الانتقاد يلاحق "المذيعات المنتقبات".. وخبير: لا يوجد قرار يحظر ظهورهن
منة الله النجار
انتقادات واسعة، وُجهت إلى بعض مُقدمات البرامج على القنوات الفضائية مؤخرًا، بسبب ارتدائهن النقاب، مؤكدين أن ذلك يُحالف معايير العمل الإعلامي، وقد يُستغل بطريقة خاطئة تؤثر على المشاهد بالسلب، من خلال إمكانية بث رسائل متطرفة، كما أنه من الضروري أن تكون شخصية المذيع واضحة بالنسبة للمتلقى، حتى تصل له المعلومة بشكلٍ سليم.
ورفضت المنتقبة دينا الطواب، مُقدمة برنامج "لوحة شرف" عبر قناة "الرافدين" والتي كانت تُقدمه على "الصحة والجمال"، الانتقادات التي توجه لها بشأن ارتداءها النقاب، قائلة: "التطرف يكون من خلال العقل والفكر وليست الملابس".
وأضافت "الطواب"، لـ"الوطن"، أنها كانت ترتدي "ميني جيب" و"بنطلونات ضيقة" قبل ارتداءها النقاب، ولم تتلقَ أي انتقادات بشأن المظهر آنذاك، متسائلة عن أسباب تعليق البعض على ارتداءها للنقاب حاليًا، قائلة: "إحنا في مجتمع به مساحة للحرية الشخصية تجاه الآراء والملابس أيضًا.. كيف تسمحوا لأنفسكم أن تتدخلوا في خصوصيات الآخرين بشأن اللبس؟".
وأكدت أنها واجهت صعوبات عديدة، خلال مرحلة البحث عن قناة تطل منها على المشاهد، حتى القنوات التي تؤجر "مساحات الهواء": "كنت أعتقد أنني سأتلقى دعمًا ومساندة من قبل مسؤولي بعض القنوات، لكن الوضع كان صعبًا جدًا، وقنوات قليلة جدًا رحبّت بالموضوع، منهم (الصحة والجمال) و(الرافدين)".
وتابعت المذيعة، أنها لن تتنازل عن النقاب لصالح العمل الإعلامي، فهو بمثابة إعلام ورسالة، لافتة إلى أنه في حال اتخاذها قرار خلع النقاب، سوف يُعطي صورة عكسية، وأن البعض قد يعتقد بأنها تعرضت لضغوطات، قائلة: "لو خلعته هبقى بأذي بلدي".
وأشارت إلى محاولتها استخدام "لغة الجسد" على الشاشة، كما أنها عينيها تظهر بشكلٍ واضح، بالإضافة إلى حرصها على الظهور بشكلٍ لائق، حتى لا تُسبب نفورًا للمشاهد، وذلك من خلال ارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة، قائلة: "المستخبي ورا النقاب الفم والأنف فقط.. ولو هما الإثنين دول بس اللي هوصل المعلومة من خلالهم للمشاهد، سأعمل على تطوير نفسي".
وأكدت المذيعة المنتقبة دينا الطواب، إمكانية تقديمها برامح طهي، وموضة وأزياء، أو أي محتوى يُفيد المرأة.
من ناحيته، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، إن العمل الإعلامي قائم على فكرة الوضوح والشفافية، وفي حال خروج شخص إلى المجال العام ويتحدث إلى الجمهور من خلال الشاشة، يجب أن تكون شخصيته واضحة، مبينًا أن النقاب حوله خلاف فقهي واسع، وبعض العلماء يروون أنه ليس فرضًا، إذ أنه لا يجب على أي هيئة بث عدم قبول مذيعة منتقبة على شاشتها.
وأضاف "عبدالعزيز"، لـ"الوطن"، أن ظهور مذيعة بالنقاب، يُؤثر على العملية الإعلامية وقد يفتح الباب أمام ممارسات غريبة يمكن أن تحدث لاحقًا، والتي قد تتمثل في انتحال شخصية ما، أو ارتداء ملابس بها بعض درجات العري، مؤكدًا أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لديه صلاحيات التدخل وإخطار المؤسسات الإعلامية بعدم قبول ذلك.
فيما علق جمال عبدالعظيم، مدير البرامج بقناة "الصحة والجمال"، بقوله إن القناة تضع شروطًا لانضمام المذيعات المنتقبات إلى شاشتها، على أن يتم التحقق من شخصيتها أولًا ومؤهلاتها العلمية، وإن كانت جديرة بذلك، يُسمح لها بتقديم البرنامج، وذلك بالإضافة إلى الوقوف على انتماءها السياسي وإن كانت هناك أي موانع أمنية، لا تظهر على الشاشة.
وأشار "عبدالعظيم"، إلى تقديم منة الله النجار لبرنامج "كلمني عن حلمك" عبر "الصحة والجمال"، قائلًا إنها مؤهلة لذلك ولا يوجد ما يمنعها من الظهور على الشاشة، مؤكدًا أن "الأعلى للإعلام" لم يتواصل مع القناة بشأن ظهور مذيعات منتقبات، وفي حال صدور قرار من المجلس يمنع ظهورهنّ، سيتم تنفيذه على الفور.