"داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة".. التنظيم استغل أفكار الجماعة
قطب
"داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة"، هكذا وصفت دار الإفتاء وخبراء وإسلاميون علاقة تنظيم داعش الإرهابي، حيث اعتبروا سيد قطب وحسن البنا هم أساس الإرهاب حول العالم.
وقالت دار الإفتاء، إن مواجهة التنظيمات الإرهابية كـ"داعش والقاعدة"، تتطلب في البداية مواجهة أفكار ومشاريع جماعة الإخوان التي روج لها على مدار عشرات السنين، وأسس لها حسن البنا وزاد عليها سيد قطب، لتخرج لنا في الأخير أفرادًا يحملون أفكارًا قاتلة لأصحابها وللمجتمعات كافة.
وأضافت الدار، في تقرير لها: تنظيم داعش الإرهابي نجح في تكوين تنظيمات عنقودية صغيرة منتشرة في عدة دول حول العالم، مستفيدًا من حالة التشرذم والتفكك التي أصابت جماعة الإخوان الإرهابية، وشكلت القاعدة الخصبة لإعداد وتصدير العناصر الإرهابية المنضمة إلى تنظيم داعش الإرهابي.
الإفتاء: داعش يهدد العالم بخلايا عنقودية شرسة وأساليب حرب العصابات
وأوضح مرصد الإفتاء أن تنظيم داعش الإرهابي استغل الأفكار التي أسس لها منظرو جماعة الإخوان المسلمين، كالخلافة والدولة الإسلامية والحاكمية وجاهلية المجتمعات، من أجل إقناع الأفراد بالانضمام إليه، بهدف تحقيق ما فشلت فيه الجماعات التي أطلقت على أنفسها جماعات "الإسلام السياسي"، وهي الأفكار التي تستثير حماسة البعض وتؤثر على الشباب الصغير الذي تجذبه حماسية شعارات براقة ظاهرها نصرة الإسلام والمسلمين، ولكن في باطنها التدمير والخراب لكل ما هو إنساني، والأديان كافة منها براء.
وشدد أن خطابات تنظيم داعش الأخيرة، التي رصدها وجهت بشكل أساسي نحو تشكيل وتجنيد الأفراد من بقايا تنظيمات الإخوان وغيرها، باعتبارهم حاملين للأفكار الهدامة والقاتلة، ومن ثم يمكن استثمارهم بشكل سريع وفعال في الأعمال الإرهابية وتشكيل الخلايا العنقودية، التي تشكل خطورة بالغة كونها تكمن في عملها تحت الأرض وترويجها لأفكارها الهدامة لجذب المزيد من العناصر لتنفيذ عملياتها التفجيرية المدمرة.
وأضاف المرصد أن خطر تنظيم داعش سيستمر حتى إن تم القضاء عليه بشكل كامل في العراق وسوريا، خاصة في ظل وجود مثل هذه التنظيمات العنقودية، التي تحرص على انتشار الأفكار الظلامية والمتطرفة والوحشية التي روج لها التنظيم الإرهابي.
ولفت المرصد إلى أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وتضييق الخناق عليه في أنحاء العالم، أدى إلى استثمار التنظيم لخلاياه النائمة وتنظيماته العنقودية لخلق أجواء للعمل الإرهابي خارج العراق وسوريا، في محاولة منه للتغلب على هزائمه المنكرة في معاقله الرئيسية.
وذكر أن "الخلايا النائمة" المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، ستحاول أن تبذل جهودًا متزايدة في تنفيذ عمليات انتحارية في مختلف دول العالم لإرباك الوضع الأمني، وللتعويض عن الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم، محذرًا من أن هذا النوع من العمليات الانتحارية التفجيرية لن يقتصر على منطقة بعينها، بل سيحاول التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة تنفيذها في العديد من دول العالم.
"الزعفراني": القطبيون خرجوا من السجون ونشروا الفكر.. "المقرحي": كل التنظيمات التكفيرية تخرج من رحم الإخوان
من جانبه، قال خالد الزعفراني الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن أفكار سيد قطب التي خرجت في كتاباته وكتابات شقيقه محمد قطب هي السبب في نشأة التكفير في مصر والعالم العربي والإسلامي، فظهر هذا الفكر في السجن ثم بعد خروج من يحملونه من السجن انتشر وخرج لنا في هيئة كيانات وتنظيمات قطبية منها تنظيم 65، والتكفير والهجرة والفنية العسكرية وغيرها من الكيانات الاخري، والآن نجد هذا الفكر في حسم وانصار بيت المقدس وداعش والقاعدة، وآخرون.
ودعا الزعفراني لضرورة مواجهة الفكر القطبي، للقضاء على الإرهاب في العالم كله، من خلال المواجهة الفكرية التي يقودها الأزهر الشريف بمساندة باقي مؤسسات الدولة.
وقال اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق: "التنظيمات الإرهابية كافة تتبع فكر سيد قطب، وحسن البنا، فهم أساس التكفير والعنف المنتشر علي مستوى العالم كله، فكل تلك التنظيمات تخرج من رحم جماعة العنف الأولى وهي الإخوان".