أهالى «الرياينة» بالأقصر يستضيفون 37 سودانياً تعطل بهم الأوتوبيس
أهالي قرية بالأقصر يستضيفون 37 سودانيا تعطل بهم الأتوبيس أثناء توجههم إلى القاهرة
دقات الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء الثلاثاء، عندما تعطل أوتوبيس يحمل 37 سودانياً كانوا على الطريق الزراعى بمركز أرمنت، غرب الأقصر، وتحديداً أمام قرية «الرياينة»، وكانوا متجهين إلى القاهرة، ولم يعلم الركاب أن العطل سيستمر طويلاً، حتى أبلغهم السائق، بعد محاولات مضنية لإصلاحه لما يقرب من ساعة كاملة، أن الأوتوبيس لن يمكنه التحرك لتعطل المحرك، وعليهم الانتظار لحين وصول أوتوبيس آخر لمواصلة رحلتهم.
ومع مرور الوقت، لاحظ أهالى القرية وجود السودانيين يفترشون الأرض على الطريق الزراعى، فخرج العشرات منهم لتقديم المساعدة إلى أشقائهم من «عابرى السبيل»، وقام بعضهم بتجهيز الطعام والشراب وقدموه لهم، بينما قام آخرون بفتح بيوتهم لمن يرغب منهم فى الحصول على قسط من الراحة.
«برهان»: «إحنا بلد واحد ومفيش أى خلافات تفرقنا»
أشرف الهلالى، أحد أهالى «الرياينة»، قال: إن «الأشقاء السودانيين» أمضوا نحو 6 ساعات فى القرية، حتى وصل أوتوبيس بديل نقلهم إلى القاهرة، معتبراً أن خروج أهالى القرية لاستضافة ركاب الأوتوبيس، بعدما تقطعت بهم السبل «أمر طبيعى وليس به أى تكلف»، مشيراً إلى أن الأهالى لم يتركوا الضيوف حتى وصول الأوتوبيس البديل، وساعدوهم فى نقل أمتعتهم واطمأنوا عليهم حتى تحركوا.
فى المقابل، اعتبر فيصل برهان، أحد السودانيين العاملين بالقاهرة، أن «ما فعله الإخوة فى الأقصر يدل على كرمهم ونُبل أخلاقهم، وقوة العلاقات الراسخة بين الشعبين المصرى والسودانى على مر العصور، ولا توجد أى خلافات سياسية ممكن تفرقنا عن بعض، ومصر والسودان بلد واحد مش بلدين»، مشيراً إلى أن أهالى قرية «الرياينة» استضافوهم استضافة كاملة، ولم يكتفوا بذلك، بل حصلوا على أرقام عدد من الركاب، للاطمئنان عليهم حتى وصولهم إلى القاهرة بسلام، موجهاً الشكر إلى أهالى القرية على لفتتهم الرائعة.