بعد وثائق"CIA".. كيف تحولت مساجد الإسكندرية لساحة صراع بين السلفيين والإخوان في الثمانينيات؟
وثائق cia
نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA"، مجموعة من الوثائق التي وصفتها بـ"السرية"، تكشف أسرارًا جديدة تتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية، فضحت أساليب الجماعة في نشر أفكارها وتنفيذ مخططات محددة ضد المجتمع المصري والعربي، وهي عبارة عن دراسات أجراها خبراء استخباراتيون عام 1986، تحت عنوان "بناء قواعد الدعم".
وأشارت الوثائق إلى أن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية دخلت في مواجهات مع السلفيين في محافظة الإسكندرية، منتصف الثمانينيات، من أجل السيطرة على الجمهور، خاصة في صلوات الجمعة وساحات الأعياد، عبر "تسييس الخطب لتوجيه الجماهير".
الإخوان معتادون على المواجهات في الأماكن التي تسيطر عليها قوى أخرى غيرهم من أجل فرض الوجود، حسبما أكد أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية وشؤون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، موضحًا أن "عناصر الإخوان دخلوا في مواجهات مع اليساريين والوفديين والناصريين، خلال السبعينيات، داخل الجامعات لفرض التواجد، والاستحواذ على العدد الأكبر من الطلاب".
معركة الإخوان في الثمانينيات انتقلت إلى الإسكندرية، حيث يتركز السلفيون الجهاديون، وفقًا لتصريحات البحيري لـ"الوطن"، مشيرًا إلى أن السلفيين كانوا الأكثر تأثيرًا وقوةً وعددًا في الإسكندرية، ويسيطرون على المساجد ومرتاديها بشكل كبير.
الإخوان حاولوا التأثير على جمهور الجماعات السلفية الجهادية للتقرب من الدولة التي كانت تحارب الجهاديين في ذلك الوقت، كما يرى الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، وكانت المساجد وساحات الصلاة وخطب الجمعة والأعياد هي ميدان الحرب بين الفئتين، التي تسعى كل منهما للسيطرة على الجماهير.
الحرب بين الإخوان والسلفيين في الإسكندرية استمرت حتى أواخر التسعينيات، حسب البحيري، لافتًا إلى أن السلفيين الجهاديين في تلك الفترة تأثيرهم انحسر كثيرًا بعد المراجعات الفكرية التي قاموا بها، وتخلي معظمهم عن العنف والتأصيل لدعوات دعم الحاكم وتحريم الخروج عليه، كما أن الإخوان أصبحوا أكثر خطورة على الدولة منهم، وهو ما نفى حجة تقربهم من الدولة في هذا الوقت بمحاربة عنف السلفيين.