شارك فى تأسيس حزب التجمع ودافع بشراسة عن العدالة الاجتماعية.. جميل راتب سياسيا
راتب
استمتع المصريون بخفة ظل «البهظ بيه»، الشرير تاجر المخدرات الذى كان يبحث عن خلطة مضروبة لينعش بها السوق، ويحقق أرباحاً مهولة، والوزير «رشدى الخيال» الذى استعان بـ«فتحى نوفل»، المحامى المغمور، ليعبر به من مطب انتخابات مجلس الشعب، وعاشت أجيال من المصريين، بسبب قلة لقاءات الراحل «جميل راتب» الإعلامية وعدم تحدّثه فى السياسة فى الصحف والبرامج التليفزيونية تعرف فقط الوجه الفنى والسينمائى لـ«راتب»، بينما كان للراحل دور سياسى مشرّف فى الحركة الوطنية المصرية والعالمية غير معروف.
فمنذ الصغر، عاش «راتب» رافضاً كل أشكال الاستعمار والاضطهاد، متأثراً بجدته هدى شعراوى، الناشطة السياسية والقيمة الوطنية الكبيرة «عمة والدته»، وبعد أن شارك فى أول أفلامه بمصر «أنا الشرق»، سافر إلى فرنسا مبكراً، وتعلم هناك، وشارك الجاليات العربية والمصرية العمل السياسى والطلابى، فقاد الشباب المنظمين للمظاهرات ضد الحركة الصهيونية واحتلال إسرائيل لفلسطين من الجاليات العربية والمصرية، وكان يفرق جيداً بين اليهودية والصهيونية. وعاد من فرنسا فى أوائل السبعينات بعد انتهاء حرب أكتوبر، ليقيم فى مصر بشكل نهائى لظروف عائلية، وخلال هذه الفترة غضب من سفر الرئيس محمد أنور السادات إلى إسرائيل، وأعلن رفضه اتفاقية «كامب ديفيد» والسلام مع العدو الصهيونى، وشارك صديقيه يوسف شاهين وصلاح أبوسيف فى تأسيس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، وكان الحزب معروفاً حينها بموقفه الرافض للاتفاقية، وبعد لقاء جمعهم بالصاغ خالد محيى الدين مؤسس الحزب، فى حضور المفكر التاريخى رفعت السعيد، وعدد من قيادات الحركة الوطنية، أعلن «جميل» عن تأسيس لجنة الكتاب والفنانين، التى كان عضواً فيها وأحد مؤسسيها داخل الحزب، كما ترشح فى انتخابات مجلس الشعب على قوائم الحزب عام 1984.
ودعم جميل راتب، حسب تصريحات سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع «لـ«الوطن»، «مسرح الشارع»، والتقى بآلاف الشباب الذين كانوا يعشقون التمثيل وتأثروا بأفكار حزب التجمع، وأصبحوا نجوماً كباراً فى الوقت الحالى، ومنهم «صفاء الطوخى وعبلة كامل وصلاح عبدالله وسيد رجب والمخرج خالد يوسف وأحمد كمال وناصرعبدالمنعم رئيس البيت الفنى للمسرح، وياسر على ماهر وزهير أمين». وأضاف «عبدالعال» أن «راتب» شارك المخرج صلاح أبوسيف فى تأسيس نادى السينما بحزب التجمع، وكانوا يعرضون كل أسبوع عدة أفلام حديثة فى المحافظات، مؤكداً أن جميل راتب كان متحدثاً أساسياً فى المؤتمرات الانتخابية لحزب التجمع فى السبعينات والثمانينات لجذب المواطنين لانتخاب مرشحى الحزب لإيمانه ببرنامج «التجمع».
وتابع: «شارك جميل راتب فى تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، التى كانت ترأسها الراحلة لطيفة الزيات الكاتبة وأستاذة الأدب الفرنسى، وكانت هذه اللجنة ضد التطبيع الثقافى العالمى مع العدو الصهيونى، وتستهدف الحفاظ على الدور القومى للفن المصرى».