محمد فوزي.. أسطورة السينما الغنائية والحصيلة «36 فيلماً»
فيلم «الآنسة ماما»
«ظاهرة فنية لن تتكرر» هذا ما أجمع عليه النقاد عند وصفهم للفنان الراحل محمد فوزى، الذى تمر ذكرى مئوية ميلاده هذه الأيام، ذلك الفنان الذى شارك فى 36 فيلماً سينمائياً، يعتبر الوحيد من فنانى جيله الذى استطاع طرح موهبته بقوة على الساحة الفنية، وكان لخبرته وذكائه فى مجال التلحين والإنتاج والتمثيل أثر واضح أهله لتأسيس شركته السينمائية التى حملت اسم أفلام محمد فوزى عام 1947، وخلال 3 سنوات تربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينات والخمسينات.
«علامة مهمة فى تاريخ الفيلم الغنائى الاستعراضى» هكذا تحدث الناقد محمود عبدالشكور واصفاً أعمال «فوزى» بالقول «هو واحد من أفضل المغنين الممثلين، لأنه يتمتع بدرجة عالية من القبول، وقدم شخصيته الحقيقية دون أن يحاول تقديم أنماط بعيدة عنه، فكل من تعامل معه عن قرب أجمعوا على أن ما يشاهدونه فى الشاشة مماثل لحقيقته، كما نجح فى أن يطوع الأغنية لصالح السينما، ودائماً ما كان يراعى أن تكون أغانيه بسيطة، وظهر ذلك تحديداً فى ما يسمى بـ«الدويتو الغنائى» خاصة الديوهات الشهيرة التى قدمها مع ليلى مراد.
«أندرو»: من أوائل من قدموا أفلاماً ملونة.. وساهم فى ظهور حلمى رفلة
وأضاف «عبدالشكور» أن «فوزى» كانت لديه محاولات جديدة ومختلفة فى السنوات الأخيرة من حياته، منها فيلم «معجزة السماء» الذى لم يأخذ حقه من التقدير، واستطاع من خلاله توضيح إمكانياته الفنية العالية، وتابع الناقد الفنى قائلاً «فوزى له علامة مهمة فى تاريخ الأغنية المصرية وكذلك فى تاريخ الفيلم الغنائى المصرى، وكان السبب الأساسى لنجاحه هو الأفلام، لأنه فى البداية عُرف كملحن ثم قدم مجموعة أفلام، كان مجدها الحقيقى فى الخمسينات»، وأكمل: «نجح فى تقديم ثنائيات السينما المصرية مع الفنانات سامية جمال ونعيمة عاكف وصباح، فهو من أقرب الفنانين فهماً للفيلم الغنائى.
وقالت الناقدة ماجدة خير الله: «فوزى» فنان وإنسان لن يتكرر، رغم أن هناك مطربين لهم أفلام استعراضية مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، لكن «فوزى» كان متعدد المواهب، فهو مُلحن ومنتج وممثل ومطرب وكان له دور كبير فى صناعة النجوم، وأضافت أنه قدم مجموعة أفلام ما زالت حاضرة فى ذاكرة الجمهور حتى اليوم، منها فيلم «صاحبة الملاليم» مع شادية، و«ورد الغرام» مع ليلى مراد، و«ابن للإيجار» مع ليلى فوزى، وفيلما «الحب فى خطر» و«الآنسة ماما» مع صباح، وكل هذا حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ويرجع الفضل فيه إلى أنه عندما اشتهر فى التمثيل كان مطرباً مهماً وينتج له ولغيره من المطربين، وهذا ما مهد له طريقاً واضحاً.
وعن الأعمال المهمة التى قدمها خلال مشواره الفنى، قالت: فيلم «من أين لك هذا» يعتبر أول فيلم يُقدم خدعاً سينمائية، أى ظهور شخص ويختفى وهو أمامك، وفيلم «الحب فى خطر» تم تصويره بالألوان ثم احترق أثناء تحميضه.
«عبدالشكور»: نجح فى تطويع الأغنية لصالح السينما.. ومن أكثر الفنانين فهماً للفيلم الغنائى
وسرد أندرو محسن أهم مميزات «فوزى» فى السينما قائلاً: «تحمسه لفكرة الإنتاج فى مناطق متجددة وغير مضمونة، فهو من أوائل من قدموا أفلاماً ملونة فى السينما المصرية، كما قدم مخرجين جدداً مثل حلمى رفلة فكان لديه منطقة الحس الفنى، ورأى أنه يحب أن يطور ويجدد، كما أنه ممثل جيد على عكس فريد الأطرش وعادل مأمون اللذين كان تمثيلهما مُفتعلاً، بينما هو كان يمتاز بخفة دم حتى وإن كان يظهر معه كوميديانات إلا أنه كان يستطيع إضحاك الجمهور».