«آية وإيمان وأسماء ومى».. يوحدن مصر والسودان وإثيوبيا بـ«النيل والفن من المنبع إلى المصب»
الباحثات «آية وإيمان وأسماء ومى»
آية السيد حرات وإيمان رزق الرافعى وأسماء شفيق المنير ومى شعبان عمارة، أربع باحثات من خريجى قسم طباعة المنسوجات والصباغة والتجهيز بكلية الفنون التطبيقية بجامعة دمياط، حصدن المركز الأول فى المؤتمر العلمى الثانى للجامعات على مستوى الجمهورية، بعدما تقدمن ببحثهن العام الماضى فى مرحلة البكالوريوس فى المؤتمر الثانى للجامعات ليحصدن المركز الأول ببحث حمل عنوان «النيل والفن من المنبع والمعبر إلى المصب»، وتمكنت الباحثات من حصد ثمار جهدهن بعد مشقة عام فى بحث يناقش للمرة الأولى، سعين من خلاله لجمع دول حوض النيل تحت راية الفن الذى من شأنه أن يحطم العقبات ويكسر القيود.
وتقول آية، إحدى الباحثات الأربع، إن «نهر النيل ظاهرة جغرافية فريدة فى شمال أفريقيا، فهو الوحيد الذى استطاع أن يشق طريقه فيها عبر الصحراء الكبرى، حاملاً جزءاً من التقاء رافديه روفوفو ونيابرونجو، حيث يتجه شمالاً ثم شرقاً ليصب فى بحيرة فيكتوريا، وعند دخوله الأراضى السودانية يطلق عليه بحر الجبل، لكن عند دخوله الأراضى المصرية يعرف باسم نهر النيل الرئيسى، ثم يتفرع إلى فرعين هما فرعا دمياط شرقاً ورشيد غرباً»، وأرجعت «آية» فكرة البحث إلى طبيعة العلاقات المصرية مع دول أفريقيا، خصوصاً السودان وإثيوبيا، فوجود الدول الثلاث على ضفاف النيل يجب أن يكون بوضع معين يحتم عليها الارتباط والتماسك معاً وتأثيره على الموروث الفنى فى كل دولة، فالنيل لا ترجع أهميته لذاته بل تتعدى إلى تأثير ما يحدثه من تنظيم العلاقات بين دول النيل، وتستطرد «آية» قائلة إنها حددت منهجيتها فى البحث عن جوانب فنية خاصة بكل دولة كوسيلة للربط والتماسك بين دول النيل، ومن هنا كان التفكير فى دعم وتقوية العلاقات بين هذه الدول من خلال مفهوم التصميم فى مجال المعلقات النسجية المطبوعة التى تؤدى إلى عمل تعبيرى جميل، وتضيف «كمصممين وفنانين، دورنا محاولة توحيد الدول عن طريق الفن، بعيداً عن السياسة بالبحث وراء العوامل المشتركة العامة بين فنون الدول الثلاث، لذا نفذنا تصميمات من الوحدات المشتركة، وحاولنا من خلال الفن حل أزمة المياه بالتوحيد بين دول حوض النيل، فلأول مرة يتم ربط مشكلة قومية بالفن والعمل على حلها»، وتابعت خريجة الفنون التطبيقية، قائلة إن «البحث استغرق ٥ أشهر، وتم تقسيم العمل بينى وبين زميلاتى، وتوليت الجزء الخاص بتاريخ مصر والفن الإسلامى والقبطى والفرعونى وأسباب ظهور الفن فى مصر، وبحثنا عن الأمور المشتركة بينها من خلال الرسوم الفنية والوحدات المشتركة بين الفنون للدول الثلاث، وحينما عرضنا الفكرة على الأساتذة المشرفين شجعونا وقالوا لنا: بحثكن متميز ويناقش قضية قومية لأول مرة، ونتمنى مشاركة طلاب أفارقة فى مؤتمر علمى فى مصر العام المقبل بهدف تعزيز العلاقات مع الدول والشعوب عن طريق الفن وليس السياسة».
وتضيف إيمان رزق الرافعى، بكالوريوس فنون تطبيقية، قائلة إن منهجية البحث اعتمدت على وضع تصميمات مستوحاة من التراث والبيئة لدول مصر وإثيوبيا والسودان، مع التنوع فى أساليب الاستلهام سواء النقل المباشر أو التحوير أو التجريد الفنى لإلقاء الضوء على أهمية تصميم المعلقات النسجية المطبوعة فى الربط بين دول النيل، ففهم الآخر وطبيعته يذيب جسور الغموض ويقرب وجهات النظر، خاصة أن نهر النيل يجرى فى عروقنا منذ الأزل، وأضافت أن اختيار موضوع مختلف للبحث كان من أهم المعوقات التى واجهتها، واستغرق ذلك شهراً بخلاف مرحلة جمع المعلومات التى استغرقت شهرين، خاصة فى ظل عدم توافر معلومات دقيقة عن هذا الملف. وتلتقط أسماء شفيق المنير طرف الحديث قائلة إن البحث ناقش أكثر الأزمات التى تؤرق الشعب المصرى وهى أزمة المياه، والعلاقات مع دول أفريقيا، وبعد اختيار فكرة الموضوع جرى عرضها ، وطالبنا العديد من الأساتذة بعد فوزنا بالمركز الأول باستكمال الدراسات العليا وتشجيع الطلبة على وضع الحلول للأزمات القومية واستغلال أفكار شباب الباحثين لتعزيز التعاون بين دول القارة السمراء.