غضب حقوقي من استمرار الولايات المتحدة ضغوطها على الفلسطينيين
وكالة غوث وتشغيل اللائجين الفلسطينيين "أونروا" - أرشيفية
حالة من الصخب العالمي أحدثها إعلان الولايات المتحدة وقف مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأسبوع الماضي، والتي تُقدر بنحو 360 مليون دولار. وتوالت ردود الأفعال على القرار الأمريكي المجحف، الذي اعتبره حقوقيون ابتزازًا للفلسطينيين من أجل تقديم المزيد من التنازلات للكيان القائم بالاحتلال "إسرائيل".
"المتحدة لحقوق الإنسان": قطع المساعدات عن "أونروا" غير أخلاقي ومحاولة لإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، قال لـ"الوطن"، إن قطع الولايات المتحدة مساعداتها عن "الأونروا" يأتي للضغط على الإدارة الفلسطينية لتلبية قرارات الكيان الصهيوني.
وأضاف "عبد النعيم" أن "هذا القرار غير الأخلاقي يشبه ورقة ضغط على الشعب الفلسطيني من اجل الامتثال للعنجهة الأمريكي والرضوخ لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفاره بلاده للقدس المحتلة واعلانها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال".
وجدد رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، دعوته لجامعة الدول العربية باتخاذ موقف جماعي لسد الفجوة التي حلت على الوكالة، وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
بريطانيا تعلن زيادة دعم الوكالة بـ7 ملايين جنيه إسترليني.. و"فوقي": الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام الانتهاكات الأمريكية ضد الإنسانية
وأعلنت بريطانيا، اليوم، عن زيادة دعمها للوكالة بـ7ملايين جنيه إسترليني، إضافة إلى دعمها السنوي، ليُصبح إجمالي التمويل البريطاني 45.5 مليون جنيه إسترليني.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليستر بيرت، إن "المملكة المتحدة ستعزز دعمها لوكالة الغوث، لتمكين اللاجئين الفلسطينيين من الاستمرار في الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم".
وأضاف: "المساعدات البريطانية المقدمة من خلال الأونروا تعتبر قوة ضرورية في مجال المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث توفر التعليم لمئات آلاف الأطفال كل سنة، والرعاية الصحية لأكثر اللاجئين الفلسطينيين حاجة للمساعدة، وحزمة المساعدات البريطانية المقدمة اليوم تؤكد دعمنا الذي لا لبس فيه لهذه الوكالة الدولية وللجهود الهامة التي تبذلها".
وأكد "بيرت" قلق بلاده من ما وصفه بـ"الأثر المدمر" الذي يسببه نقص الأموال المتوفرة للأونروا على من يعتمدون على خدماتها، إلى جانب ما يسببه ذلك من تبعات على استقرار المنطقة.
وثمن أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، ما جاء على لسان الوزير البريطاني، قائلا لـ"الوطن": "الولايات المتحدة تتحدى كل القيم الإنسانية، وتتملص من التزامها اما الأمم المتحدة -كدولة عظمى- التي تفرض عليها تقديم جزء من الناتج القومي لها للدول الأكثر احتياجًا.
وأكد فوقي أن قطع التمويلات عن" الأونروا" يعتبر تحديا سافرًا للأخلاق، واصفًا الأمم المتحدة بأنها تقف مكتوفة الأيدي كـ"العاجزة"، أمام الانتهاكات الأمريكية ضد الإنسانية.
وحسب "رويترز"، قال بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، أمس الأول، في رده على قرار قطع المساعدات الأمريكية ومزاعم تفيد بأن عمل الوكالة لا يؤدي إلا لإطالة أمد محنتهم، إنه لا يمكن ببساطة إلغاء وجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وتقدم وكالة الأونروا خدمات لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. ومعظم هؤلاء اللاجئين من نسل نحو 700 ألف فلسطيني طردوا من منازلهم أو فروا من حرب عام 1948 التي انتهت بإعلان قيام دولة الاحتلال.