش هنخاف من شوية إرهابيين معاهم سلاح. إحنا أقوى علشان معانا الحق»، مؤكدة أنها فخورة بأن زوجها واجه الإرهاب ببسالة، ورفض رفع علم «القاعدة» أو الإخوان فوق قسم شرطة كرداسة، وواجههم ببسالة حتى لقى ربه واستشهد.