بالصور| "حمص وحلاوة ودق صلبان".. "عدرا الزيتون" مولد في الحي الراقي
مولد العذراء
يزداد الزحام في شوارع الزيتون بالقاهرة، فليلة 22 أغسطس هي أوج "مولد العدرا مريم"، الليلة التي ينهي المسيحيون "الأرثوذكس" فيها صياما استمر 15 يوما، ويستقبلون العيد في الكنائس، خاصة كنيسة العذراء في الزيتون التي ظهرت فيها سيدتها قبل 50 عاما، التي يقصدها الزوار من كل صوب فتزدحم ويتجمع الزائرون حولها.
مراجيح و"حلاوة المولد" وحب العزيز وفرش ألعاب في محيط الكنيسة التي تشهد اندماج الزوار المتوافدين من مختلف المحافظات مع المحتفلين بعيد العذراء، فنجد "خرفان لعبة" تباع بجوار "حلوى عليها صورة السيدة العذراء"، فالمصريون في الموالد متشابهون.
محمد (ميكانيكي 24 عاما) يبيع "حمص وحلاوة" يضع صورة العذراء في علب الحلوى: "عندنا مفيش فرق وفي ناس بتجي من برا المنطقة عشان العدرا وبتجيب الحلويات دي هدايا لمعارفها".
"أنا مش بفرش غير في المولد دا لأني من المنطقة، وورثت الموضوع دا من جدودي"، حد قوله، موضحا أن مؤخرا أصبحت تصريحات الحي صعب الحصول عليها نظرا للتشديدات الأمنية، وهو سبب تواضع الاحتفالية هذا العام، حسب رؤيته.
تذكر الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية أن عدد الموالد الإسلامية والمسيحية تبلغ نحو 2850 مولدا، يحضرها نحو 40 مليون شخص، رغم عدم استقرار كتب التراث الشعبي على عدد معين.
فرشة لدق الوشوم، كتب عليها "نغير المبسم والأبرة في كل مرة" وحولها يتزاحم الأهالي لـ"دق الصلبان" على أيدي أطفالهم، والشباب يتشاورون لاختيار وشم يكون غالبا "العذراء" أو "مار جرجس" أو صليب مساحته كبيرة لرسمه على أعلى الذراع.
وترجع عادة "دق الصلبان"، حسب بعض المصادر التاريخية، لمحاولة الحفاظ على الهوية القبطية في عصور الاضطهاد، ولأصل هذه العادة روايات عدة،منها أنها طبقت في عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي للتفريق بين الأقباط والمسلمين، وفي كل الأحوال فهذه العادة لا تزال موجود.
ومع الاقتراب من الكنيسة، وبالتحديد داخل شارعها، تظهر التشديدات الأمنية والحواجز التنظيمية لدخول وخروج الزوار، في البداية يمر الزوار على "الكنيسة الصغيرة" والتي شهدت ظهور السيدة العذراء قبل 50 عاما مزينة بأيقونات الاحتفال باليوبيل الذهبي للظهور، وبعدها الكنيسة الكبيرة حيث التسابيح وصلوات عيد العذراء مريم.
ومنذ نحو نصف قرن، شهد العالم ظهور السيدة العذراء مريم فوق قبة كنيسة الزيتون، وبعد شهر من التكرار، أصدر البابا كيرلس السادس بيانا لتأكيد الحدث الذي استمر أكثر من عامين في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وذاع صيته في كافة أنحاء العالم.