«دمياط».. بشهادة الأطباء: جميع المراكز والعيادات الخاصة لا تلتزم بالمعايير
«جنا» قبل الوفاة بأيام
«بنعمل أقصى ما عندنا، ولكن مهما طبقنا كل الاحتياطات فاحتمالية انتقال العدوى موجودة، جميع المراكز الطبية والعيادات الخاصة لا تلتزم بإجراءات مكافحة العدوى»، بتلك الكلمات لخص عدد من الأطباء العاملين فى المستشفيات الحكومية بدمياط مشكلة انتقال العدوى فى مستشفيات المحافظة. ووفقاً للطبيب «أ.ف» فإن احتمالية تعرض أى من أفراد الطاقم الطبى للإصابة بالعدوى، سواء من حالات الطوارئ أو غيرها، تعتبر كبيرة نسبياً، وأكد لـ«الوطن» أن العدوى تنتقل عن طريق غشاء العين والدم واللعاب وغيرها من الطرق المختلفة للانتقال، لافتاً إلى أنه سبق له التعامل مع حالتين مصابتين بـ«الإيدز»، فى أحد المستشفيات، وقال: «كنت على علم بإصابتهما قبل التعامل معهما، وقمت بارتداء الجوانتى والملابس الواقية، وتركت الأمور على الله»، وأوضح أن فيروس الالتهاب الكبدى «سى» ينتقل عن طريق الدم فقط، أما «بى» فيمكنه الانتقال عن طريق أى سوائل بالجسم.
واستطرد الطبيب قائلاً إن العاملين فى مكافحة العدوى لا يقصرون فى عملهم، حيث يقومون بالمرور بصفة مستمرة، للاطمئنان على إجراءات تعقيم الآلات المستخدمة بين المرضى، والأجهزة وترابيزة العمليات والواقيات، وكذلك مدى توافر المستلزمات والمطهرات، وأضاف أن نحو 70% من المراكز الطبية والعيادات الخاصة يلتزمون بإجراءات التعقيم ومكافحة العدوى، لكنه اعتبر أن «كارثة كبرى» ترتكب فى العديد من العيادات الخاصة، وتتمثل فى تشغيل أشخاص غير مؤهلين، منهم ممرضون ومساعدون للأطباء، دون تدريب، فضلاً عن عدم توفير الواقيات والمطهرات والقفازات الطبية، مطالباً بضرورة تدريبهم على كيفية تطبيق إجراءات مكافحة العدوى، وتوفير المطهرات، خاصة «الكلور» بكثرة فى جميع المستشفيات.
طبيب: الكارثة الكبرى فى تشغيل مساعدين وممرضين غير مؤهلين.. و«الدسوقى»: تقرير الطب الشرعى لطفلة «عزبة البرج» لم يصدر بعد ودخلت المستشفى مصابة بـ«غيبوبة سكر»
من جانبه، أكد الدكتور محمد الدسوقى، وكيل ومدير فريق الجودة بمستشفى «عزبة البرج» المركزى، أن ما تردد عن وفاة طفلة، قبل أشهر، بسبب إصابتها بالعدوى، أمر غير صحيح، وقال: لم يصدر تقرير الطب الشرعى الخاص بالحالة بعد، كما أن الطفلة دخلت المستشفى تعانى من «غيبوبة سكر»، وأوضح أن أى مريض ينقل للمستشفى مصاباً بغيبوبة، ويدخل غرفة العناية المركزة، غالباً ما يكون معرضاً لخطر العدوى، ولذلك نقوم بتدريب الأطباء وأفراد الفريق الطبى وأطقم التمريض على مكافحة العدوى، واعتبر أن هذه الإجراءات لا تنجح بنسبة 100% فى أى دولة.
