أشهر «حنّانة»: المصريات يفضلن النقوش البسيطة على عكس السودانيات
حنة سوداني
فى أحد شوارع منطقة حدائق المعادى، وبالتحديد فى شارع عمربن الخطاب المتفرع من شارع 9، يستقر أحد المحال الذى تفوح منه رائحة المسك والصندل، يكسو أثاثه الأقمشة المزخرفة، تديره صافى السودانية، 43 عاماً، بملامحها السمراء وملابسها التى يغلب عليها الطابع السودانى، التى تعد أشهر حنانة سودانية فى المنطقة، 15 عاماً هى فترة مكوثها فى مصر، وكذلك عمر مهنتها أيضاًَ، دخلت صافى المجال فى عمر الـ18 عاماً، عندما كانت تعيش مع أهلها بالسعودية، فتقول: «الموضوع بالنسبة لى فى البداية كان هواية كنت بحب أرسم بالحنة أشكال مختلفة لأصحابى وأهلى»، ليلعب القدر دوره ويتحول ذلك الشغف من مجرد هواية لمصدر رزق لها، «أول شغل ليّا كان لست سعودية قالت لى تعالى جربى وارسمى لى بحكم إن السودانيين متخصصين فى رسم الحنة»، لتقرر بعد ذلك النزول إلى مصر وفتح محل خاص بها بحى المعادى، وتتابع صافى حديثها مبينة أن رسم الحنة يستغرق من ربع إلى ثلث ساعة وذلك على حسب مهارة الرسام وحجم وعدد الأشكال التى يتم رسمها، فتقول: «احنا بنجيب الحنة زى بودرة كده من السودان ونخلطها بالميه وبعد كده بنحطها فى القراطيس اللى بنشكل بيها»، وعبرت صافى عن الفرق بين العروس المصرية والسودانية، موضحة الخطوات التى تقوم بها لتزيين العروس حتى موعد الزفاف، وكذلك الخامات والعطور التى تستخدمها من الطلح والشاف والدلكا، حيث إن أولى تلك الخطوات وأهمها التأكد من عدم وجود حساسية لدى السيدات اللاتى يقمن برسم الحنة من خلال رسم شكل بسيط على اليد كاختبار للتأكد من عدم وجود حساسية لديها ضد المواد المستخدمة فى الحنة، تليها عمل حمام دخان لتنقية الجسم من الشوائب لمدة تمتد من شهر إلى شهر ونصف، «بنستخدم نبات الطلح والشاف بيبقى عبارة عن عود بنسخنه على البوتاجاز ونحطه جوه زهرية وبنحط العروسة فى أوضة عشان جسمها يمتص الدخان ويخرج منه السموم»، تليها مرحلة صنع العطور الخاصة بالعروس، فتقول: «بنبدأ نجهز عطر مخصوص للعروسة من الدلكا التى تستخدم لتبييض البشرة والصندل، لكن بسبب إن ريحة الدلكا بتبقى صعبة على المصريات على عكس البنت السودانية، فبنحطلهم مسك أو دلكا تكون بنكهة فاكهة وريحتها أخف»، ومن ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى وضع الحنة للعروس وذلك على حسب رغبتها، «المصريات ما بيحبوش الرسم الكتير، آخرهم يرسموا رسمة أو اتنين عكس السودانيات اللى بيحبوا يرسموا على إيديهم ورجليهم».
«صافى»: اشتغلت فى رسم الحنة صدفة.. وعمرى ما هنسى لما واحدة اتصلت بيّا عشان تعمل حنة بمناسبة طلاقها
وتسترسل صافى فى حديثها، موضحة أن رسم الحنة يتوقف على حسب مزاج الشخص ولا يرتبط بمناسبة معينة، فتقول: «بيبقى معروف طبعاً إن الناس بتحب ترسم الحنة فى الأفراح والأعياد ولكن ساعات بيجيلى حد عايز يرسم وخلاص، مزاج مش أكتر»، وتستمر حفلات الحنة لمدة ساعتين فيما أكثر ويعتمد ذلك على عدد الفقرات داخل الحفل، وتتنوع الأغانى ما بين هندى وسودانى وأفريقى ونوبى والأغانى المصرى البلدى، موضحة أكثر المواقف الطريفة التى تعرضت لها، : «قبل كده لقيت زبونة بتتصل بيّا بتقولى عاوزاكى تيجى تعمليلى حنة بمناسبة حفلة طلاقى، وده كان أغرب طلب سمعته وفعلاً رحت لها وعملنا كل طقوس الحنة وفرحناها»، أما بالنسبة إلى تكاليف رسم الحنة فتتوقف على حجم وعدد الرسومات، فتتراوح ما بين ٢٠٠ و٨٠٠ جنيه بحسب صافى.