"أحمد" ضاعت بطاقته فعزاه أصدقائه على وفاته بحادثة: "أنا عايش والله"
أحمد
كان يمارس عمله بشكل طبيعي كما يحدث يوميا، ولكنه فوجئ الشاب الثلاثيني بالاتصالات الهاتفية تنهال عليه، ويخبره أن إحدى صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشرت صورة لبطاقة الرقم القومي الخاصة به، وبجواره كلمات قليلة تقول: "اللي يعرف الشاب ده يبلغ أهله إنه عمل حادثة ومات على طريق الإسماعيلية الزقازيق الصحراوي.
وروى أحمد رشاد، الذي يعمل بإدارة الموارد البشرية بإحدى الشركات بمحافظة الإسماعيلية، لـ"الوطن" الأحداث التي قادته لتلك المفارقة، وجعلته في عداد الأموات، بالرغم من أنه في هذه اللحظة كان يمارس حياته بشكل طبيعي، قائلًا: "الأسبوع اللي فات لينا صديق من القاهرة شغال معانا والدته توفيت، فقررنا نوصله أنا وصديقنا الثالث إسلام بسيارته".
واكتشف "أحمد" بعد عودة الصديقين للإسماعيلية، أنه فقد بطاقة الرقم القومي الخاصة به " مالقتش البطاقة.. بس معرفش وقعت مني فين"، إلا أنه اتخذ الإجراء الروتيني بالإبلاغ عن فقدانها في قسم الشرطة، ولم يدر بخلده أن الأمور ستؤول لما هو أكبر من احتمالية أن يستغلها شخص ما في أعمال منافية للقانون.
"واحد صاحبي كلمني النهاردة قالي إسلام صاحبنا عمل حادثة وتوفي" اتصال هاتفي أخير بعد عدد كبير من المكالمات تحاول التأكد من خبر وفاته، أدرك منه "أحمد" أن بطاقته الشخصية سقطت منه في سيارة صديقه منذ أسبوع، والذي توفي في حادثٍ على طريق "الإسماعيلية- الصحراوي"، ولم يجدوا حوله إلا بطاقة الرقم القومي الخاصة بأحمد لينشرها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بغية الوصول لأهله.
فالموت كان العامل المشترك في حكاية الشاب الثلاثيني، الذي صوّر مقطعين فيديو يوضح فيهم حقيقة الأحداث وعدم وفاته، ورفعهما على موقع التواصل قبل أن يسارع بحذفهما، فالواقعة بدأت مع وفاة والدة صديقه، الذي تسبب حضور جنازتها في سقوط بطاقته الشخصية داخل سيارة صديقه إسلام.
وبعد مرور أسبوع من الجنازة، خرج "إسلام" دون أن يحمل أوراق إثبات هويته، بعد أن سمع خبر وفاة شقيق زوجته، قبل أن ينقلب بسيارته على الطريق الصحراوي ويلقى حتفه هو الآخر بجوار البطاقة الشخصية لـ"أحمد"، والذي أصبح بسببها يحاول الفرار من الموت "أنا بس عاوز الناس تعرف إني عايش".