هدنة فى العاصمة الليبية بعد اشتباكات أسقطت 41 قتيلاً و119 مصاباً
فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى خلال مؤتمر صحفى سابق «أ. ف. ب»
اتفقت أطراف القتال فى العاصمة الليبية «طرابلس»، فى ساعة متأخرة من مساء أمس، على وقف إطلاق النار، عقب اشتباكات استمرت 5 أيام وأودت بحياة 41 شخصاً. وأعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق عبدالسلام عاشور، أن الهدنة ووقف إطلاق النار يأتيان بعد جهود حثيثة من لجان المصالحة الوطنية وبعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا. وأعلنت فيه كتيبة «النواصى»، أحد أطراف المواجهات المسلحة التى شهدتها العاصمة «طرابلس» منذ مطلع الأسبوع الحالى، أنها ستمتثل لهدنة وقف النار، لكن اللواء السابع أحد الأطراف المتنازعة فى طرابلس، أصدر بياناً فى وقت متأخر من مساء أمس، أكد فيه الاستمرار فى مهمته التى قال إنها تهدف إلى تطهير البلاد من العصابات المسلحة.
وحسب بيان أصدره اللواء السابع، فإنهم يحققون انتصارات متتالية، فى ما وصفه بـ«معركة استرداد الوطن من العصابات المسلحة التى حالت دون قيام الدولة». وأشار اللواء، فى بيانه، إلى أنه إحدى أدوات الدولة وأركانها، وأن مؤسسة الجيش هى إحدى الركائز التى تقوم عليها الدولة، مؤكداً أنه فى مستوى المسئولية المنوطة به للحفاظ على الدولة واستردادها. وأكد اللواء السابع التزامه بمبادئ الاتفاق السياسى، سعياً لإقامة دولة القانون والمؤسسات، مبيناً أنه يدرك أن المجلس الرئاسى واقع تحت ضغط الميليشيات التى قال إنها تسيطر على العاصمة طرابلس.
«اللواء السابع» بعد ثالث اتفاق لوقف إطلاق النار: نحقق انتصارات متتالية فى معركة استرداد الوطن.. و«النواصى» تلتزم
وكان المطار الوحيد العامل فى العاصمة الليبية أعلن، مساء أمس، تعليق كلّ الرحلات، بسبب المعارك الدائرة قُرب طرابلس، وسقط ثلاثة صواريخ على الأقل بالقرب من مطار معيتيقة، مما أجبر أجهزته على تعليق الرحلات الجوية لمدة 48 ساعة على الأقل كإجراء أمنى، حسبما قال مسئول فى المطار. وأضاف المصدر نفسه أنّ «الرحلات الجوّية تم تحويلها مؤقتاً إلى مطار مصراتة على بُعد 200 كيلومتر شرق طرابلس». وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، إنها «تدين بشدة الخسائر فى الأرواح بين المدنيين فى طرابلس، وتدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا من المدنيين ووقف جميع الأعمال العدائية». وأضافت البعثة أن «الهجمات العشوائية محظورة بموجب القانون الإنسانى الدولى ويمكن أن تشكل جرائم حرب».
من جانبه، دعا الناطق الرسمى باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بمدينة طرابلس أسامة على، جميع الأطراف المتنازعة إلى ضرورة إفساح المجال لفتح ممر آمن لدخول الفرق لإجلاء السكان العالقين هناك، وكانت وزارة الصحة الليبية فى طرابلس أعلنت ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات المسلحة فى العاصمة طرابلس إلى 41 قتيلاً، وإصابة 119 آخرين.
ويعتبر هذا ثالث اتفاق للمصالحة ووقف إطلاق النار يتم التوصل إليه بين أطراف النزاع فى العاصمة طرابلس منذ بدء المواجهات بينهم مساء الأحد الماضى، حيث لم يصمد اتفاقان سابقان أمام قوة سلاح الميليشيات المتنافسة على طرابلس، لتجدّد المواجهات بينهم. ودفعت الاشتباكات العنيفة التى استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة إدارة مطار طرابلس معيتيقة إلى تعليق الملاحة الجوية لمدة 48 ساعة وإخلاء المطار من الطائرات، خوفاً على حياة المسافرين وسلامة الطائرات، وذلك بعد وصول القتال إلى محيط المطار وسقوط عدد من الصواريخ بالقرب منه. وتشهد العاصمة الليبية منذ 5 أيام اشتباكات مسلحة بين «اللواء السابع» التابع لوزارة الدفاع، والمعروف بالكانيات من جهة، وبين كتيبة «ثوار طرابلس» بقيادة هيثم التاجورى، بدعم من «كتيبة النواصى»، التابعتين لوزارة الداخلية من جهة ثانية.