تصوير العمليات على طريقة «كتائب القسام» لمخاطبة الرأى العام وتبرير الجرائم
شاب نحيف يظهر فى مقطع الفيديو، تميل بشرته للسمرة، ويتدلى شعره المتعرج الطويل إلى خلف أذنيه، أسنانه ناصعة البياض تكشفها ابتسامته الخفيفة، ويرتدى قميصاً واقياً من الرصاص، يبسط يده اليسرى، بينما يقبض بيمينه على سلاح آلى حديث الصنع، وفى الخلفية علم تنظيم القاعدة تلك الراية السوداء التى تتوسطها جملة التوحيد».[SecondImage]
يظهر الشاب فى مقطع الفيديو متباهياً بإقدامه على تنفيذ عملية «إرهابية» فجر فيها نفسه، ولم يُنشر المقطع المُصوَّر إلا بعد أيام من تنفيذ العملية، ليعلن بعدها تنظيم «أنصار بيت المقدس» مسئوليته عن العملية التى استهدفت مديرية أمن جنوب سيناء، 7 أكتوبر الماضى، وينشر الفيديو عبر شبكة الإنترنت، فيه الانتحارى الذى فجر نفسه، ليسقط 5 جنود شهداء ويصيب 50 آخرين، ويلحق أضراراً جسيمة بمبنى المديرية. ففى 26 أكتوبر الماضى بث التنظيم نفسه، مقطع فيديو حمل الرقم «1»، معلناً عن محاولته الفاشلة لاغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية. بينما صورت فى الفيديو الأخير، لأول مرة عملياتها الإرهابية، وقت تنفيذها، وهو تطور خطير فى استخدامها لتكنولوجيا الإعلام، وفقاً للدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق الذى قال إن هذه التنظيمات خضعت لتدريبات على هذا الأسلوب الإعلامى الجديد داخل قطاع غزة، على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، من أجل توثيق عملياتها، واستخدام تلك الفيديوهات لتوضح المطالب التى نفذت الهجوم بسببها، ومخاطبة الرأى العام». وبحسب «ناجح»، فإن ما ساعدها على ذلك، الغياب الأمنى شبه الكامل عن سيناء، قبل 30 يونيو، وسهولة الانتقال من وإلى غزة، عبر الأنفاق، مؤكداً أن هذا الأسلوب مستوحى من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامى، وهما التنظيمان المسلحان اللذان يحرصان على تصوير عملياتهما ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية. الفيديوهات التى تبث عبر الإنترنت، تخضع لعملية مونتاج، ويجرى تصويرها بواسطة كاميرات فيديو عالية الجودة، وفقاً لـ«حازم العتر»، مصور أفلام وثائقية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، قائلاً: «هذه العناصر الإرهابية تعتمد فى عملية التصوير على الموبايلات الحديثة المزودة بكاميرات عالية الجودة، ويساعدهم على ذلك توافرها وسهولة الحصول عليها، وعليها برامج تنتج أفلام الوثائقية القصير بشكل بسيط، دون الحاجة إلى احتراف المونتاج».