في الثلاثينيات، بدأت الكاتب العالمي نجيب محفوظ، سلاسل الإبداع الذهبية، بمجموعة من القصص القصيرة التي نشرت له في مجلة الرسالة عام 1939، بعدها أصدر أول رواياته "عبث الأقدار" والتي ترجمت بعدها إلي الألمانية والإنجليزية، حولت معظم رواياته إلي أعمال سينمائية، كلل مسيرته الأدبية بحصوله علي لقب أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب.
رواية من نوع آخر يسردها القدر، حكت تفاصيلها ابنته أم كلثوم في برنامج "معكم مني الشاذلي"، حيث بدأت أحداث قصة حصوله على جائزة نوبل عندما أرسل صديق للأديب نجيب محفوظ خطابا عام 1980 يبشره بأنه سيفوز بالجائزة خلال عامين.
وجاء نص الخطاب كما ذكرته أم كلثوم "أستاذنا الكبير أستاذ نجيب محفوظ يسعدني أن أكون أول مصري يلتقط هذا النبأ العظيم ليبلغه إليك أني التقيت بصحفي سويدي وأخبرني وقتها بما رآه سرا خطيرا أن نجيب محفوظ سوف يحصل على جائزة نوبل في الأدب خلال عامين على الأكثر".
بعدها ذهب نجيب إلى توفيق الحكيم ليخبره بالنبأ، إلا أنه أخبره بأن ينسي الموضوع ولا يلتفت لذلك، وبعد ذلك نشرت الصحف العربية عدة أعوام أخبار ترشحه للجائزة، ولم ينشغل نجيب محفوظ بهذا وصدق بأن هناك الكثير من العباقرة في الأدب يستحقون هذه الجائزة، وأكمل كتاباته، على عكس زوجته التي أصبحت تتمنى له الجائزة وشكلت نوبل حلمها، وشاء القدر أن تتحقق النبوءة، وتستقبل زوجة الأديب الراحل خبر حصوله على الجائزة بعد مكالمة هاتفية من السفير السويدي.
لم يتحقق الأديب العالمي من الخبر حتى جاء إليه السفير السويدي في منزله يؤكد له الأمر، بحسب رواية ابنته، ولكن أغرب ما حدث في هذه القصة هو رفض نجيب محفوظ السفر لكي يتسلم الجائزة، وذلك بسبب كرهه للسفر، وقرر أن ينوب عنه صديق له من الوسط الثقافي، فاعترض باقي الأدباء واعتبر كل منهم أنه يستحق السفر ليتسلمها، وفي هذا التوقيت ذهب شخص إلى السفارة السويدية، مدعيا أنه سينوب عن الكاتب لتسلم الجائزة، وهنا قرر محفوظ تولي ابنتيه مهمة السفر لتسلم الجائزة وذلك عام 1988.
تعرض نجيب محفوظ للكثير من الاتهامات بخصوص الجائزة وأهمها الخلاف الذى نشب بينه ويوسف إدريس، حيث رأى الأخير أولويته في الفوز بالجائزة وذلك بحسب ما قاله دكتور جابر عصفور في لقاء خاص به في برنامج "حصة قراءة"، وكانت رواية أولاد حارتنا من ضمن الاتهامات التي تعرض لها وأنه حصل على الجائزة بفضل هذه الرواية، ولكنه نفى ذلك وأكد أنه حصل عليها بفضل مجمل أعماله وأهمها "الثلاثية" بحسب ما قالت ابنته.
وفي نهاية الأمر قسم نجيب قيمة الجائزة علي بناته وجعل نصيبه على هيئة "وقف"، وخصص ريعه لصالح للجمعيات الخيرية عن طريق مؤسسة الأهرام.
تعليقات الفيسبوك