السيارة تستنزف ميزانية الشهر: كل خطوة بفلوس
أشرف الشيمى
يسعى البعض لتوفير هامش رفاهية محدود بامتلاك سيارة خاصة، وأحياناً تصبح ضرورة قصوى فى ظل نمط حياة أو طبيعة عمل معينة، لكن مؤخراً أصبح امتلاكها يشكل مصدراً للإزعاج لما تتطلبه من تكاليف ومصروفات كثيرة تثقل كاهل ملّاكها باستمرار.
محمد شعبان، يعمل بمجال المبيعات، يخصص ميزانية شهرية لسيارته نحو 2500 جنيه: «عربيتى دايو 2004، بفوّلها مرتين فى الأسبوع، بتكلفنى تقريباً 2200 جنيه بنزين بس»، يقيم «محمد» بمنطقة الهرم، ويعمل بمدينة نصر، يخصص ميزانية شهرية لغسيل السيارة والجراج والسيّاس، حيث يقف كثيراً أثناء تنقلاته من وإلى العملاء. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، يعانى «محمد» من فوبيا تعطل سيارته: «أقل زيارة للميكانيكى بياخد فيها 500 جنيه، وحالياً بجدد الترخيص، صرفت على السرفيس والصيانة والسمكرة لحد دلوقتى بس 10 آلاف جنيه».
مصاريفها: بنزين وإصلاحات وصيانة وغسيل وأجرة «السايس»
الأمر نفسه يحدث مع إسلام صقر، يخصص ميزانية تقترب من 3 آلاف جنيه للسيارة: «نوعها نيسان صنى 2017، بفوّل 40 لتر مرتين أسبوعياً، بتكلفنى تقريباً 2700 جنيه بنزين بس، والباقى تحت بند الغسيل والجراج»، طبيعة عمله تحتم عليه التنقل المستمر بين مدينتى والتجمع والمعادى والمهندسين ليعود فى النهاية حيث يقطن بمنطقة السلام. يرى «إسلام» أنها تتطلب مرتباً خاصاً: «المفروض أشتغل شغلانتين، واحدة أصرف بيها على العربية، والتانية أصرف بيها على نفسى». لم يسلم أشرف الشيمى، من التكاليف العالية التى تتطلبها سيارته، رغم قِصَر المسافة التى يقطعها بها، لقرب منزله بالعبور من عمله بمحيط موقف العاشر، حيث لا تتعدى المسافة حوالي 30 كيلو متر فقط ذهاباً وإياباً، إلا أنه يخصص ميزانية تتعدى ألفى جنيه للسيارة: «اشتريتها من 3 سنين، نوعها رينو لوجان، بفوّلها مرة أسبوعياً، بتكلفنى 1800 جنيه بنزين، وبغسلها بـ200، ده بعيداً عن أى أعطال أو صيانات، أو إتاوة السياس». يحرص «أشرف» على استخدام سيارته فى أضيق الحدود: «بتسحب فلوس كتير جداً، وعشان كدا بفضل التاكسى فى أغلب المشاوير».
يختلف الحال مع معتز مصطفى، مهندس ديكور، نظرا لقِدَم موديل سيارته المرسيدس موديل 91، والتى يخصص لها ميزانية شهرية تتعدى 5 آلاف جنيه: «بمشى مسافات طويلة بالعربية من المعادى للرحاب، ومنها للشيخ زايد، ثم للمهندسين فالمعادى، فبستهلك بنزين كتير، وأوقات أفوّل ثلاث مرات أسبوعياً»، يطارد «معتز» شبح العطل المتكرر لسيارته، والذى يتبعه تكبّد نفقات عالية: «عربيتى كل شهر يطلعلها حاجة تسحب فلوس، والأسعار مؤخراً غالية جداً، ما بين الصيانات الدورية والأعطال اللى ما بتخلصش»، يضطر لغسل سيارته مرتين أسبوعياً نظراً لعمله المستمر فى مواقع البناء: «عربيتى بتتردم، بضطر أصرف عليها كتير فى عملية التنضيف».