أخصائية نفسية: 90% من الحالات «أميون» وأسرهم مفككة
أنشطة رياضية يقوم بها نزلاء المؤسسة
قالت هبة فرج، إحدى الأخصائيات النفسية بالمؤسسة العقابية بالمرج، إن الطفل الحدث عندما يأتى للمؤسسة يدخل فى البداية إلى عنبر يسمى عنبر الاستقبال، لإجراء بحث اجتماعى له من قبل الأخصائى الاجتماعى، ثم بحث نفسى، يكون عبارة عن تقرير مبدئى، فى المقابلة الأولى يتم تطبيق اختبار الذكاء، وقياس نسبة قدراته العقلية، إلى جانب قياس قدرته على التحكم فى نفسه، وحجم العنف لديه، ويكون هذا بمثابة التعرف عليه، وتعريفه بنظام المؤسسة وواجباته، وحقوقه، والتأهيل النفسى له قبل دخوله العنبر، حتى لا يحدث تصادم بينه وبين نزلاء العنبر.
وأضافت «فرج» لـ«الوطن» أن هناك بعض الأحداث بعد يومين من وجودهم فى العنبر يقومون بعمل صدامات ويطلبون من العاملين بالمؤسسة نقلهم إلى عنبر آخر، لافتة إلى أن هناك شباباً ليس لديهم عذر ويتم اكتشاف أنهم لا يريدون الاشتراك مع زملائهم فى تنظيف العنبر، قائلة: «هناك أحداث متمردة، وشايفين إن تنظيف مكانهم عيب، ومع الوقت نفهمهم إن تنظيفهم للمكان ليس عيباً، خاصة أن المؤسسة لا يوجد بها عمال نظافة، كل واحد موجود هنا بيعمل حاجته بإيده، وهناك أولاد يستجيبون وآخرون متمردون».
«هبة»: «الحدث الجديد يبقى فى عنبر الاستقبال من 4 إلى 5 أيام ثم يتم توزيعه على باقى العنابر مع الآخرين».. وخبير سموم بالطب الشرعى: معرضون للعودة إلى الإدمان
وتابعت: «الحدث الجديد يبقى فى عنبر الاستقبال لمدة من 4 إلى 5 أيام، ثم يتم توزيعه على باقى العنابر مع الآخرين، بحضور رئيس المباحث، ومدير الرعاية والأخصائى النفسى، وليس هناك معايير ثابتة لتصنيف الحدث على عنبر بعينه دون الآخر»، وأشارت إلى أنهم حاولوا منذ فترة وضع لائحة بالتعاون مع وزارة التضامن وهيئة الأمم المتحدة، لتصنيف الحدث وفقاً للجريمة التى ارتكبها، إلا أنه لم يتم البت فى أى شىء حتى الآن، مؤكدة أن التصنيف يكون على حسب رؤية المباحث ولجنة اجتماعية ونفسية.
وأكدت الأخصائية النفسية، أن عدد الموجودين بالمؤسسة قل منذ تحديد أقصى سن للحدث بالمؤسسة وهو 18 سنة، حيث يتم ترحيل الحدث الذى يتعدى سنه 18 سنة إلى السجن، لافتة إلى أنه كان فى البداية يتعدى السن إلى 25 عاماً، وبالتالى كانت الأعداد تزيد على الألف والجرائم كانت أكثر خطورة، مؤكدة أن قضية الطفلة «زينة» كانت سبباً فى اعتبار من يتعدى 18 سنة ليس حدثاً.
وأوضحت أن المؤسسة تضم 8 عنابر، تتم متابعة الحدث نفسياً مرة كل شهر، مؤكدة أن كل حدث له ملف نفسى خاص، يشمل مثلاً تعرض لانتهاكات جسدية أم لا، وما إذا كان لديه مشاكل عقلية، مؤكدة أن المؤسسة لا تقبل أى حدث مصاب باختلال عقلى، ويتم التعرف عليهم قبل توزيعهم على العنابر.
وقالت: «معظم الحالات التى تأتى للمؤسسة مصابة باضطرابات سلوكية، وليس بمرض نفسى، وانحرافات سلوكية نتيجة سوء التنشئة، لعدم وجود رقابة، وأصدقاء السوء، و90% من الحالات الموجودة بالمؤسسات العقابية أميون وآباؤهم منفصلون والأسرة مفككة، أو الأب مسجون، أو الأم مسجونة ويكون الحدث موجوداً وحيداً أو مع جدته أو بالشارع»، وتابعت: «كان عندنا حالة تم ترحيلها منذ يومين، والده ووالدته مسجونان وكان يقضى حياته بالشارع، وليس هناك جزء سليم فى جسمه وعند مجيئه للمؤسسة كان كل يوم بيجرح نفسه، ومقتنع تماماً أنه لازم يبقى كده ويتعامل مع الناس بعنف، وكانت هذه الحالة تقول لو مابقتش كده الناس هتاكلنى، وبمرور الوقت قلّت حالة العنف، فيه حالات بتستجيب وبتبقى كويسة وبيفتحوا مشاريع، وهناك حالات أخرى متمردة وتخرج وتقتل تانى، وهناك أحداث لديها نية من أول يوم على الإصلاح، ونقوم بتدريب الأولاد على الحد من حالات العنف، وهناك أحداث مظلومون فى ظروفهم، وظروفهم السيئة كانت سبباً رئيسياً فى ارتكاب الجريمة، وهدفنا تأهيل الأطفال وتقويم سلوكهم».
