جيران «الاعتصامين المُسلحين»: «كنا مسجونين فى بيوتنا.. ربنا ما يعيدها أيام»
شوارع مغلقة وزحام وباعة أثناء اعتصام الإخوان فى «رابعة»
«ربنا ما يعيدها أيام» عبارة تكررت بمعنى أو بآخر على ألسنة العديد من المواطنين المُقيمين فى محيط ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، أو ميدان النهضة بالجيزة، حيث عاشوا أسوأ أيامهم مُهدَّدين قبل 5 سنين عندما اعتصم عناصر وأنصار تنظيم الإخوان المُسلحين فى الميدانين لأسابيع متتالية، لتتوقف وقتها حياتهم بشكل شبه كامل ويصبحوا عرضة مباشرة لخطر مستمر.
أحمد حسن، أب أربعينى لـ3 أطفال، أصغرهم «محمد» الذى وُلد خلال فترة الاعتصام، يسكن فى مدينة نصر قرب مسجد رابعة العدوية، ويقول: «كانت أيام سودا والله، لا كنا عارفين نروح ولا نيجى، والوضع زاد صعوبة لما ربنا كرمنا بمحمد.. اتبهدلنا وكنا بنتحرك للمستشفى بالعافية وإحنا حاسين بالقلق والخطر» يتحدث «أحمد» الذى يعمل مدير حسابات فى إحدى شركات الشحن والتوزيع، مشيراً إلى أن الأسابيع التى شهدت فيها منطقته اعتصام الإخوان كانت أسوأ فترة عاشها فى حياته، ويتذكر بعض المواقف التى تعرض لها خلال هذه الفترة قائلاً: «كنت يومياً ما بعرفش أتحرك بعربيتى، وكل شوية واحد من عناصر الإخوان يوقفنى يسألنى رايح فين كأنهم أفراد شرطة، وبضطر أسايسه وأتكلم معاه باحترام علشان أخلص».
خلال فترة الاعتصام، اضطرت بعض المحال فى المنطقة المحيطة أن تغلق أبوابها تجنباً للتعرض لأى أذى، من بينها صيدلية يمتلكها الدكتور هشام محمد، الذى أوضح أنه اضطر لغلق الصيدلية لمدة تقترب من شهر كامل بسبب سوء الأوضاع، قائلاً: «كان فيه خطورة كبيرة أننا نفضل فاتحين، اضطريت أقفل الصيدلية خاصة أننا كنا بقرب من الأماكن اللى ممكن تحصل فيها اشتباكات»، يؤكد الدكتور هشام أنه مثل غيره من جيران المنطقة كان على ثقة أن الدولة ستتدخل لفض الاعتصام، لكن لم يكن أحد يعرف متى سيحدث هذا الفض. لم يكن ميدان النهضة إلا صورة مصغرة من ميدان رابعة العدوية، والخطر الذى طال الأهالى فى الميدانين كان واحداً.
«أحمد»: «ابنى اتولد وقت الاعتصام وكنا بنروح المستشفى بالعافية».. و«هشام»: «اضطريت أقفل الصيدلية لأنه كان فيه خطورة علينا»
آية جمال، مدرسة للصف الابتدائى بإحدى المدارس الدولية، يقع منزلها فى مواجهة الباب الرئيسى لحديقة الحيوان، ما جعلها فى مواجهة مباشرة لاعتصام الإخوان فى ذلك الوقت، تقول: «خلال الفترة دى كنا فى إجازة الصيف، لكن كان مطلوب مننا نحضر يوم فى الأسبوع للمدرسة للإعداد للعام الدراسى الجديد، أبلغتهم إنى مش هقدر أحضر بسبب سوء الأوضاع من حولى»، تشير إلى أنها اشتبكت مع عناصر الإخوان لأكثر من مرة بسبب اضطرارها للنزول من بيتها أحياناً لقضاء بعض الأغراض، وتضيف: «كانوا بيوقّفونى كتير، ويسألونى ساكنة فين، ولما كان يبقى معايا حد يسألوه بنفس الشكل وبطريقة همجية، ده غير إنهم خلوا شكل المنطقة سيئة جداً كأنها عشوائيات»، تصفها بالمرحلة السيئة جداً، وتشكر الله على المرور منها بأقل خسائر ممكنة، ونجاح الدولة فى استعادة الأمن والاستقرار، تقول: «ده فضل من ربنا، كنا عايشين فى سجن كبير».