والد «سائق أوتوبيس الشهداء»: «إيه ذنبه هو وزمايله.. ليه يموتوا غدر؟»
يجلس فى صمت يتلقى التعازى وقلبه مكلوم على فراق فلذة كبده الذى اغتالته يد الغدر أثناء خدمته فى القوات المسلحة أمس الأول. هو الحاج عيد سلامة، والد الشهيد خالد، السائق الذى كان يقود أوتوبيس المجندين، ويقضى فترة تجنيده فى إحدى الوحدات بمحافظة الإسماعيلية التى التحق بها منذ 4 أشهر.
عائلة «خالد» فى قرية عرب الحكر بالتبين تلقت خبر وفاة ابنهم من زملائه فى الجيش بشمال سيناء، حينها كان والد الشهيد فى مقر عمله بحى التبين التابع لمدينة حلوان، ويقول الحاج عيد: «ابنى كان عنده 20 سنة، ودخل الجيش من 4 أشهر، وكان عايز يخطب وكنت باوضّب شقته، لكن ربنا افتكره».
يصمت والد المجند الشهيد قليلاً، ثم يتابع بصوت حزين: «علمته السواقة زيى وكان شغال قبل ما يدخل الجيش على لودر، وكان بيسترزق وبيصرف على نفسه، وبيحاول يكوّن نفسه، ولما دخل الجيش اختاروه سواق، وكان بينقل المجندين من الإسماعيلية إلى شمال سيناء أو جنوبها أو فى أى مكان». ويضيف: «والدته حاولت تكلمه وتسمع صوته قبل يوم وفاته على التليفون، لأنها كانت قلقانة عليه لكن ماعرفتش، وجالها خبر الوفاة الصبح».[FirstQuote]
كانت آخر إجازة للشهيد خالد 10 أيام وكانت «مرضية» وحصل عليها بعد أن أُصيب فى يده فى حادث بسيط أثناء قيادته، عاد بعدها إلى وحدته فى يوم الجمعة الماضى، يقول الوالد: «إيه ذنب ابنى وزمايله المجندين، ليه يموتوا كدا، وكل يوم نسمع خبر وفاة الغلابة اللى فى الجيش».
تتكون أسرة الشهيد من 10 أفراد، 6 أولاد وبنتين، ويكمل والده: «خالد كان أكبر إخوته، كان نفسه يقضى فترة الجيش ويطلع يشتغل عشان يساعد نفسه، كان نفسى أشوفه أحسن منى فى حياته وشغله، ربنا كبير، ربنا يرحمه».
بعد مراسم الجنازة الرسمية استقبلت القرية جثمان خالد مساء أمس الأول، وحرص مئات من أهالى القرية على الوجود فى العزاء، وشُيعت الجنازة من مسجد التقوى بالقرية، وحرص من كان من زملاء خالد فى إجازة من الجيش على حضور الجنازة، ويقول والد الشهيد: «ابنى كانت سيرته كويسه فى الجيش والناس كلها كانت بتحبه، وزمايله قالوا فى حقه كلام كتير».
يجلس أهالى قرية عرب الحكر بالتبين مع والد خالد يواسونه ويصبرونه على فقدان ابنه، وتملأ أعينهم الدموع، ويأتى إلى العزاء الذى استمر حتى الثانية عشرة مساء الكثير من الأقارب وأصدقاء الشهيد خالد. بجوار زملاء الشهيد خالد كان يجلس محمد شقيق الشهيد، فهو طفل لم يتجاوز الثمانى سنوات، يقول بصوت حزين: «كان نفسى خالد يتخرج من الجيش ويتجوز ويقعد معانا فى البيت».
ويضيف «محمد»: «قالوا اسم أخويا وأنا شُفته فى التليفزيون فى القناة الأولى قالوا اسمه أول واحد، وشُفت الأوتوبيس اللى كان سايقه اتدمر خالص واتحرق، والعجل اللى فيه اتخلع». ويضيف بصوت حاد: «والله لو شُفت اللى قتلوه لأضربهم وأموتهم زى ما موّتوا أخويا».
سيرة خالد بين أهل قريته «عرب الحكر» لا تشوبها شائبة، فهو شاب طيب ومحترم وخجول ومتواضع والابتسامة تلازمه، ولا يصاحب إلا الشباب الملتزم أخلاقياً.
يقول يوسف عبدالباسط، أحد زملاء خالد: «كان واد جدع وابن حلال ويحب زمايلة قوى، كانت الابتسامة ما بتفارقش وشه، لما ييجى إجازة من الجيش كان يعدى علىّ فى ورشة الكاوتش اللى أنا شغال فيها، وآخر مرة كلمت خالد كان يوم الجمعة الماضى، وقال لى فى التليفون إنه هينزل إجازة قريب، وكان عاجبه الجيش والخدمة فيه، وكان نفسه لما يقضى فترة التجنيد يسافر يشتغل فى السعودية، لكن ربنا افتكره، وربنا يرحمه». يقول عبدالسلام على، أحد زملاء خالد: «كان بنى آدم أبيض من جوه، ماكانش بيزعل من حد وكان بيسامح الناس اللى بتيجى عليه، ولو حد زعله هوّ اللى كان بيصالحه الأول». ويشير «عبدالسلام» بيده إلى مكان كان يجلس فيه مع خالد قبل أن يسافر إلى الجيش فى آخر إجازة، قائلاً: «كنت قاعد معاه فى نفس المكان ده، على المصطبة قدام البيت، وكان بيتكلم على الشغل فى الجيش وحياته فى الجيش، وكانت الناس بتقول له ماتدخلش الجيش، والمكان اللى انت فيه خطر، بس هوّ كان بيقول لى لو كل الناس مادخلتش الجيش مين اللى هيخدم البلد».
الأخبار المتعلقة:
«مكافحة العنف» يطالب بسرعة القبض على مفجرى أتوبيس العريش
تنكيس الأعلام وحداد3 أيام بالمحافظات على شهداء الإرهاب
والد الشهيد: «ولادى الاتنين فى الخدمة واحد رجع والتانى راح»
والدة شهيد «كفر طنبدى» تصرخ: «منهم لله الكفرة اللى بيحرقوا قلبنا على ولادنا»
أسرة الشهيد عبدالسلام صبيح: «ابننا مات غدراً على يد من يقتلون باسم الإسلام»
وداع «الشماعة» للرقيب عمرو محمد: «هما ليه بس الغلابة اللى بيدفعوا التمن؟»
«نبيهة»: الإخوان بيقتلونا باسم الدين.. وإحنا مكملين
والدة الشهيد «رياض الديب» بالدموع: «كنت مستنية أزفك لعروستك يابنى.. زفّيتك لآخرتك»
رائد شرطة عسكرية «يداً بيد» مع والد الشهيد
والد الشهيد صديق قنديل: رأيت ابنى فى المنام شهيداً ليلة الحادث
والد الشهيد صديق قنديل: رأيت ابنى فى المنام شهيداً ليلة الحادث
شهيد «قرية المنسترلى» لعائلته: «لو كل واحد ساب سيناء مين هيحميها؟»
والد الشهيد أحمد محسن: «لو كان عاش المرّة دى كنت هارجعه وحدته علشان يستشهد دفاعاً عن وطنه»
«سلكا».. سرادق عزاء كبير فى وداع الشهيد عبدالله
أسرة شهيد «الحمادات» ذهبت لإحضار «مهندس ديكور» لشقته.. وعادت بـ«حفار قبور»
مصر الحزينة فى «مواكب الشهداء»