مجمع «ناصر» فى بنى سويف: 4 طوابق تعانى «الرشح والزحام والظلام»
مكتب تأمينات ناصر ببنى سويف
حتى فى ساعات النهار، يظل المدخل الضيق لمجمع المصالح الحكومية فى مدينة ناصر ببنى سويف مظلماً، بينما لا تجد درجات السلالم المتهالكة بسبب الاستخدام من يرممها، فالمبنى المكون من 4 طوابق يضم عدداً من المصالح، التى يتردد عليها المئات يومياً، دون أن يهتم أى من المسئولين بإصلاح المدخل أو السلالم أو المكاتب من الداخل.
الزحام هو أول ما يقابل زوار إحدى المصالح الحكومية الأربع، الأوقاف، والشهر العقارى، والتأمينات والمعاشات، والمساحة والسجل العينى، وهو زحام يمتد من باب دخول المبنى إلى مكاتب الموظفين المتكدسة بالمكاتب والملفات والمواطنين، ما يجعلها «قنبلة موقوتة»، فشرارة واحدة من «ماس كهربائى» فيها، قادرة على تحويل حياة مئات الأشخاص إلى «ماضٍ».
«المكان ضيق، وغير قادر على تحمل الموظفين، فما بالك بالمواطنين»، هكذا وصف طارق الجبالى، أحد أهالى مدينة ناصر، حال عمارة التأمينات، حسبما يطلق عليها المواطنون، «المشكلة أن المبنى متهالك تماماً بسبب كثرة عدد المصالح الحكومية الموجودة داخله، خاصة شقة التأمينات، فهى تستقبل المئات يومياً، رغم صغر مساحتها، وعدم قدرتها على استيعاب الموظفين».
عند دخول شقة «التأمينات»، بعد النجاح فى تجاوز عقبات السلالم المتهالكة، والمدخل المظلم للمبنى، يكون على كبار السن، الزوار الأكثر حضوراً للمكتب، البحث عن مقعد ليستريحوا عليه، بعد صعود 3 طوابق «متعبة»، لكن يبدو العثور على مقعد مستحيلاً، خاصة فى أوقات العمل، الممتدة من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً.
«التأمينات» لا تكفى موظفيها.. وحرارة الجو تخنق الزوار.. و«الشهر العقارى» يغلق أبوابه
«الجبالى» يقول «الناس تختنق داخل شقة التأمينات، فالمكان أضيق من أن يتحمل كل هذه الأعداد من المواطنين والموظفين، خاصة فى فصل الصيف، نظراً لارتفاع درجات الحرارة».
انخفاض المبنى عن ترعة الإبراهيمية القريبة، تسبب فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما ظهر فى «رشح» الجدران، خاصة فى الطابق الأرضى الخاص بهيئة الأوقاف، يقول طارق محمود، أحد المترددين على المبنى «لا يصح أن يكون هذا المكتب تابعاً لوزارة الأوقاف، فالمدخل مظلم، والجدران يغطيها الرشح، والحال لا يختلف كثيراً فى مكتب الأوقاف عنه فى مكتب المساحة، ونفس الأمر بالنسبة لمكتب الشهر العقارى، الذى أغلقته الهيئة مؤخراً، واستأجرت شقة أخرى أكبر فى مكان آخر».
وقال حسين محمد كمال، أحد الأهالى «حضرت إلى مكتب التأمينات للحصول على برنت تأمينى، وهى أول مرة أحتاج فيها للمكتب، فكانت المفاجأة بالنسبة لى أنه ضيق لحد عدم وجود مكان للانتظار، خاصة مع انتشار مكاتب الموظفين فى كل الغرف، ما يتسبب فى تزاحم شديد بين الموظفين، بالإضافة لصعوبة الصعود والنزول من الشقة الواقعة فى الطابق الثالث، وخطورة السلالم».
أحد العاملين فى مكتب تأمينات ناصر، تحدث لـ«الوطن» عن معاناة الموظفين والمواطنين من ضيق المكان، بعدما طلب عدم ذكر اسمه، «للأسف، المكتب غير صالح للعمل، مع كثرة أعداد المنتفعين ومتلقى الخدمة يومياً، وزيادة أعداد الموظفين، فكل غرفة فى الشقة بها 3 مكاتب، وحتى الصالة والمدخل بها مكاتب، ومع هذا مطلوب من العاملين تقديم خدمة جيدة للمواطنين، وإنجاز العمل بأفضل صورة، دون أن ينظر أحد إلى ما نعانى منه داخل المكتب». وأضاف «فى أوقات الذروة، الممتدة من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، لا يستطيع أحد من الموظفين التحرك من مكانه، كما يشكو المواطنون أيضاً من التزاحم، وعدم قدرة المكان على استيعابهم فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة فى فصل الصيف ما يؤدى لإصابة جميع الموجودين فى المكتب بالاختناق».