«جروبات الواتس آب وفيس بوك»: تواصل افتراضى لمتابعة مستوى ومشاكل تعليم الأولاد
هبة علام
تعثرت سبل تجمعهم على أرض الواقع بسبب بُعد المسافات والانهماك فى مشاغل الحياة، فاختار أولياء الأمور بديلاً مناسباً وسهلاً كما يصفونه، لضمان تواصلهم فى أوقات الدراسة، ولو كان ذلك عن طريق العالم الافتراضى، متمثلة فى «جروبات على الواتس آب والفيس بوك».
«المصاريف المبالغ فيها وحشو المناهج والامتحانات التعجيزية»، أسباب دفعت هبة علام، 32 سنة، والدة طالب بالصف الثانى الإعدادى يُدعى «يوسف»، إلى تأسيس جروب على «فيس بوك»، ويحمل اسم «أمهات مصر لإصلاح التعليم» خاص بأولياء الأمور، ويضم 13000 عضو، لمحاولة إيصال أصواتهم المبحوحة إلى المسئولين فى وزارة التربية والتعليم، وإيجاد حلول لمشاكلهم المتراكمة.
«هبة» أسست «جروب» لأولياء الأمور: علشان نوصل صوتنا.. و«انتصار»: سلاح ذو حدين وبخرج منها فى الإجازات.. و«منى»: بتعرفنى مستوى أبنائى
«هبة» تقول: «عملت الجروب ده من 3 سنين وقدرنا من خلاله نخلى الوزارة تستجيب لبعض مطالبنا». وتضيف مؤسسة الجروب: «من أهم المطالب اللى قدرنا نوصلها للوزارة اللى قامت بدورها بتطبيقها، هى أن الصف السادس يكون سنة نقل مش شهادة، علشان نخفف حمل المصاريف والدروس شوية من على أولياء الأمور»، كما أسهم فى إصدار الوزارة قراراً بتغيير وتقليل حجم المناهج ليتناسب مع المدة المحدّدة للتيرم، خاصة التيرم الثانى.
السيدة الثلاثينية تابعت: «حالياً فى الجروب، اهتمامنا كله متركز على إزاى نقدر نخفض مصاريف المدرسة، خاصة بعد الزيادة الأخيرة، وده هيبقى عن طريق إننا نوفر نقل خارجى، ونستغنى عن باص المدرسة، والفكرة لاقت استحسان كتير بعد ما وصلت رسوم النقل لـ6000 جنيه فى التيرم للطفل الواحد».
«انتصار»، والدة طالبين بالصف الرابع الابتدائى والثانى الإعدادى، تقول إن جروبات «الواتس والفيس» رغم استفادتها الكبيرة منها، إلا أنها بحلول إجازة آخر العام تغادرها، لأنها «سلاح ذو حدين»، على حد وصفها، مضيفة: «شخصياً باتابع الجروبات فى ما يخص الدراسة فقط، أو لو عايزة أستفسر عن حاجة بخصوص المدرسة والأنشطة، لكن المشكلة أن أحياناً بيكون فيه كلام شخصى مش باحاول أدخل فيه علشان أبعد عن أى حوارات بعيدة عن موضوع الدراسة بسبب المشاكل اللى بتحصل بناءً عليها، واللى بتأثر بشكل سلبى على أولادنا».
طبيعة عملها كمدرسة فى إحدى المدارس الحكومية صباحاً، وفى الدروس الخصوصية ليلاً، فرضت عليها البقاء ساعات طويلة خارج المنزل، الأمر الذى أدى إلى انشغالها بشكل دائم، ولم يعد بإمكانها زيارة مدرسة أطفالها الثلاثة باستمرار، فوجدت منى زاهر، 34 سنة، نفسها مضطرة إلى الاشتراك فى جروبات «الفيس والواتس»، لكن هذه المرة أنشأها المدرسون ليتمكن أولياء الأمور من متابعة أولادهم بشكل دورى، وتقول «منى»: «الجروبات دى وفّرت عليّا وقت ومجهود كتير، وبقيت مش باضطر أروح مدرسة الأولاد كتير، وباعرف مستوياتهم عن طريقها، ولو فيه ميس عندها ملاحظة على أى طالب بتبعتها فوراً على الجروب». وتضيف المعلمة الثلاثينية: «كمان من ميزات الجروب أننا بدأنا نستغنى عن كشكول متابعة الواجبات اليومية اللى الطفل أحياناً بينسى يديه للميس علشان تكتب فيه، وبقى أى حاجة مكلف بيها الطالب، سواء واجبات أو أنشطة بتتكتب على الجروب أولاً بأول».