"عالم الأدب"، تلك السطور التي تتحول إلى واقع مع الوقت حتى "الخيالي" منها، فلم يكتف الأدب بأسر العقول لعذوبة معانيه وروعة تشبيهاته، لكنه أخرج للعالم اختراعات لم يكن كاتب العمل نفسه ليتوقعها على أرض الواقع أحيانا.
ولعل روايات جول فيرن الملهمة خير مثال على ذلك، حيث أبدع على أوراقه الغواصة الشهيرة "20 ألف فرسخ تحت الماء"، تلك الرواية التي صدرت عام 1870، وجاب فيها الكابتن "نيمو" البحار على متن غواصته الرهيبة "النوتيلوس"، بعد أن حول خيال فيرن الغواصة البسيطة التي اخترعها الهولندي "فون دريبل" على أرض الواقع عام 1620، إلى وحش بحري رهيب مزود بـ"السونار"، وله القدرة على الوصول من أمريكا للقطب الشمالي ذاته، وهو بالطبع ما لم يتحقق قبل عام 1953، أي بعد ما يقرب من 300 عام بعد صدور الرواية.
وقبل رحلة "أبوللو 11" بقرن من الزمان أو يزيد، أبدع جول فيرن الذي استحق عن جدارة لقب رائد أدب الخيال العلمي، روايته "من الأرض للقمر"، التي ذكر فيها عام 1865 تفاصيل رحلة رواد فضاء على متن صاروخ تم إطلاقه إلى القمر، بينما تم إطلاق الصاروخ الأمريكي بـ"نيل أرمسترونج" ورفاقه عام 1969.
وبين روايات الخيال العلمي الكثيرة، يظل حلم السفر عبر الزمن هو الأهم بالنسبة لكل عشاق الخيال، والعلماء أيضا، فمنذ خروج رواية هربرت جورج ويلز آلة الزمن" إلى النور، وهناك العديد من التجارب التي أجريت في هذا الأمر، كان آخرها، تطوير العالمان، بن تيبيت، من جامعة كولومبيا البريطانية، وديفيد تسانغ، من جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، أول نموذج رياضي في العالم لآلة الزمن.
وبحسب "روسيا اليوم"، نشرت نتائج الاختراع الجديد في مجلة "IOPscience"، حيث يفترض أن تمكن آلة الزمن، التي ابتكروا نموذجا لها، من التنقل نحو الماضي والمستقبل وفقا للخبراء، الذين يصفون تلك الآلة بالموثوقة والقادرة.
واستخدم العلماء نظرية النسبية لآينشتاين، لصنع نموذج رياضي نظري لآلة الزمن، أطلق عليها اسم "TARDIS"، وجاءت تسميتها من اسم آلة الزمن وسفينة الفضاء في مسلسل "Doctor Who" البريطاني.
ووفقا للعلماء، يحتاج الناس إلى الأخذ بحيثيات الأبعاد الأربعة للكون لإدراكه وعدم التعامل معه كمساحة ثلاثية الأبعاد، بحيث يمثل الزمن البعد الرابع، وهي الآلية التي تسمح للباحثين باعتماد البعد الزمني، وتطبيقه في جميع الاتجاهات التي يمكن الوصل إليها في الفضاء والوقت في انحناء الكون.
من جانب آخر، فمن المعلوم أنه من المستحيل "بناء" آلة الزمن واقعيا، على أساس نموذج "TARDIS"، لأن ذلك يتطلب، أولا العثور على نوع جديد من المواد القادرة على "تجاوز المسافة والزمن آنيا"، وهو ما لم يكتشف بعد.
تعليقات الفيسبوك