أزمة كل عام: نار الأسعار تطال كل المدارس.. «حكومة وخاص ودولى»
زيادة أسعار الزى المدرسى تجبر أولياء الأمور على شراء طقم واحد
الزى المدرسى أزمة تتجدّد كل عام. الشكاوى تتزايد من أولياء الأمور، بينما تُصر المدارس على موقفها مع بداية الدراسة ويغير بعضها ألوان الزى، ويضعون علامة تشير إلى اسم المدرسة لإجبار الأهالى على الشراء من أماكن بعينها، والنتيجة أن نار الأسعار تحرق الجميع فى المدارس الحكومية والخاصة والدولية. وأكد بعض أولياء الأمور أنهم لجأوا إلى شراء قميص واحد جديد لأبنائهم مع الإبقاء على اليونيفورم القديم، فيما أشار آخرون إلى أن شكواهم من رداءة الخامات العام الماضى أجبرت المدارس على تغيير المصانع التى تتعامل معها، وهو ما نتجت عنه زيادة جديدة فى الأسعار.
فى سوق وكالة البلح، وقف بدوى سيد، 40 عاماً، ولى أمر، وهو يتفقد الملابس المعروضة، وقال: «عندى ولدين فى ابتدائى وإعدادى، لبس مدارسهم اتغير السنة دى، فهاضطر أجيب لهم جديد، وملك بنتى داخلة سنة أولى، ومحتاجة لبس جديد والأسعار نار، والمدارس بتستغل أى حاجة تطلع منها فلوس، يعنى مدرسة أولادى غيروا القمصان بـ«تى شيرتات» ورفعوا سعرها، البنطلون بـ180 جنيه، وخامته وحشة والتى شيرت ألوانه باهتة وخفيف، مش هيدفيه فى الشتاء»، ورغم المحاولات العديدة التى قام بها الأب للبحث عن زى مدرسة أبنائه بالوكالة والعتبة، باعتبارهما أسواق «الغلابة»، إلا أنه لم يجد زياً مشابهاً له بسبب اللون ولوجو المدرسة.
آباء يدبرون مستلزمات الدراسة من «أسواق الغلابة».. ويشكون الغلاء وإجبار المدارس لهم على الشراء من أماكن محددة
وتابع «بدوى» فى حزن: «لفّيت على لبس مدارس عيالى مالقتش خالص، لأنهم فى المدرسة بيعملوا زى معين، ولى الأمر مايعرفش يلاقيه بره، وسعر القميص والبنطلون فى الوكالة 100 جنيه، وعندهم بيكون الضعف، أنا حجزت لابنى اللى فى ابتدائى تى شيرت بـ90 جنيه، وربنا يسهل، ولسه هادفع له فلوس البنطلون، لأن لو الولد ماجاش بالزى مش هيدخلوه المدرسة، وكمان لبس ابنى بتاع إعدادى بـ300 جنيه».
«السنة دى هاكتفى بطقم واحد بس لكل طفل، ومش هاجيب زى ألعاب، وكمان موضوع أن السعر يتحدد بالمقاس مضايقنى، يعنى أنا علشان عندى ابنى مليان شوية أدفع أكتر»، هكذا تحدثت سمر سعودى، 32 عاماً، أم لطفلين بالابتدائى فى مدرسة لغات بغضب، مؤكدة أنها اعتادت شراء الزى لأبنائها من منفذ البيع التابع للمدرسة، لكونه غير متوافر بالمحلات الأخرى، لكن الأسعار شهدت زيادة بنسبة 10% هذا العام، حيث يتراوح سعر البنطلون الصيفى بين 160 و175 جنيهاً، والشتوى بين 175 و195 جنيهاً، والـ«تى شيرت» الصيفى من 140 و165 جنيهاً والـ«سويت شيرت» الشتوى بين 210 و230 جنيهاً والجاكت الشتوى بين 210 و240 جنيهاً، وترنج الألعاب بين 230 و290 جنيهاً.
