متحدث «الوزارة»: لدينا «مطبات» نسعى لتجاوزها.. ولن نستغنى عن أى مدرس.. ولا تعيين لـ«جُدد».. والشائعات ترهقنا
أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم
قال أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، إنه «تم الانتهاء من تجهيز 20 ألفاً و500 فصل من يونيو 2017 حتى الآن، بما يوازى 2300 مدرسة»، مشيراً إلى أن الكتب وصلت إلى المدارس كافة، وأنه سيتم توزيع «التابلت» خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، مؤكداً أن الوزارة لن تستغنى عن أى معلم، خاصة أنه تم تدريبهم تكنولوجياً وعلمياً، وأكد «خيرى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المناهج المتداولة على بعض المواقع لا تخص نظام التعليم الجديد وأنها «مزيفة»، لافتاً إلى جاهزية المعلمين الذين سيدرسون فى مراحل رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى بشكل كامل، وتدريبهم على دليل المعلم الذى سيشرح الأنشطة منه، وأنه جار تدريب معلمى الصف الأول الثانوى تكنولوجياً على استخدام التابلت أو نظام الأسئلة الجديدة، مضيفاً أن هناك تغيير فكر فى مفهوم التعليم الفنى، والآن يتم بحث تغيير اسمه والشكل الاجتماعى له للهروب من مصطلح «خريج دبلون». وإلى نص الحوار:
بداية.. أطلعنا على ما يحدث حالياً فى وزارة التربية والتعليم قبل أيام من بدء العام الدراسى؟
- لدينا ثورة تعليمية تحدث فى مصر لأول مرة، ستنطلق 22 سبتمبر المقبل، وسيستمر العمل فيها لسنوات عديدة لحين الانتهاء من تطبيق جميع آلياتها، نعمل على تغيير ثقافة وعقول الطلاب وأولياء الأمور.
«خيرى»: لدينا ثورة فى «التعليم الصناعى الفنى».. ونبحث تغيير اسمه للهروب من مصطلح «خريج دبلون»
ما الاستعدادات الخاصة لبدء الدراسة؟
- الاستعدادات تأتى على محورين، أولهما: هيئة الأبنية التعليمية التى حققت نجاحات كبيرة استعداداً للعام الدراسى الجديد، حيث تم الانتهاء من تجهيز 20 ألفاً و500 فصل من يونيو 2017 حتى الآن، بما يوازى 2300 مدرسة ما بين فصول جديدة دخلت الخدمة، وأخرى تمت هيكلتها وإعادة تنظيمها مرة أخرى، وشارك مهندسو الهيئة فى إعادة ترتيب الفصول وتعديلها لتواكب الشكل الجديد للتعليم فى الـ27 محافظة، لدينا «مطبات» فى بعض المدارس التى يتم العمل عليها حالياً وفق خطة زمنية موضوعة فى هيئة الأبنية، وتم عرضها على وزير التعليم، ومع بداية العام الدراسى الحالى سيتم نقل بعض الطلاب من مدارسهم، وستتم إعادتهم بمجرد الانتهاء من تجهيز مدارسهم بالشكل الأمثل، ووصلتنا شكاوى لبعض المدارس من عدم جاهزيتها، وتم عرض الأمر على الوزير، ووافق على إدراجها فى خطة تطوير هيئة الأبنية التعليمية أيضاً، والمحور الثانى: تمت جاهزية المعلمين الذين سيقومون بالتدريس فى مراحل رياض الأطفال، والصف الأول الابتدائى بشكل كامل، وتدريبهم على دليل المعلم الذى سيقوم بشرح الأنشطة منه، وجار تدريب معلمى الصف الأول الثانوى تكنولوجياً على استخدام التابلت أو نظام الأسئلة الجديدة، وكيف سيوصل المعلومة للطلاب، وبالنسبة لمعلمى المراحل التعليمية، سيتم تدريب المعلمين خلال الفترة المقبلة.
هل سيتم الاستغناء عن بعض المعلمين وإنهاء خدمتهم؟
- لدينا مليون و350 ألف معلم فى وزارة التربية والتعليم، ولن يتم الاستغناء عن أى معلم منهم، ولا توجد مسابقة جديدة لضم معلمين جدد، ونحن مكتفون تماماً بالمعلمين العاملين بالوزارة، حيث كان لدينا سوء توزيع للمعلمين فى بعض المحافظات، وتمكن الدكتور محمد عمر، نائب الوزير لشئون المعلمين، من حلها، ولا يزال يعمل عليها حتى الآن، لتفادى سلبيات الأعوام السابقة، من حيث وجود مدارس بلا مدرسين، أو زيادة كثافة معلمين فى مدارس أخرى.
