طبيب: لا أجد مكتباً.. وباحثة اقتصادية: «المديرة بتطلعنا مصيف وبتفطرنا»
د. أحمد
قد يكون مكان العمل جنة وقد يكون جحيماً.. بيئة خصبة للدافعية والإنتاج والحوافز الإيجابية أو أجواء إحباط وكبت وارتباك.. فى الحالة الأولى يكون المنتج النهائى ثمرة حقيقية للعلاقة الجيدة بين مكان العمل ومن يشغلونه، وفى الثانية ربما نسمع ضجيجاً بلا طحين.. إلا أن بعض الموظفين يرى أن وجود تكييف وأجهزة كمبيوتر وأدوات مكتبية بمكان العمل أقصى طموح لهم ليعتبروا أنهم يعملون فى بيئات جيدة ومنتجة.
أحمد بديوى، طبيب يعمل بمستشفى حكومى ويشغل أيضاً منصباً إدارياً بمستشفى آخر، يؤكد أن بيئة العمل التى يعمل بها غير مناسبة لأى أداء إيجابى: «أغلب المستشفيات الحكومية تفتقر لخدمات الإسعافات الأولية وعجز الأدوات الجراحية، ودا بيخلى الناس دايماً غضبانة علينا».
ويشتكى «بديوى» من سوء تنظيم أماكن العمل: «بألاقى 70 واحد فوق دماغى من الأهالى أو حالة مستنية دورها والأمن واقف مابينظمش»، مؤكداً أن الطبيب لو كان على درجة عالية من الكفاءة والسرعة حتماً سيتوتر فى مثل هذه الأجواء: «إحنا مهددين دايماً»، فضلاً عن سوء تعقيم المكان، خاصة داخل غرفة الجراحة التى يصفها بأنها تشبه «الحمام العمومى»، وأضاف: «مفيش أماكن مخصصة للأطباء أثناء النوبتجية للنوم والراحة، ومدة النوبتجية بتوصل بدون مبالغة لـ3 أيام وفيه دكاترة بتموت»، وتابع: «بنتعرض طول الوقت للعدوى، والبدل فى الحالة دى 19 جنيه فقط شهرياً»، ويعمل «بديوى» كذلك فى التنسيق الطبى المالى لمستشفى خاص، يواجه مشاكل كثيرة أهمها عدم وجود مكتب خاص به.
الباحثة الاقتصادية هدير عبدالعزيز، تشيد ببيئة عملها فى إحدى الشركات التى تحلل وتترجم مقالات عن العقارات: «مديرتى بتعاملنى كويس، بتعاملنى كصديقة، وبتعزم فريق العمل على الفطار وبنخرج سوا لكسر الحواجز، وبتحاول تخلق علاقات طيبة بيننا عشان نحب الشغل». تحكى «هدير» أن مديرتها نجحت فى زيادة إنتاجها وتحفيزها رغم صعوبة عملها: «باترجم وأحلل نحو 10 آلاف مقال شهرياً، وبابقى عايزة أعمل شغل أكتر عشان أرضيها»، وعمرها ما بترغمنى على تسليم نسبة محددة، بتسيبلى مساحة أخلص وأنتج، وممكن تحجزلنا مصيف فى الويك إند، المهم تخلينا مبسوطين».
«المكان بيوفر لنا بوفيه مفتوح بالمجان على مدار اليوم به مشروبات باردة وساخنة ومساحة آمنة للجلوس وقت الاستراحة».. تحكى «هدير»، مضيفة: «الشركة تدقق فى أخلاق من يتقدم للعمل بها حتى وإن كان ماهراً فى عمله لا بد أولاً أن يكون عنده أخلاق عالية، ولو شاطر وأسلوبه وحش بيمشى».
أما شريف صبرى، فقد كان يحتاج فقط فى مكان عمله إلى «الهدوء وصيانة الأجهزة وسرعة الإنترنت»، وبالفعل توفر المطلوب له على مدار الـ7 سنوات التى يعمل بها فى إحدى الشركات، مؤكداً أنه يشعر بأن بيئة عمله جيدة بنسبة 80%: «كلنا صحاب هنا وبنقدر بعض».. كان يعمل فى خدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات وبعدها قرر تحسين دخله، مشيداً بالتطوير الذى وصلت له شركته خلال فترة وجوده بها وقدرتها على التوسع: «كل مدى الوضع بيتحسن».
مدرس اللغة الإنجليزية، محمود عبدالوهاب، يحكى أنه يعيش فى بيئة عمل هادئة يسودها التعاون والمحبة: «لو أنا محتاج معلومة باروح لزميلى يشرحهالى، متعاونين جداً وبنطور أداء بعض، وأحصل على حقى طوال الوقت ولم أتعرض يوماً لظلم»، ورغم أنه يواجه بعض الضغوط بسبب شقاوة الأطفال والتعامل مع 100 واحد منهم على مدار اليوم لكنه يتغلب عليها من خلال دعم مديره: «أعصابى بتتعب وأنت مطالب تتعامل مع عقولهم كلهم، لو مفيش مدير كويس مش هتستحمل»، متمنياً أن يتم تقديره فى الأجر المادى حتى تكتمل راحته.
نفس الحالة تعيشها آية حامد، محامية: «بنتعامل معاملة حسنة دلوقتى، عكس شغلى الأولانى اللى سبته بعد 9 أشهر لعدم تقديرى بشكل لائق، كنت باواجه قلة ذوق ومهما أعمل باطلع مقصرة فى الآخر، لدرجة إنى كنت بأكره نزولى من البيت».
وتشيد أسماء أحمد، التى تعمل بجامعة قناة السويس، بـ«المكاتب والتكييفات والأدوات المكتبية، من أقلام وورق وخلافه»، فضلاً عن أجهزة الكمبيوتر التى توفرها لهم إدارة الجامعة: «مرتاحة وكل اللى حواليا كويسين».