مصر وليبيا تاريخ كفاح مشترك
مصر وليبيا - صورة أرشيفية
العصر الإسلامى
عندما فتحت الجيوش الإسلامية مصر بقيادة عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، بدأ من مصر الفتح الإسلامى للشمال الأفريقى، فكانت البداية بالمناطق المجاورة لمصر ناحية الغرب، التى تتمثل فى برقة ثم طرابلس، وفى عهد الحكم الإسلامى كانت طرابلس تعد مستقلة عن مصر فى بعض الأحيان، خاصة خلال فترة حكم الأغالبة من ٨٠٠ حتى ٩٠٩م.
عمر المختار
فى عام ١٩٢٣ جاء الملك إدريس السنوسى إلى مصر، وبعده بفترة جاء عمر المختار، فدعاه بعض أفراد قبيلته، لمقابلة السنوسى، وعقد اتفاق مع الطليان، فرفض المختار اللقاء، حيث إنه كان شديد العداء للطليان، وعندما عرضوا عليه أن يكون الشخصية الأولى فى ليبيا، أو البقاء فى مصر بإقامة كاملة رفض، وقرر خوض حرب شوارع مع الطليان.
بداية العلاقات
تعود جذور العلاقات إلى عام ١٩٥١، حيث كانت مصر من أوائل الدول التى تعاملت مع ليبيا رسمياً بعد استقلالها فى أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وذلك حينما حرصت إيطاليا على احتلال ليبيا، وكانت تفكر فى جعلها امتداداً لها من ناحية الجنوب، وعندما خسرت الحرب العالمية الثانية وخرجت القوات الإيطالية من ليبيا، لتكون مصر أولى الدول المعترفة باستقلال ليبيا.
العدوان الثلاثى
هددت ليبيا القوات البريطانية باستخدام قواعدها الموجودة فى ليبيا، إذا ما تم غزو مصر، وهذا ما شكك فيه البعض وعلى رأسهم محمد حسنين هيكل، الذى أشار إلى قيام بريطانيا باستخدام قاعدتها فى ليبيا لضرب مصر، ولكن خطاب جمال عبدالناصر جاء مغايراً لهذه الفرضية، حيث شكر فى خطابه الملك إدريس السنوسى، وكذلك منحه اللجوء السياسى إلى مصر.
الوحدة
عام 1969، سعى القذافى للوحدة مع مصر وجاء ذلك من خلال توقيع ميثاق طرابلس فى ديسمبر ١٩٦٩، الذى جاء تحت مسمى «الجبهة القومية العربية»، وفى مرحلة لاحقة انضمت سوريا وتم إعلان اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا فى ١٧ أبريل ١٩٧١م.
حرب أكتوبر 1973
شاركت ليبيا فى الإعداد لحرب أكتوبر ١٩٧٣، فقد وضعت القيادة الليبية تحت تصرف الجيش المصرى جميع الإمكانات المالية، وكذلك الإمكانات العسكرية التى تمثلت فى ٣٠٠ دبابة، ٤٧ ناقلة جنود مدرعة، ١١٠ سيارات شحن، ٣٣ مدرعة استطلاع، ٨ عربات مجنزرة، ٨ مدافع ميدان ذاتية الحركة عيار ١٥٥ ملم، ١١ مدفعاً عيار ١٠٥ ملم، ٢٨ مدفعاً رباعياً، ٧٠ طائرة ميج ٢١.
العدوان الأمريكى على ليبيا
توترت العلاقات بين البلدين بعد وفاة جمال عبدالناصر، إلى أن جاء عام ١٩٨٩م، الذى شهد لقاء محمد حسنى مبارك ومعمر القذافى، وذلك فى المغرب، أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، وتم التوقيع على عشرات الاتفاقيات التى تنظم جميع أوجه التعاون بين البلدين، وكانت فترة الثمانينات والتسعينات من أزهى العصور التى شهدت تقارباً بين البلدين.
حرب داعش
فى شهر فبراير من عام ٢٠١٥ شنت القوات المصرية غارات جوية على مواقع تنظيم داعش فى ليبيا، بعد أن أصدر التنظيم فيديو بتاريخ ١٥ فبراير ٢٠١٥ يصور قطع رؤوس ٢١ من الأقباط المصريين، وفى خلال ساعات ردت القوات الجوية المصرية بضربات ضد أهداف محددة مسبقاً وكان ذلك بالتنسيق المشترك مع الحكومة الليبية الرسمية.