هناك العديد من الشائعات وأيضاً الأسئلة التى يتم تداولها على مواقع التواصل.. لماذا ترفض الوزارة التعليق عليها؟
- حرب الشائعات تواجه الدولة بأكملها، وليست الوزارة فقط، وفى مؤتمر الشباب الأخير بجامعة القاهرة، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه تم الترويج لـ21 ألف شائعة فى 3 شهور فقط، بمعدل 7 آلاف شائعة فى الشهر، تتصدر الوزارة تلك الشائعات لما يحدث فيها من تغيير فى المنظومة التعليمية، وسوء فهم من قبل البعض، يترتب عليه مجموعة من الشائعات، الأمر الذى يتسبب فى إرهاقنا للرد عليها وتوضيح عدم صحتها.
تجهيز 20 ألفاً و500 فصل خلال 14 شهراً.. وتدريب المعلمين تكنولوجياً وعلمياً.. وتوصيل الشبكات لـ70% من المدارس.. والمناهج المتداولة على بعض المواقع «مزيفة».. و«اليابانية» تتميز بأنشطة «التوكاستو»
أصبح مصطلح «أصحاب المصالح» يتكرر كثيراً أثناء الحديث عن محاولات تعطيل انطلاق النظام الجديد.. لماذا؟
- يوجد أصحاب مصالح لا يرغبون فى نجاح المنظومة الجديدة للتعليم لأنها تهدد مصالحهم، وهذه الشريحة لا نضعها فى حساباتنا بشكل كبير، لأن ولى الأمر أصبح لديه قدر من الوعى والاستيعاب لاكتشاف من يحاول الإساءة للمنظومة بهدف تحقيق مصالح خاصة، وأعتقد أن تلك الشائعات ستختفى بمجرد بدء العام الدراسى عندما يرى الطلاب والأهالى آليات النظام الجديد مطبقة على أرض الواقع.
ماذا عن جهود الوزارة لمحاصرة «الدروس الخصوصية»؟
- الدروس الخصوصية ثقافة متوطنة لدى أولياء الأمور، بدأت منذ سنوات عديدة، لذلك لا يمكن حلها بقوة القانون والضبطية القضائية، الأمر يتعلق بضرورة اقتناع ولى الأمر بأن النظام الجديد للتعليم يعتمد على الفهم وليس الحفظ، وأن الامتحانات ستكون «مفتوحة» يستطيع الطالب اصطحاب كتاب المادة أثناء امتحانها، وأن عصر الأسئلة المتوقعة والإجابات النموذجية قد انتهى، و«الأهالى حجزوا لعيالهم دروس أولى ثانوى على الرغم من أننا أعلنا أنها تجريبية فقط».
«ثورة التعليم الصناعى» مصطلح أيضاً ذكره وزير التعليم أكثر من مرة.. ما الخطوات الإيجابية التى اتخذت فى هذا السياق؟
- ثورة التعليم الصناعى تضاعف ما يحدث فى التعليم العام، هناك تغيير فكر فى مفهوم التعليم الفنى، والآن يتم بحث تغيير اسمه والشكل الاجتماعى له للهروب من مصطلح «خريج دبلوم»، ولدينا نماذج مشرفة جداً فى الـ2000 مدرسة وبين الـ2 مليون طالب فى التعليم الفنى، بعضهم يصنع مقاعد التعليم العام، والزى المدرسى، وهناك مناهج خاصة تناسب الوظائف المتاحة فى سوق العمل، ونتعاون مع الشركات والمصانع ورجال الأعمال، للاستفسار عن الوظائف التى يحتاجونها لتوفيرها فى الشُعب الدراسية للتعليم الفنى، ولدينا مشروع المدرسة المرتبطة بمصنع أو شركة بحيث يدرس الطالب ويتدرب ويجد فرصة عمل فى نفس مكان دراسته، وكل ذلك لإنقاذ 60% من طلابنا الذين يستكملون دراستهم فى التعليم الفنى سنوياً.
سنقضى على الدروس الخصوصية وعلى «المجاميع» المرتفعة بلا أساس علمى.. وتخريج أول دفعة من الثانوية «التراكمية» فى 2021
ما حقيقة المناهج التى تم تسريب أجزاء منها على مواقع التواصل؟
- المناهج التى تم نشرها على بعض المواقع الإلكترونية ليست الحقيقية التى سيتم تدريسها فى النظام الجديد، وهى عبارة عن مناهج مزيفة، وتم عرضها فى المؤتمر الصحفى الأخير لتحذير أولياء الأمور من تداولها أو شرحها لأبنائهم، والوزارة تتبنى استراتيجية جديدة لا تعتمد على كم المعلومات بالدرجة الأولى، ولكن فهمها ومناقشتها ومن ثم التحاور فيها.
