«ملك الألحان» فى الدراما: أدوار ثانوية جسدت علاقته بعمالقة الغناء
فواز
كان جزءاً أصيلاً من حياة الجميع حوله، إسهاماته غيرت مجرى المشوار الفنى للبعض، أو أصبحت علامات مضيئة واضحة فى أعمال البعض الآخر، فكان العبقرى صاحب الإنتاج الغزير والأنامل الذهبية بشهادة الجميع، ظهرت عليه ملامح النبوغ منذ الصغر، وعندما تناولت الدراما السينمائية والتليفزيونية حياة كبار الفنانين كان من الضرورى التطرق إلى حياته، باعتبارها تتقاطع مع حياتهم بصورة كبيرة.
كان الظهور الأول لشخصية بليغ حمدى فى عام 1999 من خلال مسلسل «أم كلثوم» للمخرجة إنعام محمد على، وقدمها الفنان صبرى فواز، ولكنها لم تكن المرة الأولى حيث أعاد تقديم الشخصية فى فيلم «حليم» للمخرج شريف عرفة، الذى قدمه النجم الكبير أحمد زكى عام 2006، وكان نفس عام تقديم مسلسل «العندليب» للمخرج جمال عبدالحميد، وكان إيهاب فهمى هو من قدم الشخصية فى ذلك الوقت.
على الجانب الآخر، كان يستعد المخرج مجدى أحمد على لتقديم فيلم يتناول السيرة الذاتية للموسيقار بليغ حمدى بعنوان «مداح القمر»، وتأليف الراحل محمد الرفاعى، فى 2010، وهو مشروع عمل عليه «الرفاعى» لما يقرب من 6 سنوات كاملة إلا أنه واجه عدداً من الاعتذارات والتوقفات المتتالية ما بين أسباب إنتاجية وأخرى لم يتم الإفصاح عنها، وهو ما أدى إلى أزمة بين صناع المسلسل وإدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، التى كانت مسئولة عن الإنتاج، وبعد مرور سنوات سحب المخرج مجدى أحمد على والكاتب محمد الرفاعى مسلسلهما من المدينة التى قامت بتعطيله لمدة طويلة.
من جانبه، أشار الناقد محمود قاسم إلى أن تناول شخصية بليغ حمدى سواء فى الدراما والسينما لم تكن عميقة أو محورية فى الأحداث، بل تم تناولها باعتبارها شخصية ثانوية فى حياة بطل المسلسل، وهو أمر طبيعى، حيث إن المحور الذى يدور حوله العمل لم يكن «بليغ» نفسه بل الدور أو الإسهام الذى قام به فى حياة الفنان، متابعاً: «ولم نجد ممن قاموا بالدور يقومون بأداء مميز يذكر، وقد يرجع ذلك إلى طبيعة تناول الشخصية فى العمل الدرامى نفسه».
وأضاف: «لم يكن ذلك التطرق الوحيد إلى بليغ حمدى فى السينما، ففى عام 1985 تم تقديم فيلم بعنوان «موت سميرة» وهو ما يعتبر استغلال واقعة مقتل المغربية سميرة مليان، الفتاة المغربية التى ألقت بنفسها عارية من شرفة منزل بليغ حمدى، وكانت تدور أحداث الفيلم حول تلك الواقعة، ولم يلق الفيلم نجاحاً فى ذلك الوقت».
وتابع «قاسم» لـ«الوطن»: «بليغ كان شخصية مؤثرة فى حياة من تعاملوا معه، خاصة على المستوى الفنى، حيث غير من أداء عبدالحليم حافظ، وأضاف لمحة جديدة فى أعمال أم كلثوم، فكان الفتى المعجزة الذى تعاون مع كبار عمالقة الغناء، وعلى الجانب الآخر شخصية جذابة درامياً، فحياته كانت مليئة بالحكايات الغريبة والغامضة فضلاً عن الأسرار المهمة، وتستحق أن يتم تقديمها فى فيلم روائى أو مسلسل، وهو ما كان مطروحاً سابقاً قبل توقف مشروع (مداح القمر) للمخرج مجدى أحمد على».