«عمر» انتصر على مرضه بالجمباز: أنا أقوى من السرطان
عمر
عُرف بحيويّته ونشاطه الكثيف، لا يعرف للراحة مكاناً، لا يكفّ عن ممارسة التمارين الرياضية، التى اعتاد عليها منذ صغره، ذاع صيته بين أسرته وأقاربه، وكان من أوائل الطلاب على مدرسته، كُرم لأكثر من مرة كأفضل طالب مثالى، لكنه لم يستطِع الحفاظ على مسيرته المميزة فى التعليم، فبعد أن أُصيب بورم فى الغدد الليمفاوية، تغيّب عن دخول امتحانات الثانوية الأزهرية، لكنه لم يستسلم للمرض اللعين، قاومه حتى استطاع أن ينتصر عليه، ويعيد بناء جسده الذى أصبح هزيلاً من خلال ممارسة رياضة الجمباز.
عمر محمد، 22 عاماً، من مركز ملوى، محافظة المنيا، استطاع أن يرسم طريقاً مليئاً بالتفاؤل والأمل، هزم «السرطان»، الذى أصابه منذ 3 أعوام، وأجبره على ترك الدراسة لمدة عام كامل، استُهلك فيها نفسياً وجسدياً، كثيراً ما كان يشعر بالوحدة رغم مساندة أسرته وأصدقائه له، استطاعت جلسات الكيماوى والإشعاعى أن تترك آثارها عليه، فأصبح جلداً على عظم، بوجه شاحب اللون وعينين محاطتين بالهالات السوداء، لكن أتته صحوة داخلية، طاقة كبيرة حركته وجعلته ينهض من فراش المرض، ويعود إلى ممارسة الرياضة.
احترف لعبة الجمباز، استطاع من خلالها أن يبنى قواماً ممشوقاً، وبنية قوية، فأصبح قادراً على هزيمة المرض اللعين: «بقيت شبه المدمنين، اللى أنا فيه ده ابتلاء من ربنا، قمت ولعبت رياضة من تانى وتابعت صحتى وشدّيت نفسى من تانى». منذ اللحظة التى استقوى فيها الشاب العشرينى على مرضه، عاد مرة أخرى إلى دراسته الثانوية وانتهى منها، ثم سافر إلى السعودية للعمل كفنى حفر آبار، لمساعدة أهله: «بقيت وأنا هناك ألعب رياضة وأكمّل علاجى وأحافظ على صحتى، السرطان مش عايز استسلام، عايز حد يقول له أنا أقوى منك».