لماذا لا تستمع الوزارة لشكاوى بعض أولياء الأمور بإعادة مادة المستوى الرفيع؟
- أؤكد أنه لا يوجد شىء اسمه إلغاء اللغة الإنجليزية من المدارس بدعوى إلغاء المستوى الرفيع، وحقيقة الأمر هى تزويد جرعات اللغة الإنجليزية فى المدارس ابتداء من رياض الأطفال بالمدارس التجريبية فى «الباقة»، ولدينا جرعة كبيرة للطلاب سواء فى مادة اللغة الإنجليزية المنفصلة أو فى نظام الباقة.
ما خريطة تدريب المعلمين على مناهج النظام الجديد؟
- لدينا مليون و350 ألف معلم فى الوزارة على مستوى الجمهورية، تم تدريب 100 ألف منهم من مدرسى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، وباقى العدد سيتم تدريبهم تباعاً على النظام الجديد، بعض المعلمين يشكون من عدم حصولهم على التدريب رغم قرب الدراسة، لذا أود التأكيد أن دورهم فى التدريب آت، وفضلنا البدء بمعلمى رياض الأطفال والصف الأول لأنهم من سيدربون النظام الجديد بشكل كامل.
أصحاب المصالح يسعون لإفشال التجربة.. وعوضنا إلغاء المستوى الرفيع بزيادة «إنجليزى الباقة»
وماذا عن الكتب الدراسية؟
- تمت طباعة الكتب الدراسية بالكامل وتوزيعها على المديريات التعليمية فى جميع أنحاء الجمهورية، وتمت زيادة شبكات التوزيع بين الـ27 مديرية تعليمية، لأنها كانت أحد أسباب تأخر وصول الكتب للمدارس، ومن ثم عدم حصول الطلاب على الكتب فى الأيام الأولى لبدء العام الدراسى، وجاءت تعليمات الدكتور طارق شوقى وزير التعليم صريحة وواضحة بزيادة شبكات التوزيع بين المديريات وبعضها، وهو ما حدث بالفعل، والآن الكتب موجودة فى المدارس.
البعض فسر إجراءات تعديل توزيع التابلت بأنه تراجع من الوزارة.. ما تعليقك؟
- التابلت إجراء ضمن إجراءات تطوير المنظومة التعليمية، والهدف من التغيير فى آليات نظام التعليم الجديد، هو تغيير الأسئلة، بحيث لا يعتمد الطفل على الحفظ والتلقين مثل الأعوام السابقة، والانتقال إلى الفهم والحوار والمناقشة، السؤال يأتى على ورقة أو تابلت ليس هذا هو الأساس، والأساس هو تحول فكر الطالب فى طريقة أدائه للامتحان، وخلال شهرى سبتمبر وأكتوبر سيتم الانتهاء من توزيع التابلت على الطلاب بشكل كامل، ولكن شريطة الانتهاء من توزيع الشبكات على المدارس، التى انتهينا من توصيل 70% منها بالفعل، ويوجد نظامان فى العام الدراسى الجديد، نظام سيشهد تغييراً كاملاً وهو رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، مدة الدراسة فيه 35 أسبوعاً، إضافة إلى الأنشطة، وابتداء من الصف الثانى الابتدائى وصولاً إلى الصف الثالث الثانوى، تم تعديل المناهج لتناسب الخريطة الزمنية، وبالفعل تم توفيق المناهج وفقاً لمدة الـ35 أسبوعاً، وسيشهد الأهالى هذا التغير الملحوظ خلال العام المقبل.
ما رسالتك لأولياء الأمور لطمأنتهم على مستقبل أولادهم فى النظام الجديد؟
- 2021 ستشهد تخريج أول دفعة من الثانوية العامة الجديدة «النظام التراكمى»، وسنكون انتهينا من الدروس الخصوصية تماماً، ومن المجاميع المرتفعة التى لا تبنى على مستوى علمى وثقافى حقيقى، و2026 كافة المراحل العمرية من الصف الثانى الابتدائى وحتى الثالث الإعدادى سيكون تم تفريغها بنظامها القديم وإحلال الجديد بدلاً منه، و2030 سيكون لدينا جيل مختلف ومنتج مختلف تماماً يفيد الدولة ويضعها فى المكانة التى تليق بها.