ورد محمد، بنت محافظة مطروح، تتحدى الظروف والمجتمع لتصبح رائدة في إدارة الأعمال وتحصل على درجة الماجستير، تجعل من إحباط الناس دافع لها في حياتها، لم يعقها الكرسي المتحرك من تحقيق أحلامها والوصول لمكانة عالية وحصد العديد من الجوائز.
تروي "ورد" حكايتها مع الكرسي المتحرك: "فجأة حصل ألم شديد في ظهري ولما زاد رحت لدكتور وكنت ساعتها في 3 ابتدائي، قال لي إنى بستهبل ولحد لما وصلت للساعة 2 بالليل وأنا مش بتحرك، واتحولت لمستشفى بالإسكندرية وفقدت القدرة على الحركة"، موضحة أنها أصيبت بحالة من الاكتئاب والحزن الشديد حينما نظرت لشكلها ووزنها الذي تضاعف، متذكرة أنها لن نستطيع أن تجري وتلعب مثل زميلتها، الأمر الذي جعلها لا تخرج من منزلها ولا تمارس حياتها بشكل طبيعي.
وأضافت أن حياتها تغيرت من خلال وضع أهداف لها وعدم الاستسلام لليأس، بداية من خفض وزنها ثم رغبتها في أن تكون إنسانة فعالة وتخدم الناس في المجتمع، بالإضافة إلى حلمها في أن تؤسس جمعية لخدمة ذوي الإعاقة.
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: "حاربت ناس كتير أوي علشان أثبت نفسي، خصوصا في مجتمع بيرفض عمل المرأة بشكل عام، تعرضت لنظرات الشفقة، والبعض قال لي خليكي في بيتك أحسن، ولكني أردت أن أتحدى كل هؤلاء وأحول نظرة الشفقة لإعجاب وفخر".
تهوى "ورد" أنواع مختلفة من الرياضة كالسباحة والتنس، ولكنها وجدت متعتها الكبرى في لعبة الكاراتيه لأنها تعبر عن القوة والتحدي، كذلك رغبتها في الدفاع عن حق وجودها في المجتمع بالرغم من صعوبة الممارسة بالكرسي المتحرك، إلا أنها أرادت أن تبدو مختلفة بكل شيء حتى في هوايتها.
حققت "ورد" ما حلمت به وحصلت على العديد من التكريمات منها: حصولها على درع المحافظة، وتكريمها كأفضل شخصية عامة عام 2014، كما أصبحت عضو المجلس القومي لشؤون المرأة بمحافظة مطروح لتمثيل المرأة ذات الإعاقة، بالإضافة إلى كونها الفتاة الوحيدة التي تمارس لعبة الكاراتيه على كرسي متحرك.
كما تشعر بالامتنان لعائلتها التي حرصت على تقديم كل الدعم لها وتشجعيها، متذكرة كلمات والدها لها "راعي ربنا في كل خطوة في حياتك وخليكي واثقة إنه بيحبك عشان اختارك تكوني على كرسي".
لم تكتفِ "ورد" بذلك بل استطاعت أن تنفذ حلم الطفولة وتقوم بالعمل التطوعي ومساعدة الناس، فأصبحت رئيس مجلس إدارة جمعية "من حقنا" لخدمة ذوي الإعاقة وتغيير نظرة المجتمع لهم من خلال أنشطة وندوات لمساعدتهم في تحقيق أحلامهم.
اختتمت ورد كلامها بأن المعاق الحقيقي هو من عجز عن عبادة ربنا وليس الحركة، كما تحلم أن تصبح وزيرة، وأن تجعل للجمعية فروع على مستوى الجمهورية لخدمة كل متحدي الإعاقة.
تعليقات الفيسبوك