"العيد عيدين".. مسلم يفطر ويضحي وقبطي يختم صيام العذراء
صورة أرشيفية
"21 و22 أغسطس".. يومان في الشهر الجاري يجمعان المصريين مسلمين ومسيحيين على الفرحة واحتفالات الأعياد، لكن المشترك الأبرز والأهم هي "اللحمة"، فالمسلمون يوم 21 يذبحون الأضاحي، بينما ينهي المسيحيون في اليوم التالي صوم السيدة العذراء الممنوع فيه أكل اللحوم.
العشر الأوائل من ذي الحجة، هو موعد للعالم الإسلامي مع صوم، يسبق يوم عرفة، الذي تنطلق فيه شعائر الحج، حيث يصوم المسلمون صوما ينقطعون فيه عن تناول الطعام حتى المغرب لمدة ثمانية أيام وليالٍ شريفة، يضاعف العمل فيها، ويستحب الاجتهاد في العبادة وعمل الخير خلالها.
وبحسب ما رواه ابن عباس- رضي الله عنه- ناقلا عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قوله: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ"، لتتبع هذه الأيام الثمانية، سُنَّة فعلية، أتاها نبي الإسلام، وقوليَّةً حث عليها، فيما رواه عنه أبو قتادة- رضي الله عنه-: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
ويوم عرفة هو أيضا الذي تتسنى فيه الفرصة لبعض المسلمين لأداء فريضة الحج، بدءًا من الإحرام مرورا بالوقوف بعرفة وطواف الإفاضة، انتهاء بالسعي بين الصفا والمروة.
وينتهي الصوم بإفطار المسلمين في أول أيام عيد الأضحى، والذي يوافق 21 أغسطس هذا العام، كونه اليوم العاشر من ذي الحجة، والذي يحرم الصوم فيه هو وأيام التشريق الثلاثة التي تتبعه، وفقا لحديث أبي سعيد- رضي الله عنه- "أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم.
وعلى الجانب الآخر، واستعدادا للاحتفال بعيدها في نفس الشهر، يصوم الأقباط الأرثوذكس ما يعرف بـ"صيام العذراء"، عودة أحدهم وهو التلميذ توما من رحلة تبشيرية في الهند، ليعلم، بعد سؤاله عن السيدة العذراء مريم، بموتها، ويطالب برؤية مكان دفنها، وليجد قبرها فارغا، ويروي لزملائه من الرسل ما رأى في رؤية لجسدها صاعدا، فيقرروا الصوم 15 يوما من مطلع شهر مسرى(الشهر الثاني عشر من التقويم الشمسي الذي وضعه المصريون القدماء، وعرف فيما بعد بالتقويم القبطي) وحتى منتصفه، ليصبح بذلك يوم 16 من شهر مسرى عيدا للعذراء، واحتفالا بختام صومها، وذلك بحسب موقع الأنبا تكلا القبطي.
وساق الموقع أسباب الصوم، طلبا لشفاعة القديسة، وتيمنا بتبجيل السيدة العذراء مريم، لتقلدها مكانة روحية مرتفعة لا ترفعها إلى حد الألوهية.
ولا يتبع هذا الصوم، المفهوم الدارج للصوم بالانقطاع عن تناول المأكولات أو المشروبات لعدد معين من الساعات يعقبها الإفطار، إذ يعني هذا الصيام انقطاع الأقباط عن تناول اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان، مع السماح بتناول الأسماك والمنتجات البقولية طيلة فترة الـ15 يوما، ويتبعها الإفطار على اللحوم والأغذية الممنوعة في فترة الصوم، بحسب موقع كاتدرائية القديسة مريم بليفونيا.