بينها الآثار والفن وبحيرة قارون.. ملفات على طاولة محافظ الفيوم الجديد
صورة أرشيفية-اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم الجديد
يترقب أهالي محافظة الفيوم، وصول اللواء عصام سعد إبراهيم أحمد، مدير أمن الجيزة السابق، بعد أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وسط أمنيات كثيرة بالنهوض بالمحافظة، وحل مشاكلها المزمنة.
وقال محافظ الفيوم الجديد لـ"الوطن"، اليوم: "سأخدم الوطن أينما كنت وأعمل لصالح البلد، وسيكون صدري رحب لكل من يهدف لمصلحة الفيوم، وأعمل على تنفيذ التكليفات بالملفات الهامة في المحافظة".
وتنتظر المحافظ الجديد، ملفات كثيرة في مجالات مختلفة على مستوى المحافظة، ويقول أحمد عبدالعال، مدير عام فرع الآثار السابق: "نطالب المحافظ الجديد بالاهتمام بالآثار، وأولها هرم هوارة، وحل مشكلة المياه الجوفية والزراعات التي تحوط به، والتي تحتاج إلى مصرف لتصريف المياه من قاعدة الهرم، كما يحتاج هرم اللاهون الذي تم فتحه، إلى تطويره وإعداده لدخول الزائرين، مع الاهتمام بجميع الطرق التي تؤدي إلى المناطق الأثرية، وتطوير ما هو موجود، وذلك لسهولة الوصول إلى المناطق الأثرية".
ويضيف عبدالعال، أن "منطقة قصر قارون تحتاج إلى تطوير وإحاطتها بسور، وإقامة مركز زوار، وممشى للزوار، وبازارات، وحوانيت لخدمة الزائرين مع الاهتمام باحتفالية تعامد الشمس يوم 21 ديسمبر من كل عام، مع ضرورة تطوير الطرق والوصول إلى منطقتي قصر الصاغة، وديمية السباع، والتي تحتاج لوصلة من الدائري الإقليمي إلى طريق التنمية السياحية بقرابة 3 كيلومترات، وتطوير هذه المناطق من حيث النظافة والترتيب، بالاشتراك مع الآثار".
وتابع: "تحتاج منطقة آثار كرانيس لخدمات وممشى للزائرين، وخاصة أن المحلات والبنية الأساسية موجودة، لكنها تتطلب الاهتمام بالمتحف والحديقة التي تحيط به، مع ضرورة إحياء مشروع متحف الفيوم القومي، والمسمى بمتحف البورتريهات وإحضار جميع آثار الفيوم الموجودة في المتاحف الأخرى لعرضها في متحف الفيوم القومي، مع ضرورة الاهتمام بالسياحة، من خلال الاستعانة بمستشارين للسياحة والآثار لدى مكتب وزارة السياحة بالفيوم، لإعداد خطط لتطوير السياحة مع تنظيم رحلات جماعية لزيارة معالم الفيوم، والاجتماع مع مستأجري المنشأت السياحية، لإجراء تطوير لها".
ويضيف مدير عام فرع آثار الفيوم السابق، أنه "لا بد من الاهتمام بوادي الحيتان مع حل مشكلة المدق الطويل الموصل إليه مع البيئة، وحل مشكلة الدير، والعيون مع جلب المسابقات التي كانت تقام في الفيوم، مثل الماراثون، ومسابقات أخرى، والتي تستخدم للدعاية السياحية للفيوم".
ويرى منتصر ثابت، مدير عام فرع ثقافة الفيوم الأسبق، أن قطاع الثقافة والفن بالمحافظة يحتاج إلى رعاية خاصة من المحافظ الجديد، ويطالبه بتقدير دور الثقافة لتغيير سلوك الإنسان إلى الأفضل والأرقى، وأن هذا السلوك ينعكس على الشارع والبيت والمدرسة ومكان العمل".
ويضيف ثابت: "للثقافة قدرة على مواجهة الإرهاب بالفكر والحوار وليس بالعصا الأمنية فقط، التي تجعل النار تحت الرماد موجود لكنه يخاف الظهور، وينتظر الفرصة السانحة لكى يشعل لهيب الدمار والفتنة في كل مكان، وهناك حاجة إلى أن يقدر محافظ الفيوم الجديد، دور الثقافة في نهضة سياحية بالمهرجان الدولي للموسيقى والفنون الشعبية والتراثية، والرسم، والنحت، والمسرح الذي يمكن أن يقام في الأماكن السياحية والأثرية بالمحافظة وتسليط الأضواء عليها".
وتابع: "نطالب المحافظ الجديد بأن يقدر دور الفنون، فنحن في حاجة لإقامة الأنشطة والمسابقات في المدارس والجامعة ومراكز الشباب، ومسابقات في الرسم والغناء والموسيقى والمسرح وغيرها، حتى يناقش الشباب والناس قضاياهم بالفن، وليس بالعنف، وحتى ترتقى أذواقهم بالفن، فيروا الجمال بدلا من القبح والرسم أجمل من تشويه الجدران بالعبارات والأشكال القبيحة والغناء والموسيقى".
