"ناس وتراث".. رابطة شبابية تعيد التراث المصري من النسيان للأذهان
"ناس وتراث" رابطة شبابية تعيد التراث المصري من بحر النسيان للعودة للأذهان
ارشيفية
لم تكن الحكومة وحدها من تسعى إلى إعادة إحياء التراث المصري، فهناك انتشار للوعي الشبابي بضرورة المحافظة على التراث المصري "المباني الأثرية بوجه خاص"، حيث انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من "ناس وتراث" في عدد من المدن والمحافظات.
شملت الفعاليات محافظات: القاهرة، الإسكندرية، المنصورة، بورسعيد، المنيا، إسنا والقصير، لتستمر لـ22 يوما، وتأتي ضمن أنشطة رابطة تراث مصر، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي الأثري لدى المجتمع المصري في الحفاظ عليه، وتوحيد الآليات والرؤى حول تسجيل وتوثيق التراث والرقابة عليه، ومساندة المبادرات المجتمعية، بالإضافة إلى خلق فرص لتبادل المعرفة والأفكار بين المبادرات المختلفة المشاركة بالرابطة.
وتتكون رابطة تراث مصر من ثمانية مبادرات وهي: "تراث مصر الجديدة، من فات قديمه تاه (القصير)، بورسعيد على قديمه، انقذوا الإسكندرية، توثيق آثار المنيا، رسامو العمران بالقاهرة، انقذوا المنصورة، تكوين، مختبر عمران القاهرة للتصميم والدراسات (كلاستر)، وصف إسكندرية".
وانطلقت رابطة تراث مصر تحت رعاية المعهد الدنماركي المصري للحوار عام 2016، وتضم فعاليات "ناس وتراث" العديد من الأنشطة، كجولات إرشادية، ندوات ثقافية، عروض فنية وسينمائية، مسابقات ومعارض رسم حر وأنشطة رياضية وغيرها من الأنشطة التي تجذب الجمهور العام إلى التعرف على تراث مصر.
قالت إيمان محمد لـ"الوطن"، وهي إحدى منظمي مبادرة "رسامو العمران بالقاهرة"، أن المبادرة تسعى إلى تذكير الجمهور العام بأهمية التراث المصري، ونشر الوعي لديهم بأهمية الحفاظ عليه وترميم المتهالك منه وإعادة استخدامه مرة أخرى، وتساهم كل مبادرة في ذلك من خلال أنشطة مختلفة.
أما بالنسبة لمبادرة رسامو العمران بالقاهرة، قالت إنها تقوم بتنظيم فعالية شهريا لرسم المباني التراثية، التي هي في طريقها إلى النسيان من قصور ومبان ومنازل تراثية، سواء كانت مسجلة أو غير مسجلة بوزارة الآثار، وأشارت إلى أن المباني التراثية أصبحت مؤخرا، وخصوصا غير المسجلة، أكثر عرضه لخطر التهالك والذهاب إلى محطات النسيان.
وأضافت أن المبادرة حاليا تكرث جهودها لمنطقة السكاكيني، كما أن المبادرة تقوم بإجراء مسابقات لرسم القصور والمباني التراثية، وخاصة التي جرى بناءها في مطلع القرن العشرين، حيث أن منطقة السكاكيني غنية بالمباني التراثية، وتتميز بكثرة المعابد، وأشارت إلى أن "ناس وتراث" تسعى حاليا إلى الوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية حتى يساهم الجمهور العام في الحفاظ على التراث المصري.
وفيما يخص مبادرة انقذوا المنصورة، قال المسؤول عنها، أن المبادرة تهدف إلى رفع الوعي الأثري لدى الجمهور بالمباني الموجودة لديهم، وتوثيق ذلك من خلال اسكتشات عمل وصور فوتوغرافية، كما أن المبادرة لديها دور أهم وهو حماية المباني التراثية من التخريب والتشويه والعناية بها من خلال العديد من الأنشطة المختلفة.
وأضاف أن المبادرة تقوم بعمل دورات زيارة لطلبة الكليات للأماكن الأثرية والتراثية بالتعاون مع مسؤولين بوزارة الآثار، موضحا أن المبادرة تعمل على مشروع تحويل قصر محمد بك سامي إلى مركز ثقافي تابع لجامعة المنصورة، مشيرا إلى أن "ناس وتراث" تقيم سنويا مهرجان سنوي في موسم الشتاء، لجذب الجمهور العام من خلال فقرات فنية واحتفالات، التي تتضمن معارض ومسابقات لتوعية الجمهور بضرورة الحفاظ على التراث المصري.
وقالت آلاء عبدالفتاح، إحدى منظمي مبادرة "انقذوا الإسكندرية"، إن المبادرة تهدف إلى التنمية العمرانية والحفاظ على التراث من خلال عدة أنشطة وأن المبادرة تركز على توعية الجمهور بأهمية "ترام الإسكندرية" خلال هذا العام، الذي يعد من أهم المشروعات التراثية في تاريخ مصر كوسيلة نقل عام موجودة منذ قديم الزمان، وأهميته بالنسبة للمدينة.
وعن أهداف الفعاليات الخاصة بالمبادرة، أوضحت أنها تعمل على معرفة ما يحتاجه الجمهور العام، ليؤخذ ذلك بالاعتبار، عند إعادة تطوير الترام ومحطاته، مشيرا إلى أن الدولة حاليا لديها خطة لتطوير ترام الإسكندرية، وتختلف أنشطة المبادرة سنويا، حيث أن العام الماضي كان تركيز المبادرة قائم على المباني الأثرية، وضرورة الحفاظ على تراثنا، والحفاظ عليها من التعرض للتهالك أو الاختفاء.
وأكدت أن الجمهور له دور كبير في استمرار أنشطة المبادرة، حيث أنهم يتفاعلوا بشكل دائم معها، كما أن أغلب المشاركين منهم من الشباب، وأضافت أن المبادرة تركز على المباني غير المسجلة أيضا، وليست المسجلة فقط.
وبشأن الهدف الرئيسي للمبادرة حاليا، قالت إنه كيفية تطوير المباني الأثرية والتراثية وترميمها وإعادة استخدامها مره أخرى للاستفادة منها مثل: مركز الحرية والإبداع بالإسكندرية، حيث قامت الدولة بإعادة استخدامه مره أخرى والاستفاده منه كمركز ثقافي.
وأشارت إلى أن الإسكندرية غنية بمواردها الاقتصادية والبشرية، التي يمكن استخدامها في إعادة الإسكندرية إلى مكانتها العظيمة مره أخرى، حيث أنها لديها تاريخ عظيم وطابع خاص تتميز به عن باقي محافظات مصر.