وعبرت «سمر» عن رضاها بالأسعار الحالية للزى، باعتبارها ذات جودة عالية، مضيفة: «كان عندى مشكلة السنة اللى فاتت أن الزى غالى لكن خاماته رديئة، ولما اشتكينا للإدارة استجابوا وجابوا خامات أحسن، فالعام الماضى الأولاد بعد أول أسبوع دراسة رجعوا بالبناطيل مقطعة، وبقيت طول السنة باخيط فيها، وعلشان كده راضية عن السعر، لأنه أقل من مدارس تانية، وكمان الخامات بقت تقيلة ومصنوعة من القطن». وطالبت «سمر» المسئولين عن المدارس بتخصيص زى شتوى وصيفى مجاناً للطلاب، وولى الأمر الذى يريد زياً آخر يشتريه على حسابه الخاص مراعاة للظروف الاقتصادية، وتوفير الزى بمقر المدرسة بدلاً من الذهاب إلى المنفذ، الذى يكون غالباً فى أماكن بعيدة. حاتم محمد عبدالفتاح، 48 عاماً، سائق تاكسى، وولى أمر لثلاثة أطفال بالسيدة زينب، اضطرته الظروف الاقتصادية هذا العام لأن يعتمد على زى العام الماضى ويشترى طقماً واحداً لكل طفل من أبنائه، ما عدا ابنه محمد، بالصف الخامس الابتدائى، الذى اشترى له 3 «تى شيرتات» شتوى وصيفى، لأن المدرسة قامت بتغيير لون الزى من الأبيض إلى البنى. وأضاف: «مش هاشترى الزى من المدرسة، لأنى متعود أجيبه من محل معين فى السيدة زينب بسعر أقل وخامات أحسن، هو فى المدرسة بـ110 جنيه، وبره بـ85 جنيه»، مشيراً إلى أنه اشترى قطعة قماش عليها «لوجو» المدرسة بـ5 جنيهات لخياطته على الزى، حتى لا يلحظوا الفرق، بناءً على طلب ابنه. وأضاف: «دلوقتى محدش بيدور على خامات، كله بيدور على الأرخص». إحدى الأمهات، رفضت ذكر اسمها، وقفت أمام بائع يفترش الأرض بملابس مدرسية فى سوق الخميس، تنتقى منها ما يتناسب مع أطفالها الذين لم تتعدَ أعمارهم 14 سنة، وقالت: «جيت أشترى من السوق على أمل أنه رخيص، لكنى لقيت اللبس غالى فى المحلات، ممكن الطقم يوصل لـ300 جنيه، القميص اللى كنت باجيبه بـ35 جنيه، لقيته بـ65 جنيه، والمريلة البناتى اللى كانت بـ150 جنيه، وصلت لـ200 و250 جنيه، والبنطلون كان بـ55 جنيه وصل لـ80 جنيه».
«محمد»: هاشترى من «السيدة» وهاخيط اللوجو على الـ«تى شيرت».. و«سمر»: الأسعار زادت 10% وهاكتفى بطقم واحد
«الزى المدرسى ثمنه زاد 10% عن العام الماضى، وده أثر علينا كأولياء أمور»، جملة قصيرة لخصت بها ولاء مرزوق، 37 عاماً، طبيبة بشرية، ووالدة طفلين فى المرحلة الابتدائية بإحدى المدارس الدولية، أزمة ارتفاع أسعار الزى المدرسى، مشيرة إلى أنها لا تجده إلا فى منفذ معين تابع للمدرسة، تكون مجبرة على الشراء منه، وبعد شكاوى عديدة تقدمت بها هى وغيرها من أولياء الأمور للمدرسة بسبب رداءة الخامات فى العام الماضى تم تغيير المصنع، وتابعت: «التى شيرت والبنطلون كشوا وألوانهم بهتت، لكن المدرسة غيرت المصنع اللى بتتعامل معاه، ولو زى مدرسة أولادى متوافر بره بنفس الشكل والجودة أو أقل منها شوية وبسعر أقل كنت هاشتريه، لأنه فى الأول والآخر زى مدرسة هيقضى بيه سنة وخلاص».
«بنتى داخلة مدرسة ناشيونال، وسألت على أسعار الزى لقيتها غالية جداً، فقررت أشترى طقم شتوى وطقم صيفى وطقم خريفى، وترنج الألعاب ودول تمنهم 1600 جنيه، ولازم أشترى طقم جديد لبنتى، لأن دى أول سنة لها فى المدرسة واشتريته غالى علشان مفيش قدامى بديل، وللأسف ما أقدرش أشترى طقمين، مش كفاية المصاريف»، هكذا عبرت مريم محمود، 28 عاماً، ربة منزل، والدة طفلة بمرحلة رياض الأطفال، عن استعدادها للعام الدراسى الجديد باختصار.
أما دينا محمد، ربة منزل، 29 عاماً، وأم لثلاثة أطفال فى المراحل الابتدائية بمدرسة دولية، فقالت: «جبت ملابس المدرسة لكل طفل من أولادى طقمين صيفى وطقمين شتوى، عبارة بنطلون وتى شيرت وترنج الألعاب بنحو 4700 جنيه، واللبس السنة اللى فاتت، الزى كان وحش جداً مع إنه غالى، والبناطيل بعد شهرين اتقطعت، والتى شيرتات لونها بقى باهت واتخرمت، فاضطريت أشترى طقم جديد لكل طفل من مصنع ملابس بسعر أقل وجودة أفضل، وجبت لصاحبة المصنع بادج المدرسة، وعملت لى الزى بسعر كويس البنطلون بـ150 جنيه مع أنه فى المدرسة كان بـ170 جنيه، والجاكت الشتوى متبطن بالفايبر والفرو بـ200 جنيه، وكان فى المدرسة بـ290 جنيه وخفيف مش بيدفى الأولاد، لكن السنة دى اشتريت من المدرسة طقمين علشان لقيت الخامة اتحسنت».