«هويدا» من «سجن الإيدز»: زنزانة «العار» أصعب حاجة فى الدنيا
فى عزلة وخوف تعيش «هويدا» المصابة بالإيدز، تطاردها وصمة المرض اللعين، ونظرة المجتمع القاتلة، تتعايش مع كارثة المرض بشجاعة، إلا أن المعاناة التى تصادفها جعلت الأمر يبدو كما لو كانت منبوذة اجتماعياً.
هويدا، الأرملة الشابة التى تبلغ من العمر ٢٦ عاماً، لديها ٣ أطفال، ومتعايشة مع الفيروس فى منزل عائلة زوجها الراحل قرب مدينة المنصورة.
أكملت هويدا دراستها حتى الصف الأول الإعدادى، ثم تزوجت وهى فى السادسة عشرة من ابن خالتها الذى كان يكبرها بأربع سنوات، تقول: زوجى كان مدللاً لأنه أصغر إخوته الثمانية، وترك دراسته فى المرحلة الابتدائية ليعمل مع أسرته فى تجارتهم الخاصة، وكان «معجبانى ويعتنى بمظهره، ورومانسى ويمشى كده فارد طوله وطاير فوق الأرض»، كان يحب السفر، وسافر عدة مرات إلى إحدى دول الخليج، وهناك تعرف على شخص هولندى فدعاه لزيارة مصر، وقام هذا الشخص بدوره بدعوة زوجى إلى هولندا وفعلاً سافر وأمضى هناك بعض الوقت.
تصرفات زوجها جعلتها تشك أنه «شاذ» بسبب بعض الأشياء التى لاحظتها عليه عند العلاقة الزوجية، أطلعت والدتها فى ذلك الوقت على هذه الشكوك، وطلبت أن تنفصل عن زوجها، فرفضت والدتها لأنه ابن شقيقتها، وقالت: «عندك ٣ أولاد هتروحى بيهم فين؟». وبدأت معاناة الزوج مع أعراض المرض كالإسهال والقىء والحساسية الجلدية فى الوجه وبقية أجزاء الجسم، ومع تدهور حالته الصحية تبين أنه مصاب بفيروس ضعف المناعة (الإيدز).
صُدمت «هويدا» حين علمت أن من المحتمل أن تكون قد أصيبت بالمرض من زوجها، إلا أن الأطباء أكدوا لها أنه من السهل أن تمارس حياتها بشكل عادى، وفرحت حين علمت أن أطفالها غير مصابين به.
ألم «الوحدة والوصم» أشد عندها من ألم المرض الذى تعايشت معه، فبعد وفاة زوجها مرت بمرحلة أسوأ، وحاولت أسرة الزوج مضايقتها وطردها من الشقة خصوصاً بعد تشخيص حالتها على الرغم من علمهم أن العدوى انتقلت إليها من زوجها، وأخبروا الجيران والأصدقاء والأقارب بحقيقة إصابتها بالفيروس، تباعد عنها كل إخوتها وطلبت والدتها منهم أن يتوقفوا عن زيارتها، تقول هويدا: «حتى إخواتى البنات لو رحت لواحدة منهم تطردنى، وتقول: انتى هتجيبيلنا الوبا.. ثم تغلى الفراش الذى جلست عليه بالبوتاس، حتى لو شربت فى كوباية بيكسروها».
«هويدا» نادمة على إطلاعهم على حقيقة مرضها وقررت الامتناع عن زيارة إخوتها نهائياً، وحاولت أن تشرح للمجتمع المحيط بها أنها لن تنقل لهم العدوى إذا ذهبت لتنظيف السلالم مثلاً، ولكن لم يصدقها أحد حتى الأطباء الذين يعملون فى عيادات أحد المساجد الذى كانت تتردد عليه للحصول على المساعدة، طلبوا منها عدم الحضور نهائياً.
وتعتقد «هويدا» أن المرأة فى مصر لا تستطيع حماية نفسها من انتقال العدوى بالفيروس إليها، وتتمنى توعية كل السيدات والفتيات والشباب بخطورة المرض وكيفية العدوى، وتساءلت عن سبب غياب أى معلومات عن الإيدز فى وسائل الإعلام، وتنصح بضرورة الكشف على المقبلين على الزواج.
الأخبار المتعلقة:
«أميرة»: كرهت الجامعة بسبب التحرش وقلة الأدب
«سناء»: «مش لاقية أصرف على ولادى والناس ما بترحمش ومش سايبانى فى حالى»
«سعاد»: زوجى «الإخوانى» طلقنى بسبب «السيسى»
«إيمان» عن «الختان»: توقف النزيف والكآبة لم تتوقف
«نورا»: زوجى «السادى» أجبرنى على اللجوء إلى «الشارع»
6 حكايات تكسر «حاجز الصمت» فى اليوم العالمى للعنف ضد المرأة: «عنف.. ختان.. وتحرش»