رئيس «العربى للمياه»: مصر تواجه نقصاً فى الموارد المائية.. ولم تدخل مرحلة الخطر
الدكتور محمود أبوزيد
قال الدكتور محمود أبوزيد، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، رئيس المجلس العربى للمياه، إن مصر تعانى من مشكلة نقص فى المياه، مثل غيرها من الدول العربية، لكنها لم تصل إلى مرحلة «الخطر المائى»، مشيداً فى الوقت نفسه بإدارة الدولة لملف المياه وفق رؤية مصر 2030، ووجه «أبوزيد» شكره للدول العربية بعد انتخابه ممثلاً للمجموعة العربية فى المجلس الهيدرولوجى التابع لمنظمة الأمم للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، مؤكداً أن المياه على رأس الملفات التى تحتاج لمزيد من التعاون، وحدد أهم الملفات التى سيناقشها المجلس الفترة المقبلة، وفى مقدمتها تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، والتعامل الرشيد مع قضية ندرة المياه.
هل مصر تواجه خطراً مائياً؟
- لا، لم نصل إلى حد الخطر المائى، هذا تهويل للأمر واستخدام لوصف غير دقيق وغير حقيقى، لكن فى حقيقة الأمر نحن لدينا مشكلة يجب ألا نغض الطرف عنها، ويجب أن تكون مطروحة أمام المجتمع كله كى نتشارك جميعاً فى حلها، ونكون جميعاً مسئولين عنها.
«أبوزيد»: الدولة تدير ملف المياه بصورة جيدة.. وترشيد الاستخدام قضية مجتمعية
وما الأبعاد الحقيقية للمشكلة التى نعانى منها؟
- لدينا نقص فى الموارد المائية، احتياجاتنا واستخداماتنا أكبر من المياه المتاحة، خاصة أن هذه الاحتياجات تتزايد مع تزايد أعداد السكان واتساع دائرة التنمية بينما المورد الطبيعى ثابت بل يتناقص، ومسألة ندرة المورد الطبيعى وتحديداً المياه لا تعانى منها مصر وحدها، بل كثير من دول العالم، وفى دول المنطقة العربية أيضاً لأن منطقتنا العربية غير غنية بالموارد المائية.
وما تقييمك لأداء الدولة فى مواجهة هذه المشكلة؟
- الدولة تدير ملف المياه بصورة جيدة، ولديها خطة وفق رؤية مصر 2030، وهى خطة جيدة وتعمل على تنفيذها خلال هذه السنوات، لكن المسئولية لا تقتصر وحدها على الحكومة، بل يجب أن يشارك المجتمع كله، وتكون هناك مسألة ترشيد حقيقى لاستخدام المياه، حتى لا تتضرر أجيال مقبلة، الحكومة بدأت فى تنفيذ مشاريع لتدوير استخدام المياه والتنقية الثلاثية وتقليل الهدر وترشيد الاستخدام، فضلاً عن مشروعات متنوعة تتعلق بالمياه، لكن قضية المياه من القضايا التى تحتاج إلى وعى مجتمعى بها، لأنه لا يمكن التعامل معها بقرارات فقط، فهى مسئولية الجميع.
كيف استقبلت خبر انتخابك لتمثيل المجموعة العربية فى المجلس الهيدرولوجى التابع لليونيسكو؟
- سعدت بهذا الأمر، وهذه مسئولية كبيرة بلا شك، وأتمنى أن ننجح معاً فى تحقيق المصالح المشتركة للشعوب فى واحدة من القضايا التى باتت تشغل العالم الآن، وعلى رأس قائمة أولوياته واهتماماته، وهى قضية المياه، وأن نؤدى دورنا على النحو المطلوب من داخل المجلس الهيدرولوجى المعنى ببحوث ودراسات المياه، وتحسين القدرات فى إدارة الموارد المائية بالصورة التى تحقق أعلى مصلحة للجميع، وتحافظ على مستقبل الأجيال المقبلة.
انتخابى لتمثيل المجموعة العربية باليونيسكو مسئولية كبيرة وأشكر أشقاءنا العرب.. و«تغير المناخ» على رأس أولوياتنا
ما أهم القضايا التى ستكون على أجندة المجلس الفترة المقبلة؟
- هناك عدة قضايا تشغل العالم حالياً فى ملف الموارد المائية، بالتأكيد على رأسها ما يتعلق بقضية تغير المناخ ومدى تأثيرها على الموارد المائية، فهى واحدة من القضايا التى باتت لها أهمية كبيرة الآن، وتحتاج إلى مزيد من النقاشات والدراسات، أيضاً قضية ندرة الموارد الطبيعية المائية لا سيما فى المنطقة العربية تعد كذلك واحدة من القضايا المهمة التى سيعنى بها المجلس.
ماذا تقول للدول العربية بعد اختيارك ممثلاً لها؟
- أشكر أشقاءنا العرب، ومصر وأشقاؤها دائماً فى حالة تعاون وتنسيق، لأن مصالحنا واحدة وأهدافنا مشتركة، والتعاون فى ملف المياه هو إحدى صور التعاون العربى المشترك، وتحتل قضية المياه حالياً مكانة قصوى لدى جميع الدول العربية، لأسباب تتعلق بندرة الموارد المائية والاحتياجات المتزايدة للمياه فى مختلف المجالات، حيث بات تعزيز التعاون العربى تحديداً فيما يخص المياه وتنمية مواردها أمراً حيوياً وضرورة ملحة لتحقيق أمن المياه والتنمية المستدامة.