أضاف أن العدوى قد تشمل المريض أو الطاقم الطبى، لاحتمالية حدوث مضاعفات، وضرب مثالاً على ذلك بقوله إنه قد يُصاب أى من أفراد الطاقم الطبى بفيروس كبدى، نتيجة شكة حقنة بالخطأ، وذلك رغم التزامه بتطبيق جميع المعايير والإجراءات الوقائية، مشيراً إلى أنه يتم إجراء تقييم للمستشفيات كل يوم، حيث جاء «معهد الأورام» فى المرتبة الأولى على مستوى محافظة دمياط، من حيث الالتزام بتطبيق معايير الجودة، يليه المستشفى التخصصى، فيما احتل مركز القلب والجهاز الهضمى المركز الثالث، وذلك بحسب تقييم مكافحة العدوى لعام 2017.
وتابع «الدسوقى»: «مكافحة العدوى لم تكن تحظى بأهمية كبيرة، كما لم تتوافر لها الموارد من قبل، مثل الوقت الحالى، حيث باتت تحظى بأهمية كبيرة، وأصبحت هناك فرق لمكافحة العدوى، مؤكداً أن إجراءات مكافحة العدوى يتم تطبيقها بشكل صارم فى وحدات الغسيل الكلوى بمستشفى «عزبة البرج»، كما أن هناك رقابة مستمرة عليها، ويتوافر ملف خاص بمكافحة العدوى لكل قسم، مضيفاً أن نسبة قليلة من المراكز الطبية والعيادات الخاصة لا تلتزم بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى بالشكل المطلوب، واختتم بقوله: «لو المكان مش مرخص، فطبيعى لا يلتزم بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى، باعتبارها أحد شروط الترخيص»، مؤكداً أنه تم منع إجراء أى عمليات جراحية فى العيادات الخاصة.
«بنتى ماتت بسبب إهمال الأطباء، حسبى الله ونعم الوكيل، البنت دخلت المستشفى على رجليها، وخرجت جثة، عايز حق بنتى».. بتلك الكلمات تحدث إبراهيم عبده، 54 سنة، عن مأساة ابنته «جنا»، 13 سنة، طالبة فى الصف الثانى الإعدادى، التى تم نقلها إلى مستشفى «عزبة البرج» المركزى، مصابة بارتفاع نسبة السكر فى الدم، بأكثر من 300 درجة، ما أدى إلى إصابتها بغيبوبة تامة، أدت إلى إصابتها بمياه على المخ، ونزيف فى الدم، نتيجة إصابتها بـ«ميكروب» غير معروف، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد رحلة علاج بين مستشفيات عزبة البرج.
وتابع والد الطفلة: «بنتى كانت تعانى من مرض السكر، وكنت أعالجها لدى 4 أطباء، أصيبت فى إحدى المرات، وتحديداً يوم 19 يناير الماضى، بارتفاع نسبة السكر، ما أدى إلى إصابتها بالقىء، أسرعت بها إلى مستشفى عزبة البرج المركزى، ولم أجد طبيباً فى الاستقبال، ثم جاء مدير المستشفى بعد فترة، فأمر بإجراء تحليل دم لها، وجدوا نسبة السكر أعلى من 300 درجة، فقرر إيداعها غرفة العناية المركزة، رغم عدم وجود طبيب عناية، وتم صرف نحو 3000 سنتيمتر مكعب محلول ملحى لها، أخذتها جنا خلال أقل من 3 ساعات، وهى كمية كبيرة جداً خلال فترة قصيرة، ثم حضر طبيب العناية متأخراً مساء نفس اليوم»، واستطرد بقوله: «بنتى كانت لسه فايقة فى البداية، ولكن فى المساء بدأ لسانها يتقل، ودخلت فى غيبوبة فى اليوم التالى، فقرر الأطباء نقلها إلى مستشفى دمياط العام، لدخول وحدة عناية الأطفال بها، ولكنها توفيت بعدما ظلت 18 يوماً، فى السابع من فبراير، بعدما أظهرت الأشعة المقطعية وجود مياه على المخ والرئة، نتيجة المحاليل التى أخدتها»، على حد قوله.