ويضيف مدير فرع ثقافة الفيوم الأسبق، أنه لا بد أن يعرف المحافظ الجديد، قيمة المحافظة تاريخيا وثقافيا، وكيف ظهر الأدب والفن فيها، من بدء تاريخها لينتشر في العالم كله، من الفلاح الفصيح إلى وجوه الفيوم إلى الاستديو المفتوح للسينما المصرية حتى حقبة السبعينات السابقة، فيعود وجه الفيوم الجمالي، و"نريد عودة السينما في قاعات جديدة، ومعارض الكتب ورسوم الأطفال في الميادين، وتشكيل مجلس أعلى للثقافة والتنوير بالمحافظة لعله يصلح ما أفسده الزمن".
أما الدكتور أحمد برعي، القيادي بحزب "الوفد" بالمحافظة، ومن أبناء مدينة سنورس، فيرى أن ملف بحيرة قارون التي تعد أحد أكبر البحيرات في العالم وليس مصر فقط، وإمكاناتها المتعددة سواء المتعلقة بالسياحة أو الثروة السمكية، من أهم الملفات التي تنتظر المحافظ الجديد، خاصة لما عانته البحيرة من إهمال شديد خلال 10 سنوات مضت، وتحولت إلى مصب للصرف الصحي للمحافظة كلها، وتحدث كثير من المسؤولين عن تنمية الساحل الشمالي للبحيرة، والتي تعد مستقبل السياحة بالمحافظة ومحل جذب أنظار السياح، ولكن ظل الحال على ما هو عليه بل أسوأ.
ويضيف برعي: "الفيوم تفتقد للتنمية الصناعية، وتحتاج إلى خطة طويلة وقصيرة المدى، فيما تعانيه من تردي اقتصادي واجتماعي وتطرف ديني، فهي في حاجة إلى تنمية صناعية مثل محافظة بني سويف، والتي أصبحت تكلفة الخدمات فيها بالنسبة للمستثمر أقل من الفيوم، ما دفع بعض المستثمرين من أبناء الفيوم إلى الاستثمار فيها، كما يعد ملف التطرف الديني، وما يتطلبه من سبل لمحاربته، وضرورة الإهتمام بالثقافة والتي تعاني من الإهمال في المحافظة من فترة طويلة".
وتابع أن "هناك ضرورة لنشر القيم الثقافية وتدعيم دور الثقافة في كل مركز من مراكز المحافظة، وبيوت الثقافة بها، لأن الأنشطة الثقافية تعد غاية في الأهمية لمحاربة التطرف الموجود"، بالإضافة إلى ملف الأمية، فنجد دور هيئة تعليم الكبار حاليا غير واضح، ولا بد أن يكون هناك آليات أخرى لمعالجة تلك المشكلة التي تؤثر على المعتقدات المختلفة لشعب الفيوم، كما يعد ملف نقص مياه الري، مشكلة كبرى تحتاج إلى حلول جذرية، فهناك أراض زراعية لا تزرع في الصيف بسبب نقص المياه رغم الطبيعة الزراعية بالمحافظة.
ويضيف القيادي بحزب "الوفد" بالفيوم، أن ملف السياحة بالمحافظة من الملفات الهامة جدا، فالفيوم بها آثار كثيرة وتعد البلد الثاني بعد الأقصر من حيث الأهمية الأثرية، وعلى الرغم من ذلك فلا مجال للمقارنة بينهما بالنسبة للاهتمام، رغم أنها ميزة نسبية من الممكن أن تحدث طفرة في حالة توظيفها بالشكل الأمثل.
ويضيف اللواء أشرف عزيز، عضو مجلس النواب بالمحافظة، أن ملف موقف مصر، وضرورة حل مشكلة المواصلات من الفيوم والقاهرة والعودة، لا بد أن يكون على رأس أولويات المحافظ الجديد، وهناك مشاكل أخرى تهم المواطن وحياته اليومية، مثل تقسيم خطوط السيرفيس الداخلي، وبعض خطوط السيارات الأجرة بين القرى والمراكز، ووجود موقف عشوائي بميدان الشيخ سالم للسيارات النقل، وضرورة نقل شادر الخضراوات والفاكهة، بمنطقة البارودية، إلى طريق "القاهرة- أسيوط الغربي".
وتابع: "نحتاج إلى نقل ورش النقل الثقيل من مناطق السلخانة والصوفي وامتداد الحواتم، إلى المدينة الصناعية الجديدة بزمام قرية اللاهون على طريق أسيوط الغربي، وهي منطقة مجهزة لذلك، ونطالب المحافظ الجديد بتشكيل لجنة عليا للتعامل مع أزمة الزحام المروري بمدينة الفيوم، وحل مشكلة انتظار السيارات بوسط المدينة، وعودة 19 حضانة زريعة أسماك على بحيرة قارون، استحوذت عليها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، حتى نضع الزريعة الجديدة الخاصة ببحيرة قارون فيها، لفترة ثم إنزالها للبحيرة.
وطالب عضو مجلس النواب، بضرورة وضع ملف إشغالات الطرق على رأس أولويات المحافظ الجديد، وإعادة فحص ملف الممشى السياحي، بجوار السواقي السبعة، ورصفه بعد توصيل المرافق والخدمات للمنطقة، لأنها تحولت إلى منطقة سكنية، كما طالب بربط محافظة الفيوم بخط قطار "السخنة- العلمين" لحل مشكلة المواصلات المزمنة بين الفيوم والقاهرة، واستغلال الركاب ورفع الأجرة عليهم، وهو حل جذري لتلك المشكلة، بالإضافة إلى الاهتمام بمشاكل مياه الشرب والري وعدم وصولها للنهايات.