"رسالة لتعليم العطاء".. "آل نجم الدين" يتبرع لبناء مسجد بالأرض والبناء
مسجد آل نجم الدين
داخل عزبة أبو ربيع بقرية "هوايس سرابيوم" بالإسماعيلية، قرر علي نجم الدين، 65 عامًا، أن يجمع أهل القرية على الخير والبر والتشاور في أمورهم فلم يجد خيرًا من بناء بيت لله ليستبدل "دوار كبير القرية" ذو الـ300 متر من مكان للتشاور إلى مسجد ليكون وقفا لله وحق لأبناء القرية للصلاة وتنفيذ المناسبات السعيدة من إشهار للزواج أو الإعلان عن حاجة بيت من بيوت القرية، أو إذاعة أي خبر يجتمع على معاونته جميع أهالي المنطقة، أو استقبال واجب العزاء دون أن يتكبد أحد عبء مادي، بحسب أقوال المتبرع.
يقول أيضا: الأمر لا يتوقف حتى ذلك بل دعاني لتبني تكلفة البناء وليس التبرع وحسب بالتعاون مع عددًا من أبناء العائلة الذين قرروا المساهمة ولو بقدر بسيط حتى يكونوا شركاء في الأجر.
يضيف علي نجم الدين: كان هذا العمل الخيري والوقف لله عمل يراودني منذ وقت وكلما نظرت إلى قطعة الأرض تلك المواجهة لمنزلي لم أراها سوى أن تكون مسجد كبير أسميه "مسجد آل نجم الدين" حتى يكون شفيعا لنا أمام الله سبحانه وتعالى، وبالفعل لم أتردد ووضعت لافتة كبيرة على الأرض تؤكد أنها مشروع إنشاء مسجد حتى لا يعرض علي بيعها أو يتبادر لذهن أحد إنها ستكون أرض بناء لتشييد منزل آخر أو ما شابه.
ويستكمل: ما أن وضعت لافتة توضح أنها قد خصصت لبناء مسجد وجدت عدد من شباب العائلة وأبناء القرية يريدون التبرع للمساهمة في بناء المسجد وإن كنت قد قررت أيضا أن أنشأه على نفقتي الخاصة، لكني في الوقت نفسه عزمت على ألا أشعر عدد من أبناء العائلة بأن ذلك العمل الخيري ملك لي فمكنتهم من التبرع وتحملت باقي التكلفة وبدأت في تنفيذ البناء والحمد لله خرج مسجد "آل نجم الدين" إلى النور في منتصف شهر أبريل الماضي وتم افتتاحه رسميا بمعرفة رجال الأزهر الشريف والأوقاف".
ويستطرد: "كنت في منتهى السعادة ليس فقط لأن الحلم أصبح حقيقة، ولكن أن يكون الشخص قادرا على أن يطوع ذاته وماله في أن ينفقه في سبيل الله، ويذكي نفسه على ألا تطمع في امتلاك الدنيا وأن يهب ربه جزء مما أعطى لأنه في الأول والآخر المال مال الله وله فيه ما أخذ وما أعطى، ولكن العطاء طواعية يلهم أي نفس تقواها ويهذبها أمام خالقها".
وأكد نجم الدين: "أنه لا يوجد أحد من أولاده اعترض عن التبرع بقطعة الأرض وبنائها واستثمارها بل مثل لهم القرار فرحة كبيرة، وساعدوا جميعهم من مالهم الخاص في بناءه وكانوا يتابعون مراحل بناءه ويشاركون العمال الأعمال كاملة".
ويتابع: كان المغزى عميق من وراء هذا المسجد وهو أن يكون هناك مكانا قريب للصلاة من أبناء العزبة والقرية، وأن يصلهم الأذان داخل بيوتهم، فيحث الجميع على الصلاة، ويخرج جيل صغير يحافظ على صلاته ويرتبط بالمسجد، أيضا كانت رسالة أخرى أريد أن أعلمها لجموع الأجيال وهي العمل والجد حتى تمتلك المال وتنفق جزء منه في سبيل الله وهذا هو قيمة العطاء وأن نترك عملا ننتفع به وينتفع به الجميع، مؤكدا نجم الدين أن المسجد يضم مصلى كبير للسيدات، ودار لحفظ القرآن، لافتا إلى أن المسجد خلق بهجة ونور في قلب القرية خاصة عندما تجمع الأهالي على أداء صلاة التراويح في رمضان الماضي، وإقامة تكبيرات العيد داخله والتفاف المصلين للصلاة داخله، والمعاونة على قضاء من له حاجة أيضا".
وأعرب أبناء القرية عن سعادتهم البالغة بهذا المسجد الذي خلق روح جديدة في القرية، مطالبين أن يشهد المسجد عددا من الدروس الدينية بشكل منتظم ومجموعات دراسية لأبنائهم في القريب.