"الخان الأحمر" قرية تقاوم لتبقى.. الاحتلال يُصّر على هدم الصمود
الخان الأحمر
على الطريق السريع في منتصف المسافة بين القدس وأريحا، تقبع "البوابة الوحيدة للجهة الشرقية من بيت المقدس"، البوابة التي "دخل منها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما فتح القدس، ودخل منها صلاح الدين الأيوبي لتحريرها من أيادي الصليبيين"، تلك القرية التي ذكرت في "إنجيل لوقا" عند حديث السيد المسيح عن مثل السامري الصالح فسميت "خان السامري" بجانب اسمها المعروف "الخان الأحمر".
8 أعوام من الصمود في معركة من أجل البقاء تعيشها القرية القديمة التي رفضت أمس قرار المحكمة العليا للاحتلال، بإخلائها وهدمها بعد أسبوع، حسب وليد عساف وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لـ"الوطن" أمس، فسكانها الذين يبلغون نحو 173 بدويا سيتصدون لأي محاولة للهدم بشكل لن يتوقعه الاحتلال، فالقرية المبنية على الطراز العثماني في القرن السادس عشرة، لا تزال صامدة أمام محاولات هدمها منذ عام 2010.
وزير مقاومة الجدار والاستيطان لـ"الوطن": سنفاجئ المحتل في الخان الأحمر
تعود أصول العديد من العائلات بالقرية لقبيلة بدو الجهالين الذين طردوا على يد الاحتلال من النقب عام 1952، وبعد احتلال الضفة الغربية 1967 أقيمت على أراضي الخان الأحمر، مستوطنة إسرائيلية سميت "معاليه أدوميم".
8 أعوام من النضال من أجل البقاء
في عام 2010 صدر قرار بهدم القرية بحجة "البناء غير القانوني"، وذلك بعد أول محاولة لإعمارها في عام 2009 لبناء مدرسة من الطين والإطارات بالتعاون مع منظمة مساعدات إيطالية "Vento Di Terra"، لإيجاد حل لمشكلة منع البناء الإسمنتي أو الكرفانات في المنطقة من قبل الاحتلال، وذلك تلبية لاحتياجات القرية، ولصعوبة وصول الأطفال إلى المدارس البعيدة، لكن بعد الانتهاء من بنائها بالكامل وبدء العام الدراسي فيها تلقت المدرسة أولى قرارات الهدم في نفس العام، وتوالت قرارات الهدم منذ ذلك الحين.
وفي عام 2012 أعلن الاحتلال نيته نقل السكان إلى منطقة شمالي أريحا، ثم تبرعت منظمة المستقبل الفلسطيني بألواح شمسية لتزويد القرية بالكهرباء، أما في يونيو لعام 2017 استبدل أمر وقف البناء بأوامر هدم، يمكن تنفيذها في أي وقت، ووزعت أوامر الهدم بكثافة وفي وقت واحد، حسب وكالات.
وبعد نحو 3 أشهر أي في سبتمبر 2017 أخطرت السلطات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أهالي الخان الأحمر بأن خيارهم الوحيد هو الانتقال إلى منطقة عرب الجهالين، وأبلغوا بعروض للترحيل إلى مناطق تجميع البدو الفلسطينيين في منطقة النويعمة ومناطق مجاورة لها في أريحا تمهيدا لقرار المحكمة النهائي، لكنهم قبعوا في أماكنهم.
وقبل نحو شهر احتج متظاهرون فلسطينيون في يوليو الماضي على هدم قريتهم، ما أسفر عن إصابة واعتقال 35 فلسطينيا، وحصول سكان التجمع على قرار من محكمة الاحتلال العليا بتجميد قرار الهدم، كما منحت وزارة الحكم المحلي الفلسطينية المنطقة لقب قرية، لكن ما باتوا يسعدوا بالقرار حتى خرجت المحكمة العليا للاحتلال أمس، بقرار الهدم بعد أسبوع، لتواجه القرية القديمة تحد جديد ومعركة جديدة من أجل البقاء.