وتابعت: «بعض حالات القتل التى تأتى معظمها قتل خطأ، وهناك حالة أتت لولد سنه 15 سنة دابح بنت عندها 7 سنين نتيجة تعاطى برشام وكان فاقداً الوعى، واعترف وقال لى إنه ارتكب الجريمة وواحد صاحبه أعطاه برشامة مخدرة، وماحسش غير لما فاق، وهناك أحداث تأتى اغتصاب وهتك عرض وبعد الحديث معهم يؤكدون لنا أنهم أقاموا علاقة بموافقة البنت، إلا أنه يتم الإبلاغ عنهم من قبل أهل البنت، باعتبارها اغتصاباً، وأعمارهم لا تتجاوز 16 عاماً، ونتعامل مع الأحداث بشكل إنسانى دون النظر لحجم الجريمة التى ارتكبوها ولا نفرق بين القاتل والسارق، ومعظم الجرائم التى تأتى إلينا سببها المخدرات، ومابيحسوش هما بيعملوا إيه، والحالات التى ارتكبت الشذوذ الجنسى وهتك العرض تم إثبات تعاطيهم المخدرات جميعاً، ومعظم الأحداث الموجودة بالمؤسسة أميون، وهدفنا تقويمهم وتعليمهم السلوكيات الجيدة من خلال الأنشطة والندوات».
من جانبه قال الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم بالطب الشرعى بالقاهرة، ومستشار بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن الصندوق يقدم خدمتين بالمؤسسات العقابية؛ الخدمة الوقائية والخدمة العلاجية، لافتاً إلى أن فريق العمل مقسم إلى قسمين؛ فريق يقوم بالتوعية حيث يتم الجلوس مع الأحداث لتوعيتهم بأضرار التدخين، والمصائب التى تسببها المخدرات وإقناعهم بأنها سبب فى ارتكاب الجرائم وتدمير مستقبلهم، مشيراً إلى أن معظم الشباب بالمؤسسات العقابية ارتكبوا الجرائم بسبب تعاطى المخدرات، ولابد من السيطرة عليهم خاصة مع تجمع عدد كبير من الشباب، منوهاً بأن معظمهم تعاطى المادة المخدرة، ولابد من وجود رقابة شديدة عليهم من قبل العاملين بالمؤسسة، والأجهزة الأمنية.
وأضاف خبير السموم، أن المفاهيم المغلوطة لديهم واشتياقهم للمادة المخدرة، وتعاطيها سبب من أسباب العنف، وقال: «نحن على علم بأن هؤلاء الشباب بعد انتهاء فترة عقوبتهم هم عرضة للرجوع لتعاطى المخدرات مرة أخرى، وهناك شباب بالمؤسسة كانوا مدمنين ويتم علاجهم من قبل فريق العلاج التابع للصندوق، ولكن الشخص المتمادى فى تعاطى المخدرات يترك أثراً عليه نظراً لأن الإدمان يعمل على الخلايا العصبية غير القابلة للتجديد، ودورنا وقف التدمير، ولو جزء من الخلايا العصبية تم تدميره سيعانى الإنسان من عدم الاتزان، وضمور الخلايا العصبية»، وأوضح أن كل جرعة يأخذها تدمر جزءاً من جسمه، ودور جلسات التوعية هو توعيتهم بأنهم من الممكن أن يفقدوا مستقبلهم بسبب سيجارة حشيش، ولكن الشخصيات العنيدة والمتكبرة لها طريقة فى التعامل، ويضم صندوق مكافحة الإدمان كوادر مدربة على التعامل مع كل أنواع المدمنين، والأمراض المصاحبة للإدمان، ونقوم بتقديم كبسولة توعوية للشباب ونقدم لهم التوعية داخل العنابر وذلك بالتزامن مع تقديم ندوات دينية عن حرمانية الإدمان الذى يتسبب فى ارتكاب جرائم السرقة والقتل والاغتصاب وهتك العرض وغيرها، لافتاً إلى أن الصندوق يقوم بزيارة المؤسسة بشكل دورى كل أسبوع، التوعية تمهد الطريق للعلاج.