خبير شأن أوروبي يوضح دلالة الاتجاه لتعليم العربية في المدارس الفرنسية
صورة أرشيفية
أعلن وزير التربية والتعليم الفرنسى، ميشال بلانكير، دعمه لمقترح تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية، قائلًا أن للغة العربية أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية أي من اللغات الأخرى التي تدرّس في المدارس.
وشدد بلانكير في تصريحات بثتها فضائية "فرانس 24"، على ضرورة منح اللغة العربية مكانة خاصة باعتبارها من أهم اللغات العالمية التى يجب أن تدرس فى عموم المدارس الفرنسية، وليس فقط لأصحاب الأصول العربية.
وتأتي تصريحات الوزير داعمةً للمقترح الذي تقدم به معهد "مونتاني" للدارسات والبحوث، خلال تقريره الأخير الذي نشره في التاسع من سبتمبر الجاري، والذي أوصى فيه بتدريس اللغة العربية في المدارس كخطوة أولى "لمحاربة التطرف، والحيلولة دون تنامي الأفكار المتطرفة والإرهابية".
أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، علق على هذه التصريحات قائلًا إن فرنسا تعتبر من أكثر البلاد الأوروبية التي حققت تقدمًا في المجالين الثقافي والعلمي، خاصة فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية، موضحًا أن الانفتاح على الثقافات واللغات المختلفة من أهم دعائم تحقيق هذا التقدم.
للدعوة دلالة أخرى، أوضحها الخبير في الشأن الأوربي قائلًا، إنها مؤشر على رغبة الإدارة الفرنسية في تبرئة ساحتها من تهم العنصرية والتطرف ضد العرب، والتي لاحقت عددًا من الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة إثر تصاعد المد اليميني المناهض للهجرة ووجود العرب في أوروبا بشكل عام.
وأضاف العناني إن الجالية العربية في فرنسا هي الأكبر في أوروبا، بالإضافة إلى أن الإسلام هو الديانة الثانية رسميًا في فرنسا، ما يضطر الإدارة إلى تلبية طموحات هؤلاء.
وعن ردود الفعل المتطرفة على هذه الدعوة، قال العناني إن الصدام بين الاتجاه اليميني المتطرف المناهض للعرب وبين اليسار المنفتح قادم لا محالة، إلا أن ضخامة الجالية العربية والإسلامية هي ما يعوّل عليها للتحجيم من تأثير هذا الاتجاه، مؤكدًا أن هذا الاتجاه في فرنسا ما زال غير مؤثر، مقارنة بدول أوروبية أخرى، مثل الدنمارك وهولندا، ودول غربية مثل الولايات المتحدة.
وكان سياسيون يمينيون في فرنسا قد نددوا بهذه الدعوة فور صدورها، إذ قال "لوك فيري" وزير التربية الفرنسي السابق، وهو يميني، في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1"، أنه يظن إنها "فكرة جيدة في الظاهر لكنها سيئة في الواقع".
فيما قالت عضو حزب "الجمهوريون" اليميني، "آنا جيفار" إنها تعتقد أن وزير التربية جان ميشال بلانكيه يرتكب خطأً، وأن الدعوة تتعلق بمحاولات لتعريب فرنسا، ولا علاقة لا بحل مشكلة التطرف والإرهاب.